886
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة 72
بقلم اسماعين تماووست
ومع ذلك، شعرت أن هذا هو الوقت المناسب للدعوة إلى الهدوء، لذلك كان علي أن أبقى دون انفعال ودون أن أظهر أي شعور بالإرتباك أو العصبية، حتى أنني أصبحت أشك في أنني ارتكبت ربما خطأً ما خلال حديثي معها الأمر الذي كان من شأنه أن يثير غضبها، إلا أنه لم ألاحظ أي تغيّرعلى وجهها أو أثر على جمالها، على العكس من ذلك، كان كل شيء فيها ثابتًا بل وكانت ابتسامتها أكثر سحر.
أود أن أقول أنها كانت بحاجة لي، وحتى ذلك الحين، لم أكن أعرف السبب وكنت كذالك في حاجة إليها، و من جهتي كنت أرغب في الحفاظ على اتفاقي معها، ووعدها بالتعاون معي.
في الحقيقة كانت لدي هذه الفكرة منذ لقائنا الأول و المختصر،حين كانت تتحدث إلي خلسة من نظرات المارة، قدرت بأنها متعاونة في مجال الاستخبارات.
وبالفعل في لحظة صمت، نظرنا إلى بعضنا بخجل، فلاحظت على وجهها الجميل مخاوفا باتت أكثر وضوحا ، مما دفعني للاعتقاد أنها تتعمد إثارة موضوع شراء الأسلحة.
كوني شرطيًا متمرسًا، لم أكن أعرف أبدًا ما هو الخوف، وكان ذلك أيضا خطرًا آخر يلاحقني في كل مكان، وهو الخطر الذي ظل يلازمني، على الرغم من أنني تحديته....
سألتها إذا كانت قد تعرضت للتهديد، لكنها أنكرت، فسألتها مرة أخرى بينما أوضحت لها أنه من المنطقي أن يتعرض المرء لتهديد ولن يجد غير السلاح كأفضل فكرة لحماية نفسه، حتى وإن كان ذلك حتى في أي حال من الأحوال ليس بحل ولا أمر قانوني.
في هذه الظروف، يبقى السلاح الناريي دوما هو أفضل حماية ضد أي خطر،وبهدف مساعدتها في علاج مسألتها والتي أبلغتني بها للتو، شرحت لها مطولاً، أنها في هذه الحالة، ستحتاج إلى سلاح ناري فردي أو حتى بندقية صيد، والأفضل من ذلك أنني أوضحت لها استخدام كلا النوعين من الأسلحة، فأما المسدس فهو سلاح محمول يمكنها حمله في حقيبتها لصغر حجمه، وأما بندقية الصيد فهو سلاح ضخم، يمكنها الاحتفاظ به في مكان خفي وآمن إن إستدعى الأمر ذالك، بعيدا عن الأنظار داخل شقتها.
ومع ذلك أخذت لحظة للتفكير في السلوك الغامض لهذه المرأة، كان كلامي معها نابع من ثقتي الزائدة ولم أتخذ ذالك خطأ، وربما اخطأت و تسرعت في الحكم على شخصها.
حتى أنني اعتقدت أنها اعتبرتني هي الأخرى شخصا غامضا، فسوء الفهم قد يؤدي للاسف في أحيان كثيرة إلى خلاف ،ولوانتهى أمرنا كذلك لخرجت خالي الوفاض ولبقيت وحيدة في يأسها.
في الواقع ، كرت في مصيرها بعض الشيء، رغم أنه لم يكن واضحا تماما ، لكن في هذه المرحلة من التفاوض، كنت قد قررت قبول كل شئء أما الهروب سيكون خطأ، والتخلي عن شخص هو بحاجة لمساعدتي ليس من مبادئيـ لان شخصيتي وشجاعتي هي عنوان نظالي كمحارب في سلك الشرطة.
لقد توليت واجبي المهني لسبب وجيه وهوأنه من غير المرجح أن يحد شخصا آخر الشجاعة الكافية للقيام بذلك، غعزمت واتخذت القرار الشجاع لحمايتها من كل شيء، حتى لو بلغ الأمر مرحلة الخطر.
أؤكد ايضا أنه عندما اقتربت مني وحدثتني، أحسست أن هذه المراة لديها سرا قد يكون من المحرج الإحتفاظ به لنفسها،أو يكون أمرا خطيرا،لذا كان عليها أن تخبر أحدا بذلك، ليتحرر ربما من مغامرة محتملة ، قد تكون نتائجها وخيمة، ومن ذلك أشير أنه قبل أن نتعرف على بعضنا ، فقد رأيت فيها المرأة القوية والثابتة، لذلك فكرت مسبقا في إضافتها إلى قائمة الوطنيين الذين أتعامل معهم واعتمد عليهم في المجال الإستخباراتي.