454
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "52"
بقلم اسماعين تماووست
في الواقع ، لقد لاحظتا العديد من الأشخاص في لعبزيز الذين كانوا متاحين وفي متناول الجميع ، لكنني اتخذت خيارا مدروسا بعناية بشأن رجلين فقط ، تتراوح أعمارهم بين 25 و 30 عامًا تقريبًا.
و في النهاية ، قررت الاقتراب منهم بشكل منفصل أي أن أقابلهما كل واحدا على حدى، وعلى وجه الخصوص خارج منطقتهم، بالطبع كان هذا مجرد إجراء احترازي.
كانت مدينة بوقرة هي المكان المثالي ، من ناحية السرية ، ومن ناحية أخرى لن يشعر الطرفان المهتمان بالحرج و التعرض للإنكشاف في أهلهم ، والتي بطريقة ما أو بأخرى يمكن أن تسبب لهم ضررًا لا يمكن إصلاحه.
لقد تجولنا لمرات عدة أنا وزميلي بالقرب من محطة الحافلات، حرصت على ركن سيارتي بعيدًا عن المكان الذي كنا فيه إلى حد رؤيتها.
بعد يوم واحد من لقاء الرجلين ، توقعت أن أجد بعض الإجابات على أسئلتي المتعلقة بالقضية المعنية، في الواقع ، لقد شرحت لهما ما أريده، و بسهولة قبلا كلاهما اقتراحي ، وكانا قد إلتزما ووعداني بشرفهما أن يساعداني .
كانت مساعدتهما لا تقدر بثمن، جعلتني أتوصل إلى معلومات عن الإرهابيين الذين كانوا يعيشون في العبزيز ،والذين فروا تماما كالجرذان بعد هجومهم على أكاديمية الشرطة في الصومعة، الشيء الذي كان مهما لتقدم التحقيق فإن إخباري عن شركائهم الذين عزفوا عن إظهار أنفسهم في منطقتهم ،وغيروا مكانهم خوفًا من الإبلاغ عنهم وإعتقالهم .
كان أحد هذان الرجلين ميكانيكيًا يبلغ من العمر 30 عامًا ، وكان يمتلك محلا صغيرا مجاورا لمنزله إتخذه مرآبا لنشاط الميكانيك، أما الآخر يبلغ من العمر 28 عامًا ، بلا وظيفة مما يفسر وضعه المزري، كان شعاري وهدفي الوحيد هو البحث عن النتائج و المعلومات الإيجابية.
و هكذا عاهدت نفسي على أن أكون سخيا و كريما تجاههما حتى يهتما بالأمر.
أخيرًا ، تم الاتفاق على أن يبلغاني بما شغفت أبحث عنه ،وبالمقابل أساعدهما في كل ما يحتاجان إليه، كانت الفكرة فعالة ورائعة للجميع ، أما بالنسبة لي فلقد قدمت المصلحة العامة كأولوية.
