308
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "56"
بقلم اسماعين تماووست
غادرت السيارة التي استعرتها ثم أوقفتها في مكان ما بالقرب من مقر أمن دائرة بوفاريك، لكن هناك مشكلة أزعجتني، والتي كان لا بد من حلها بأي طريقة لتجنب الخطر على مالك السيارة المذكورة، الأمر يخص لوحة ترقيم السيارة ! و التي يمكن أن تسبب خللًا للعملية التي سأقوم بها، وهذا على الرغم من دراستها بعناية فائقة للظروف.
في البداية، اخترت تمويههم، ولكن بعد ذلك خطرت في ذهني فكرة بارعة، في الواقع، كانت الفكرة هي التغيير، ولكن ليس التغيير بالمعنى الحقيقي للمصطلح،لكن فكرت بأفضل من ذلك، لأنني استعدت لوحات سيارتي التي كانت ملكي، وقمت بوضعها على لوحات السيارة المستعارة، والتي ربطتها بقوة بسلك حديدي، والتي ستكون مخفية عن الأنظار مع ظلام الليل.
كانت بطانة اللوحات تقديرًا مثاليًا، لأن سيارتي كانت تحمل تسجيل الجزائر العاصمة، والمركبة المُقترضة مسجلة في البليدة.
هذه الحيلة كانت فعالة لتأمين المهمة وحماية مالك السيارة، غمرتني سعادة وشعور بالإرتياح، ومنحتني الأمل في المضي قدمًا إلى درجة إنجاح مهمتي ..
وبالفعل، حوالي الساعة العاشرة مساءًا، وصلت بالقرب من منزل صديقي، جاء نحوي بحذر وهو يجرف جدران بعض المنازل المجاورة، وتحت جنح الظلام انضم إليّ وجلس في السيارة التي كنت أقودها...
حدقت فيه جيدا ،وفهمت أنه كان مرتاحا بشكل خاص من الوقت المختار للعملية ،فالليل بمثابة ستر من النظرات الخبيثة فمنطقة الغرابة أشبه بقرية بعيدة عن بلدية الصومعة، لذلك كانت معظم منازلها متناثرة ومسيجة.
وفي وقت قصير، أنجزت مهمتي في تحديد موقع المنزلين المشبوهين، ولتحقيق هذه الغاية، كان لدي شعور بأن الحظ لا يزال إلى جانبي هذه المرة، لأنه لم تقع أي حادثة يمكن أن تؤثر على خطتي وربما تقوض بشكل محبط للغاية العامل المخابراتي، الذي كان مواطنًا شريفًا وعضوًا في جبهة التحرير الوطني.
الحزب الذي تصرف بروح وطنية من أجل المصلحة العامة للوطن، في طريق العودة أوصلت صديقي إلى مكان أبعد قليلاً عن منزله لتجنب القلق و المفاجآت ، وهذا لانني معروف جدًا داخل إقليم و منطقة بوفاريك كضابط شرطة و إضافة الى ذلك...
يتبع...
