338

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "50"

بقلم اسماعين تماووست
 
الذين تورطوا لقلة رجولتهم وغبائهم في صفوف الجيش الفرنسي حيث استغلتهم فرنسا من أجل قمع المجاهدين الجزائريين والتجسس عليهم،اختاروا الانضمام إلى العدو طواعية، أي دون إكراه ، ألحقوا الأذى بشعبهم ، و قاموا خوفا و جبنا بخيانة وطنهم .
آثامهم لا تغتفر وأفعالهم  اللأخلاقية لاتنسى ، سجلها التاريخ وتستمر من جيل عن جيل لتحفظ في الأذهان والتاريخ تفاصيل الخيانة، مرة أخرى نجد الماضي  يشبه الحاضر، حيث ستكون الأحداث الحالية واضحة ونستطيع شرحها إذا رجعنا إلى الماضي، وهنا يمكننا تمرير رسائل جيدة للبعض وسيئة للآخرين.
في النهاية ، أود أن أقول إن العدالة الإلهية و التاريخ أكثر انتقامًا من العدالة التي تخطىء أحيانا كثيرة،  وهو الحكم الحقيقي، لكني أعتقد أن الاغتيال الأول الذي ارتكبه الإرهاب يفتح الباب أمام اغتيالات أخرى ، وربما كان يحضر لكارثة للوطن و المجتمع، لذلك كان الخطر أكثر من وشيك،ومن الواضح أن العديد من المسؤولين لم يستوعبوا في السابق خطورة الضرر في تلك القضية الإجرامية.
في الواقع ، كانت نيران العدو تتقدم دون إنسانية ولا خوف من العقاب والظاهر أن لا من شيء يوقفها ، لقد كان بين هذا الرعب وبيننا العداوة والكراهية المعلنة إلى الأبد.
بعد تأملات عميقة في خطورة هذه القضية الجنائية ، كان الخيار الذي أملاه علي عقلي هو الانتقام منهم و من شرهم بما هو أعمق و أسوأ من الشر الذي عانينا منه ، ولأن الظلم عاقبته الهلاك، كنت قد قررت إنهاء هذا الوضع الشائك قبل أن تمضي الأمور إلى أبعد من ذلك ، كنت أعلم أنها كانت مخاطرة وعلى الرغم من ذالك ،كنت على استعداد لتحملها.
في الحقيقة ، الشرف هو من إضطرني لإنهاء هذه القضية ، لذا بذلت كل الجهود لأكون مختلفا عن البعض ، كان دافع إرادتي مواجهة الخطر بإقدام ونخوة ،التي كانت هدية من الله .
كرجل ، نعم،رجل بحق معنى هذه الكلمة ، ابن شهيد وعائلة ثورية قدمت رجالها تضحية للوطن و أيضا رجل شرطة متمرس ،لذا لم أقبل التخويف و التهديد ،و بعد أيام قليلة فقط من تاريخ الجريمة المذكورة ، شكّلت مجموعة من رجال الشرطة ، جلهم بواسل و شجعان، أوضحت لهم  أن أولويتنا هي كسب الحرب ،وعليه يجب اتباع القسوة و اللارحمة مع هؤلاء الإرهابيين و شركائهم ، حتى أني أكدت لهم، أنه إذا ما إنطلقنا لا يمكننا الرجوع للخلف. 
وهكذا حفزت وشجعت رجال الشرطة في مجموعتي على أن يفعلوا بالمجرمين ما أرادوا أن يفعلوه بالوطن والمواطنين الأبرياء . . كما أوضحت لهم أن الخطر موجود في كل مكان و أنه لا مجال للخطأ،ولا يجب الوثوق بأحد، فإن  أي تراخي وعجز  سيكلفنا حياة جميع الزملاء في مجموعتنا .
أوضحت كذلك أن للنجاح مواقف معينة ،ومن الضروري أحيانا تجاوز القانون ، فبعض الاستخدامات قد عفا عليها الزمن بالفعل بعد ذلك ، حددت أن مثل هذا التصرف لن يتخذ إلا في حالات الضرورة القصوى، وهذا من أجل إعدادهم لحسن التصرف مع أي احتمال غير متوقع ،قد يسيئ إلينا.
 وطلبت منهم أن يجدوا دوما مخرجا لأي مأزق وخطر، علاوة على ذلك أكدت لهم أنه سيتعين عليهم العمل ليلا نهارا من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الجزائر وشعبها.
فمن واجبنا أن نمتثل للدفاع على أمن و كرامة المواطن ،وإلا لما قمنا بمهامنا و ما أدينا الرسالة ولبينا نداء واجب الوطنية ، وإن لم نفعل ، سنهين كرامتنا ونهان،  في النهاية أشرت مرة أخرى أن المولى جلت عظمته ، من سيمدننا ويكرمنا بالقوة، والشجاعة ، والقدرة اللازمة حتى نحمي ونصون وطننا وإن كان ذالك على حساب حياتنا.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services