1360

0

نفيسة حمود طبيبة ومناضلة تخلت عن الرفاهية و فضلت مقاسمة شعبها معاناته

 

شاركت المرأة الجزائرية في الثورة التحريرية، حيث تحملت مسؤولية الكفاح في المدن والأرياف لمناهضة الظلم الذي كان يمارسة الاستعمار الفرنسي، فكانت نفيسة حمود ضمن المناضلات التي شاركن في الثورة وهي الطبيبة التي كانت تتستر وراء مهنتها وتعمل كضابط مع المناضلين.

مريم بوطرة

نفيسة حمود من الوجوه النسائية البارزة في الحركة الوطنية ، ولدت يوم 17 مارس 1924 ضربت أروع الأمثلة في الالتزام ، ونكران الذات سليلة إحدى العائلات الكبرى بالجزائر العاصمة  فوالدها كان ينتمي إلى عائلة من البرجوازيين الجزائريين وكان مفتيا للجزائر العاصمة.

نفيسة حمود  ثاني امرأة مسلمة تتخرج طبيبة

أغدقت عليها الحياة باليسر والرفاهية و لكنها أعرضت عن رغد العيش والشهرة و الجاه ، و فضلت مقاسمة شعبها معاناته وهي ثاني امرأة مسلمة تتخرج طبيبة كان والدها  حمدان مفتي وأستاذ في المدرسة القرآنية بالجزائر العاصمة .

 بينما كان عمها بوعلام من أرباب الصناعة الأثرياء والذي قدم الدعم للحركة الوطنية ، كانت عضو حزب الشعب الجزائري شاركت في مظاهرات 8 ماي 1945، كما كانت عضو جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا في سنة 47  كعضو مؤسس ثم أمينة عامة لجمعية النساء المسلمات الجزائريات ، رفقة مامية شنتوف، حيث التزمت كطبيبة ومناضلة ،كما كانت تنشط رفقة صديقات أخريات حيث تولت نفيسة  تكوين عدد من الفتيات في  التمريض والإسعاف.

 وبعداندلاع ثورة  أول نوفمبر المظفرة، أصبحت عضو في جبهة التحرير الوطني بالعاصمة، كانت عيادتها الطبية الكائنة في تهج "لا لير" وفي نفس الوقت مقر سكناها ، تستخدم كمخبأ لإيواء المناضلين ، وكانت تتستر وراء مهنتها كطبيبة وهي تعمل كضابط مع المناضلين.

مواصلة كفاحها ...داخل السجن

بعد أن اكتشف أمرها التحقت بصفوف جيش التحرير في الولاية الثالثة ،وقبض عليها وتمت محاكمتها وبفضل محاميها إستفادت من الإفراج المؤقت وفي سنة 1957 اصدر الكولونيل عميروش أمرا بانتقال النساء المكافحات إلى تونس وعند الخروج من الوطن حدث اشتباك فتم القبض عليها رفقة عدد قليل ممن بقوا على قيد الحياة.

وانتقلت من سجن إلى آخر ومع ذاك لم تستسلم  وواصلت كفاحها داخل السجن مطالبة بتحسين ظروف اعتقال النساء، مما عرضها للكثير من العقوبات وتم نقلها إلى أحد الأديرة بفرنسا واستطاعت الفرار بمساعدة خلايا جبهة التحرير .

التحقت بجنيف حيث واصلت دراستها في الطب، لتمثل صورة مشرفة عن المرأة الجزائرية خاصة والعربية بشكل عام، ولكن قبل كل شيء مثال نادر على مشاركة النساء في معركة التحرير.

إنساحبها من الحياة السياسية والمساهمة في تأسيس أول مركز وطني لتحديد النسل

  بعد الإستقلال عاد الأطباء الجزائريون إلى المستشفيات، أما الطبيبة نفيسة حمود فقد انسحبت من الحياة السياسية بعد فترة قضتها في الحكومة لتعود إلى العمل في مصلحة التوليد بمستشفى بارني الذي حمل اسمها بعد وفاتها سنة 2002.

 نفيسة حمود اختارت  تخصص أمراض النساء والتوليد ولم يكن ذلك بمحض الصدفةبل رغبت في تطوير هذا التخصص الطبي  بعد أن لاحظت أن الكثير من النساء يتعرضن للخطر في فترة الولادة والنفاس.

وفي الوقت نفسه، ساعدت في تأسيس أول مركز وطني لتحديد النسل في مستشفى مصطفى باشا الجامعي، حيث كانت رئيسة الاتحاد الوطني الجزائري للمرأة (UNFA) الذي حشد  العديد من طاقات النساء القابلات والأخصائيين الاجتماعيين والممرضات ومختلف الإطارات.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services