كما ذكرنا أيضًا أننا لن نحظى أبدًا بنفس الجدارة التي كان عليها أولئك الذين حاربوا و دافعوا ذات يوم بجرأة وتفانٍي، و بإيمان وصبر، بكل ما تحمله كلمة الشجاعة من معاني ، عن وطننا الغالي من نير الاستعمار الفرنسي. ليختتم بعدها حديثه ، بالقول أنه من واجبنا إلقاء القبض على الإرهابيين المسؤولين في أسرع وقت ممكن، هؤلاء الأنذال اللذين لاذوا بالفرار منذ ذلك الحين بعدما أشعلوا نار الفتنة، إذ توغلوا بطريقة شيطانية في عمق المجتمع بما فيه من الجامعات والمساجد وغير ذلك.بهدف فرض رؤيتهم  بالقوة على الشعب الجزائري.

وكانت تلك المحاولة وما صاحبها من تحريم وتحليل، وتكفير وتأثيم، المؤشر الأبرز على أن "الجماعة المسلحة" كانت تتجه لا محالة نحو سياسة تكفيرية،بل وذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث أعلنت انها ستنفّذ حُكم القتل في كل من يرفض تطبيق الفرائض وقررت كذالك منع خروج النساء من منزلهن دون عذرٍ، وبدون إرتدائهن اللباس الشرعي الإسلامي، كما دعت ايضا عموم الناس في المناطق التي تسيطر نوعا ما إلى "السمع والطاعة لأمرائهم حيث نصبوا أنفسهم الولي الشرعي لهم، ليقوموا بمهام الخليفة الشرعي .

في الواقع، كانت أكاذيبهم و تعصبهم ومخالفتهم لشريعة ديننا، محفزا قويا لي ولجميع الشرفاء و الزملاء من سلك الشرطة وجميع الأسلاك الأمنية، ، لبذل المزيد من التضحيات ، وتقديم أفضل ما لدينا.

ولكن عدم اليقين بشأن النصر، أثار في نفسي خوفًا كبيرا، كان في بعض الأحيان، سببًا وجيهًا لمعالجة الجوانب السلبية في بحثنا، بهدف الحصول على معلومات تخص العدو، وكوني شرطيًا متمرسًا، ومخلصًا في عملي، ووفيا لحسي الوطني الذي ترعرعت وكبرت عليه منذ صغري، شجعني ذالك  باستمرار على مواصلة مشواري و بذل ما بوسعي من أجل وطني، ولو كلفني ذالك أن أموت من أجله شهيدًا، فهو واجب وطني و اختيار شخصي.