كان لابد من اتخاذ قرار من شأنه أن يصلح هذا الموقف ويجعلني أتجنب المشاكل والمتاعب، أخبرني أن الرجل الذي كان يتردد على قرية حمام ملوان من وقت لآخر، كان مسلحًا وأن مستقره في الجبال.
وهذه الأخبار تتناسب مع معلومات تتعلق بوجود رجل خطير هارب ، كنت جد سعيد ومتفائل لأنه أتيحت لي الفرصة لجمع مثل هذه المعلومات ، ولكني أيضًا كنت حائرا و قلقًا وأثار اهتمامي أن ما عثرت عليه من معلومات خاصة برجل قاطع طريق، وله العديد من السوابق و الآثام الجسيمة في رصيده ، بالإضافة إلى عصيانه، لقد كفر عن جهل بحمله السلاح إذ صوبه ضد وطنه، حقا كان يمثل خطرا.
أعتقد أن المسؤولين أنفسهم كانوا مخطئين بشأن مدى مصداقية المعلومات من عدمها ،لذلك كنت حذرًا للغاية واحتفظت بالمعلومات لنفسي ، وهذا لفترة من الوقت.
لأنني كنت جديدًا في جهاز المخابرات ،انتابني بعض التخوف و الشك لمدى حساسية الأمر ، لم أستطع اتخاذ قرار لأنني في هذه المرحلة خشيت أن تكون المعلومات غير كافية لتحقيق نتيجة مثمرة.
بعد التفكير العميق، توصلت إلى حلول إيجابية، من شأنها أن تقودنا إلى القبض على هذا الرجل الهارب من العدالة، بسبب جرائم خطيرة ارتكبها، وذالك بمساعدة الأوفياء المخلصين من المنطقة.
منذ ذلك الحين ، وفي السرية القصوى، وفرت كل جهدي، و أيضا الوقت الكافي للقيام بذلك ، و جعلت هذا المجرم الخطير أولويتي المطلقة ، كوني ضابط شرطة، وأيضًا المسؤول الأول عن الأمن في تلك المنطقة، وداخل الاقليم.
و في نهاية كل تحقيق طبعا ، كنت أبلغ رؤسائي بكل شيء.
للأسف ، كان الوقت الذي يظهر فيه رجلنا نادرًا تقريبًا ، وكانت المراقبة دائمًا خاوية الوفاض ، و كان من الصعب جدًا الاستمرار، لأن الأمر كان أشبه بالتعامل مع شخص غير موجود، أو حتى مع مطاردة شبح .
وحتى لا أستسلم ، كنت كثير التردد والبحث على مصادري، وحثهم على الاستمرار والصبر لكي تكون النتيجة انتصارا حقيقيا.