فكان ذالك من الحيل التي طالما استعملتها في إطار مهنتي لأهداف واضحة، والحقيقة أنني تجنبت إخباره بالحقيقة طوعاً وكان ذلك مجرد إجراء احترازي دعاني بشدة إلى احترام جميع زملائي الأعزاء.

في الواقع أنا انتمي لجهاز المخابرات ولكنني تجنبت أن أقول إن زميلي كان من نفس الجهاز ، ببساطة كنت أخشى أن يناقشه المدير العام في مواضيع سياسية وهوعن ذلك بعيد، في حين أن الزميل لم يكن لديه لا المعرفة الكافية في المجال المذكور، ولا  شكله يوحي  على أنه رجل سياسي .

بمجرد أن أبلغته بوظيفة ورتبة صديقي، اندهش للغاية لكنه كان سعيدًا، وبدا مقتنعا  بشأن ما صرحت به فهنأني و أثنى على إحترافية كل ضباط الشرطة بالمديرية العامة للأمن الوطني DGSN، وأكدت في كلامي معه أن الغاية ليس ما قدمناه سابقاً فحسب ، بل هو ما نسعى إليه من تضحيات وجهود لنجتمع معًا تحت ضل دولة قوية بشرفائها وجنودها الأشاوس متخذين في ذالك كل الوسائل اللازمة لإجراء تغييرات من شأنها تحقيق الارتقاء نحوالقمة ولأعلى المستويات مع الحفاظ طبعا على مكانتها المحترمة بين أقوى المنظمات و مختلف الأجهزة الأمنية في العالم.