282
0
علي ميموني تجربة فريدة لشاب من الجنوب الكبير تألق في سماء الكتابة والإبداع
ولان عالم الأدب والكتابة هو عالم لابد أن يمرالمبدع في مساره من مرحلة الاهتمام و الموهبة إلى الحب والشغف أيضا، وعادة ماتكون هذه المرحلة في عمر الطفولة بما تتميز بإندفاع بريئ ومحاولات بسيطة قد تتوج بتجربة أدبية فريدة من نوعها.
شروق طالب
في أروقة المعرض الدولي للكتاب في طبعته 27، التقينا بالشاب علي ميموني صاحب 27 سنة ابن الجنوب الجزائري وبضبط ولاية تندوف ، تحدث لبركة نيوز عن مؤلفاته وبدايته في عالم الأدب وكذا الصعوبات التي واجهته.
من بيت شعري كانت الإنطلاقة
وعن بداياته يذكر بأن دخوله إلى عالم الأدب بدأ في مرحلة الابتدائي في سنة 2009، حيث كان يتشارك معظم وقته مع أصدقاءه من نفس حيه، وماكان يميز مجموعة رفقائه هو نفس الاهتمامات فكان اي اهتمام لطفل تتبعه باقي المجموعة، ومن بين أصدقاءه من كان يحب الشعر ويحفظه، وفي حلقة من تنظيمهم يقوم الأطفال بإلقاء أبيات شعرية، حيث كان ميموني الوحيد فيهم ليست بحوزته بيت واحد يشارك به في حلقة الشعر تلك.
وبكل امتعاض أراد ميموني إثبات نفسه لرفقاءه وفي لحظة غير متوقعة قال "الحب فعل فعال وليس كلمات تقال" لتعرف هذه الجملة انتشار كبير بين أصحاب الحي، وهي كانت الشعلة الأولى لاهتمام ميموني بعالم الشعر وكذا الأدب خاصة انه كان يعول عليه في كتابة رسائل حب الطفولة البريئ، مما دفعه الشغف لتطوير نفسه أكثر فأكثر لينمي موهبة ذلك الطفل الذي يبحث عن الحب والاهتمام والأحلام ويدافع عنها.
خمسة مؤلفات تجسد الشغف
هاهو اليوم شغف ذلك الطفل قد تجسد على ارض الواقع من خلال خمسة كتب كل منها تروي قصة معينة حاملة ورائها عدة رسائل، وعن أول ما كتبه ميموني يحدثنا، حيث ذكر بأن الظروف الصحية التي مرى بها في المستوى الثاني ثانوي والتي أدت الى تراجعه في المستوى الدراسي بعدما كان من الأوائل في المؤسسة، وللخروج من تلك المرحلة كما أسماها مرحلة الفشل شرع في الكتابة وألف كتاب تحت عنوان زنزانة 1.1 يحاول تبليغ رسالة مفادها، بأنه بالرغم من وجود إنسان داخل زنزانة إلا أن دائما توجد نافذة تمثل فسحة الأمل، ونشر هذا المؤلف سنة 2020 وبضبط قبل الحجر الصحي التي عرفته تلك السنة، وهو الآن في طبعته الثالثة.
وبعد نشره لكتاب زنزانة 1.1 جاءت لميموني فكرة ثاني لمؤلف تحت عنوان "أكره سيارتي" والذي يراه البعض فلسفي والبعض الاخر طفولي، وهي عبارة عن رواية قصيرة في الأدب النفسي والاجتماعي، تتحدث عن قصة سيارة من نوع خاص فيها الكثير من المعاناة للبطل ووراءها جوهر معين، نشرت سنة 2021 وهي الآن في طبعتها الثانية.
ويقول ميموني عن ثالث مؤلفة "بأن السبب الذي دفعني لكتابتها هي صدفة جمعتني بإمام المسجد في مكتبته، وفي أثناء الحوار الذي دار بيننا سألته عن الكتب القديمة التي كتبها بن تيمية وبن مالك وصحيح البخاري اي أمهات الكتب فقال الأمام تلك "علاها الغبار" ثم صمت قليل وقال عنوان جميل لكتاب، ومنذ ذلك الوقت بدأت افكر في كتاب يحمل هذا العنوان".
الأمل لا يموت
وبما أن ميموني ابن الجنوب الزاخر بشيم الكرم والجود والشهامة حسب قوله والتي تخلى عليها الجيل الجديد، قام كاتبنا بجمع كل العادات المحمودة التي تركها السلف في كتاب علاها الغبار في مجموعة قصص قصيرة طبعت هذه السنة.
وبعنوان باللغة الفرعونية كان رابع مؤلف للكاتب ميموني الذي أوضح بأنه يحمل شعار فلسفي يعكس مبادئ الإنسان وكذا الفلسفة الخاصة بميموني، يندرج في أدب الصحراء لان اللغة المستعملة فيه لغة عربية قحة تحت، عنوان "هيدات نيودات"، مشيرا أنها تحمل سر سيكشف عليه في الجزء الثاني من الرواية.
وآخر مؤلفاته كانت وفاء لعهد الصداقة بين الكاتب ميموني ورفيق طموحاته الذي وافته المنية قبل 9 اشهر من الآن، حيث اختار عنوانها باللغة التارقية بعنوان آميدي، ليروي قصة حياة صديقه الذي يعيش في الصحراء ويحاول إثبات وجوده وصنع الاختلاف من خلال آلة بسيطة يعزف عليها منتجا بذلك مقطوعات موسيقية تارقية، بجانب رسائل عديدة تحملها القصة التي تندرج في أدب الصداقة، مشيرا بأن كل المؤلفات موجودة على تطبيق خزانة.
وعن التحديات التي واجهة ميموني، يذكر لنا ميموني بأن عادة الصعوبات التي تواجه الكاتب تكون مادية، والتي ادت به إلى بيع كاميرته الخاصة التي كانت تعتبر مصدر رزقه لطبع أول كتاب، أما بالنسبة للمعيقات يعتبرها كاتبنا جزء من مسيرة الكاتب الشبيه بمسيرة المجاهد، مهما كانت منطقته وخاصة منطقة الجنوب،وانهى حديثه بجملة الأمل لايموت.