336

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "54"

بقلم اسماعين تماووست
 
هؤلاء من لا يمتون بأي صلة للبشر، سواء كان الإرهابيون أو الآخرون المتواطئون لا يعرفون شيئا عن خصوصيات وعموميات ما يفعلون، إلا أن واقع الساعة يثبت حقا جهلهم، أما نحن فقد كنا مكشوفين بشكل جيد، وبالتالي عرضة لأعينهم، وهو ما يمكن بالتأكيد أن يشكل قوة خصمنا، العدو رقم واحد.
مباشرة بعد تلقي المكالمة غادرت المكان، لكن ليس للذهاب مباشرة إلى بوفاريك حيث تم تحديد الموعد لي، في البداية، كان علي أن أذهب إلى زاوية منعزلة لأغير ملابسي، لأن تلك التي كنت أرتديها، كانت تشبه ملابس العمال أو المربين الذين يعملون في الإسطبل.
ولذلك ذهبت إلى غابة صغيرة تقع ببلدية الصومعة البليدة، وكانت أيضًا أحد الطرق المؤدية إلى مدينة بوفاريك، وبما أنني لم أكن أرتدي ساعة، كان من الصعب بعض الشيء معرفة الوقت ؟ كان من الصعب معرفة ذلك على وجه اليقين، لأنه كانت فترة متقدمة من المساء في غابة شبه مضلمة .
 وبالفعل، و من عادتي أن أحمل دائمًا في صندوق سيارتي حقيبة أضع فيها سلاحي، رشاشًا من نوع مات 49، وبعض الملابس للتغيير حسب الظروف المفروضة .
بمجرد أن ارتديت ملابس لائقة، ورتبت ما كنت أحمله في حقيبتي الخاصة ، غادرنا الغابة للذهاب إلى موعدي،في المقهى كما ذكرت والذي يقع في وسط مدينة بوفاريك.
وصلت إلى المكان ودخلت وكان الرجل الذي كان ينتظرني حاضرًا بالفعل، يحتسي عصير الليمون، وبعد التحية التي كان يستحقها أكثر من أي شخص آخر لوطنيته، جلسنا حول طاولته.
كان يبلغ من العمر 33 عامًا، وهو تاجر فواكه ثري يقيم في الغرابة، بلدية الصومعة، وقد أخبرني قبل ذلك بكثير عن شخصين شريكين لزعيم المجرمين، المنفذ للهجوم على أكاديمية الشرطة في الصومعة وتفاديا لأي خطأ، طلبت منه الاستفسار أكثر عنهم، وحتى علاقتهم بالإرهابيين الهاربين.
وبمجرد حصوله على معلومات جديدة من المرجح أن تؤكد تواطؤهما،نقوم بعدها بترتيب لقاء أتمنى أن يكون حاسمًا ومثمرًا. 
 
أذكر أنه كان يوم خميس، بعد أن أكد صديقي المخلص كل أسئلتي ، بقوة تواطئء الرجلان اللذان كان هو نفسه يراقبهما منذ فترة طويلة في أنشطتهما المشبوهة. .
في الواقع، كل ما بقي هو عمل و تدخل الشرطة، و تحديد الموقع، نظرا لأن الشريكين وصديقي كانا يعيشان في نفس دوار الغرابة.
وبعد هذه الفرصة التي وصفتها بأنها مواتية جدًا للمهمة القادمة، انتهزت هذه الفرصة غير المتوقعة ودون الموازنة بين إيجابيات وسلبيات وجود خطر معين على صديقي العامل بالمخابرات، فقد عرضت عليه إمكانية مرافقتي، لكي يوضح لي بالضبط مكان إقامتهما ، لأنه يعرف جيد جميع أركان دواره، وتوقعت حينها  أن العملية ستتم بكفاءة وسرعة.
علي أن أشيرأنه في ظروف معينة، من الضروري أحيانًا معرفة كيف نكون متفردين وعقلانيين، للحفاظ على التقدير الذي يشكل العنصر الأساسي في رسالتنا.
وتحقيقا لهذه الغاية اتفقنا، لذا وبعد أن شكرناه بحرارة على شجاعته المثالية لتنفيذ العملية أثناء الليل، غادرنا لنلتقي مرة أخرى لاحقًا، بعد بضع ساعات فقط.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services