بقلم اسماعين تماووست
لقد كانت بيني وبين المعلم صداقة عميقة واحترام متبادل، وهذا الرابط العميق و الجميل، كان بالتأكيد هو العائق الوحيد لعدم محاولته معرفة لما كنت سأستعمل الملابس التقليدية التي أعارني إياها، والحقيقة أن تلك الملابس مناسبة لصلاة الجمعة، داخل المساجد، كما أنها تناسب تغيير مظهري الخارجي، لأتمكن من صرف الشكوك عنى بشكل كامل، هذه الخطة من شأنها أن تساعدنا على القيام بالمهمة و تحييد أعدائنا بسهولة وبطريقة منهجية.
على الساعة الواحدة والنصف ظهرا، انطلقنا على متن سيارة مغطاة من نوع بيجو 504، من مقر أمن دائرة بوفاريك، باتجاه مدينة الغرابة، كان شرطي يقود السيارة فجلست إلى جانبه.، كنت أرتدي الجلابة والشاشية، أما الزملاء الثلاثة الآخرون فلقد كانوا في الجزء الخلفي من السيارة ،حيث لا يمكن لأحد رؤيتهم.
في الساعة الثانية ظهرًا كنا مستعدين للتحرك، وكان الطريق في ذلك الوقت مهجورًا، وقد عاد جميع الإخوة كما يدعون بعد صلاة الجمعة إلى منازلهم.
كانت منازل دوار الغرابة بيئة ريفية حيث جميع المنازل منفصلة عن بعضها البعض، وهي قرية صغيرة، لذا منطقيا بها عدد قليل من السكان، وبالتالي، كانت كل الفرص متاحة لتنفيذ عملياتنا المزدوجة.
نظرًا لأنني كنت قد شرعت في تحديد موقع المنزلين خلال الليلة السابقة، ونتيجة لذلك، وجدت أن الباقي الذي يجب القيام به أصبح لعبة أطفال لسهولة الأمر بعدما رتبت الخطة، لذا فقد حانت اللحظة المناسبة.
وهناك كنا نوقف شاحنتنا، وكان سائق الشرطة، بناء على تعليماتي، قد أوقف سيارة 504 المغطاة ، حيث اعتبرت المكان مناسبا، وكان هذا المكان على بعد أمتار قليلة من منزل الشريك الذي قررنا اعتقاله أولا، لأنه كان أكثر نشاطا من صديقه، لذلك كانت خطورته شديدة، بل ومثيرة للقلق.
هذا المنزل الذي أردنا زيارته في البداية، كان يشبه تقريباً جميع المنازل الأخرى، كان محاطاً بسور متوسط الإرتفاع وله بوابة كبيرة وباب معدني صغير،علاوة على ذلك، فقد اطلعت سابقًا على ملفاتهم من مركز الشرطة، كان الهدف هو التأكد من هوياتهم، والتي تحصلت عليها أيضا من خلال صديقي من الغرابة، وكان ذلك لحفظ صورهم في ذهني بعناية.