بطريقتة المتعجرفة و المتغطرسة التي أعطى بها الأوامر من الوهلة الأولى قد يعتقد البعض أن عملية إعطاء الأوامر أمر في غاية البساطة والبعض يتصور أن أوامره ستطاع حال صدورها وبدون استفسار، وجميع من يعمل سواء في القطاع العام أو الخاص يعلم جيداً أن ذلك حال بعض من يصدرون الأوامر دون مراعات لمدى تقبل المرؤوسين له.
العديد من الصعوبات تكون في عملية اصدار الأوامر، وأن مبدأ الطاعة العمياء للأوامر تعتبر سياسة غير سليمية، وديننا أوصى بحسن الخلق لقوله تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) .
لقد تمكنت من استنتاج أن رئيس أمن ولاية المدية حينما أمر بإعداد المذكرات مشيراً إلى مذكرتي الإعلامية التاريخية المؤرخة في 8 جوان 1985، والتي أبلغت من خلالها بكل التفاصيل عن المجموعة المكونة من عدة مجرمين مسلحين، وعلى رأسهم السفاح والسفاك رجل واد رومان ،زعيم العصابة، قبل بضع سنوات في عام 1983، وبعد أن علم أنه مطلوب من قبل المحاكم لتمرده على السلطة الشرعية، فرّ ببساطة إلى سلسلة جبال حمام لوان، حيث عاش في عزلة مثل الناسك.
منذ 1983، وبالتحديد يوم 3 مارس، تم تحويلي إلى أمن دائرة بوفاريك، فجاء هذا الخارج عن القانون ليختبئ في إقليم أضمن له أمنه، ومن الواضح أنني تعقبته منذ ذلك التاريخ .
وفي وقت ولاحق من ليلة 25 إلى 26 أوت 1985، قام إرهابيو المجموعة التي سبق أن تحدثت عنها بصفة رسمية، للأسف، بشن هجوم دموي راح ضحيته الشرطي في المناوبة لتلك الليلة المشؤومة في مدرسة الشرطة الصومعة بالبليدة.
وعلى إثر هذا الفشل، الذي كان خطيرا للغاية بالنسبة لقيادة الشرطة، تم بالفعل اتخاذ إجراءات، أولها إقالة رئيس أمن ولاية البليدة، المتهم بالخطأ المهني الجسيم، من جهة و من جهة أخرى، خرق اللوائح الداخلية.
في الحقيقة هذا الرئيس كان رجلا كريماً متشبع بمبادىء الإنسانية ، يحترم الذين عملوا تحت قيادته، ومنذ اتخاذ هذا القرار، أصبحت القطيعة بيني وبين بعض المسؤولي،و كان الأمر مؤسفًا.
كثيراً ما كانت هناك قرارات، البعض منها عادلة ، و الآخرى عكس ذالك.
يا لها من فكرة خبيثة بل ومزعجة ، تلك التي تسللت إلى ذهن رئيس أمن ولاية المدية و أيضا رئيس أمن ولاية البليدة بالنيابة ، والتي جعلته يسيء إلى أحد أفضل مفتشي الشرطة .
دون غرور فقد كنت بالفعل الرجل الشجاع، الجريء، الجاد و الصادق، كنت مفتش الشرطة المثالي بشهادة من عرفوا حجم ما قدمت به خدمة لوطني، ومن ناحية أخرى، كان عملي في كل مرة يؤدي إلى نتائج إيجابية.
ماضي أحمله في نفسي مليء بالتضحيات والمخاطر الجسيمة، من أجل القضية النبيلة، يشهد بولائي ووطننيتي.
للأسف هناك من تجرأ على القول بأنني مجرم.!!! ونسبوا إلينا بغير حق ماليس فينا،والحليم هو من يميز ماهو الصدق والإفتراء,
في الواقع، إذا كنت قد ألحقت الأذى ببعضهم، فما كان ذالك إلا جزاءأً لما إقترفته أيديهم من قتل و سرقة ودمار.. هم فعلوا ذلك حقاً وكانت تلك المشاهد مروعة إلى حد يعجز اللسان عن وصفها، و أصبحت ذكريات من الصعب نسيانها أبدا لشدة فظاعتها...
يتبع...