295

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "57"

بقلم اسماعين تماووست 
 
بالإضافة إلى أنني ضابط شرطة غير قابل للفساد، لذا فإن أي شخص يظهر للأسف معي و في هذه الساعة، في وقت متأخر جدًا، طبعا سيتم اتهامه بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ،بالتالي ستقع عليه حتما أقصى عقوبات العدو المجرم  جراء تعاونه معنا  للأسف، ويمكن حتى أن يتعرض لخطر الموت.
اختفى هذا الرجل الوطني، ذات ليلة في بداية عام 1994، حينما توجهت إلى منزله مجموعة من الإرهابيين ، حاول في تلك اللحظة الهرب عن طريق تسلق إحدى الأشجار التي كانت في فناء منزله، ولكن بمجرد أن رأوه على الشجرة، أطلقوا النار عليه دون سابق إنذار، فسقط على الأرض ميتًا.
بعد وقت قصير عدت إلى مقر دائرة بوفاريك، مكان عملي، حيث نمت بمكتبي إلى صباح يوم الجمعة، و بمجرد أن استيقظت ودون أن أتناول الإفطار باستثناء تدخين سيجارة، قلت إن هذا يوما حافلا، ولا توجد هناك لحظة لإضاعتها، فبدأت بدراسة الخطة التنفيذية لمهمتي من اعتقال الرجلين اللذين وردتني أخبار عن كونهما متواطئين مع الإرهابيين حسب المعلومات المقدمة.
 لقد تبين أن تواطئهما كان مباشرًا مع زعيم العصابة، الرجل من واد رومان، لذا سيصبح الوضع صعبًا ،  بعد الهجوم على أكاديمية الشرطة بالصومعة، اختفى الجناة المجرمين خوفاً من الاعتقال أو القتل، إما في مجموعات صغيرة أو بشكل فردي، وكانت أماكن اختيارهم ولايات :البليدة ،المدية وبومرداس والجزائر العاصمة، ولكن حتى في اختيار التفضيلات، كانت هناك بالتأكيد تفضيلات لأماكن معينة حيث شعروا أنهم سيجدون الثقة الكاملة والمساعدة اللازمة للبقاء على قيد الحياة، وكانت في البلديات التالية لربعا، وبوقارة، وبوفاريك، وبوليو الحراش الجزائر.
علاوة على ذلك، فإن الفكرة التي دفعتني إلى الشك في احتمال لجوء الزعيم المجرم إلى أحد الشريكين المقيمين بدوار الغرابة، كانت توجد، حسب معلوماتي التي حصلت عليها في هذا السياق،  وجود سكن تعود ملكيته لعائلة المعني، بالتحديد في الجهة  الشرقية لمدينة بوينان، زعيم الإرهابيين هو بالتأكيد أحد الشريكين في ذلك الوقت وكان السبب الوحيد الذي
  دفعني إلى ذاك الاعتقاد.
ما اعتقدته كان تعقيدًا غامضًا وخطرًا يقف أمامي، لأنني إذا وجدت الشخص الذي كنا نبحث عنه ليس لاجئا في أحد المنازل، ستكون مفاجئة لم أكن مستعدًا لها جيدًا، وبمجرد أن كنت على وشك ارتكاب هذا الخطأ، فهمت حجم هذه المهمة، لذلك أجبرني هذا على اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لإنجاح مهمتنا، وكذلك تجنب قدر الإمكان شجاعة الشرطة اللازمة التي لا تناسبني بأي حال من الأحوال في تحقيق الهدف المنشود، بمعنى آخر، كان لا بد من معالجة هذا الأمر في المقام الأول ودراسة خطة ثانية أكثر فعالية والتي من شأنها أن تراعي جميع المخاطر المحتملة، إذا كان زعيم المجرمين قد حل ضيفا على أحد الشريكين.
وبما أنني أعرف القليل عن هذا الرجل الغامض من واد رومان، وخاصة أفعاله الشائنة وسلوكه المشين، أود أن أقول إنه حقا كان لقيطًا حقيقيًا، علاوة على ذلك، وبسبب جهله أنشأ مشروع قتل وحشي، كان من المنطقي و المؤكد أن يتم إدراج اسمه القذر في قوائم الأفراد الخطرين الذين كانوا موضوع البحث، وعلى إثر ذلك، أدت مداهمة العناصر الأمنية لمنزله الواقع في منطقة واد الرمان إلى مقتل شقيقه، وكان ذلك حوالي عام 1982.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services