قصه حياتي وسيرتي الذاتيه
يجب على المرء أن يكون مخلصا لذاته وشهداء وطنه وعائلته الثوريه الشريفه التي انحدر منها، ليكمل مسيرته ومشوار التضحيه والعطاء، فهناك من باع نفسه وقضية وطنه من أجل أن يعيش في رخاء، وهناك أيضا من انسحب من معركه الواجب نحو الأرض والوطن، ليجد نفسه أمام معركه الضمير وواقع أصعب و مخزي.
من المهم أن يدون الإنسان قصه حياته وتفاصيل مشواره في العطاء والنضال، حتى يترك بصمته ليدخل من خلالها بوابه التاريخ، ويكون رمزا ومثالا للتضحيه لينال شهاده جديره بالإهتمام والإحترام والعرفان،وهذا لا يختصر طبعا على فئه دون الأخرى.
ركزت في سرد قصتي وسيرتي الذاتيه بشكل أساسي على الإرهاب الذي ارتكب لمدة تزيد عن عقد من الزمن جرائم قاسية دامية وتعامل مع الجزائريين بكفر وخزي .
فالإرهاب الوحشي الأعمى الملطخ بدماء الضحايا الأبرياء سيبقى وللأبد منسوخا في الذاكره لا يمكن انكاره، فهو عار تسبب في تراجع الجزائر على كافة المستويات..
بمعيه الله وتوفيقه أتمنى أن أصل إلى شرح ونقل ولو حتى جزء صغير من مجريات تلك الفتره البربرية السوداء المظلمه إلى الجزائريين، و ثقتي التي أتوجه بها إلى القراء المخلصين والذين عايشوا تلك المرحلة العصيبة، وإلى الشباب وجيل اليوم الذين نتمنى أن يستفيدوا من الماضي ويحافظوا على هذا الوطن الغالي.
قد تريحني سرد هذه الذكريات وتقاسمها مع القراء لعل ذلك يشفي كل الجراح القديمه، حينما خسرت رفقاء الدرب اللذين حملو السلاح ولبوا النداء من صفوف ضباط الشرطه، جنود الدرك، إطارات في الجمهورية وكذالك مدنيين في ساحة الفداء، كان نضال هؤلاء الشهداء أهم من الحياة، لقد فقدوا حياتهم المقدسه من أجل وطنهم الغالي.
في عزّ القتال الشرس والذي استمر طويلا، كانت مشاعرنا ممزوجة بين الآسى والسعادة لأننا عزمنا على إنقاذ أرواح أبناء بلدي العزيز والعمل المكثف لإعاده الاستقرار والأمن...
كان من الضروري وبأي ثمن إضعاف الإرهاب من خلال السعي للقضاء عليه وعلى شركائهم وأعوانهم، كان إيماني بالله قويا وبالمصيرعميقا في داخلي، مما جعلني أخاطر بنفسي دون التفكير بمدى خطوره الوضع، حيث واجهت بشجاعة وبجرأه، الخوف والموت ليلا ونهارا ،سرا وجهارا..
بلا كلل ناظلت وقاتلت وبلا ملل قمت بمهمات خطيره ضد محترفي الإرهاب الدنيئين وليس بالامر السهل أن تدخل المعركة وتدافع عن بلدك من عناصر هددوا أمنها واستقرارها وأرادو تدميرها، فلا يكفي ولا يستدعي أن تكون لديك بطاقه للقيام بذلك، فمن الضروري معرفه كيفيه التفريق والتمييز بين الخير والشر، وامتلاك مبادئ وصفات الشجاعه والنخوه والرجوله بكل ما تحمل الكلمة من معاني....
يتبع...