299

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "55"

بقلم اسماعين تماووست
بمجرد خروجنا من مكان لقائنا أبلغت زميلي أننا سنذهب خلال نهار غد الجمعة الساعة الثانية بعد الظهر، أي بعد الصلاة، لتنفيذ عملية إعتقال الرجلين المشتبه في أنهما شريكان مع منفذي الجريمة ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بعملية التتبع، كنت أتوقع أنه سيكون من المناسب بالنسبة لي أن أعهد بها فقط إلى صديقنا، العامل بالمخابرات، وفي هذه الحالة، سيكون من الأفضل النظر في مشاركة أقل عدد ممكن من ضباط الشرطة في مهمة تتطلب التخطيط المحكم منذ البداية.
ولكن مع وجود عدد أقل من الزملاء في هذه المهمة التي تقتصر على الاستطلاع، ستكون هناك فرصة للانتقال من مكان إلى آخر بإرتياح، بدا لي  أن هذه هي أفضل استراتيجية لامتصاص يقظة العدو، خاصة وأنه غاليا ما يكون في حالة تأهب لاحتمال قد يكون في كثير من الأحيان كارثيًا بالنسبة لهم.
في الواقع، لفترة طويلة، كنت أتحدث إلى نفسي فقط، وكنت أرد على نفسي، وكما لو أنني لم أتردد ولو لمرة واحدة في المخاطرة، لقد قررت أن أتجرأ على الوسائل القانونية وغير القانونية، لأن الشيء الرئيسي بالنسبة لي هو تحقيق نتائج إيجابية واضحة، والتي ستكون بالتأكيد إجراءًا ضروريا لإضعاف قوى الخصم الحقير تدريجيًا، وإسقاط ايديولوجيته الشيطانية والضعيفة. ...
 
 لقد كان الأمر غريبًا إلى حد السذاجة، هذا الشاب لم يسألني حتى عن السبب، أو فيما كنت سأستخدمها، في الواقع لو أراد أن يعرف السبب، بالطبع، لكنت كذبت عليه و أبرر ذالك بذريعة يتقبلها دون أي شك ودون أي قلق.
أعتقد أنه في مثل هذه الحالة، يُسمح بالكذب لتفادي الرفض المؤسف، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الأمور أفضل بالنسبة لي، وكذلك الخوف من رؤية خطتي تتحكم فيها الصدفة.
علاوة على ذلك، فإن إستخدام سيارة عادية مملوكة بطبيعة الحال لمدني أفضل وأكثرأمنا، فكل تفكيري بالتأكيد هو ضمان نجاح خطتي أكثر من استخدام سيارات الشرطة الخاصة بنا.
وأود أن أقول إنه من أجل الدفاع عن قضية عادلة، وحتى مقدسة، فإن فن التمويه كان مسموحا به من الناحية القانونبة، لأنها كانت الطريقة الأكثر نجاعة وفعالية لمعالجة بعض القضايا.
لكن لو كنت صادقًا مع هذا الصديق، لكان بالتأكيد قد رفض طلبي لكونها مغامرة قاتلة، لان في حال إكتشاف العدو المتمرد لأمر استعمال سيارته ، فسيكون انتقامهم بشع لامحال منه و بأي طريقة كانت ..... 
 
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services