368

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "49"

بقلم اسماعين تماووست
 
كان علينا أن نقتاد بالمجاهدين ورفاقهم المحاربين الشجعان و الشهداء الأبرار ،الذين خاضوا حربًا كبيرة كانت الأكثر خطورة والأكثرعنفًا وفتكًا ، وضد من ؟ضد بلد مصنّف من بين أعظم القوى في العالم.
في الواقع لقد قمت في العديد من المرات و مرارا بمهام صعبة  ، وأحيانن تجاوزت رغبتي وإرادتي، لكن في ذلك الوقت لم أشعر بأي ندم ولا تأنيب ضمير ، لأن الأمر كان يخص الوطن الأم ، الجزائر وشعبها الأبي، ومن أجلهما سأواجه حقًا ، الخوف و العنف بما في ذلك الموت .
وهو أمر مورع و مرعب، وحتى أنه كان بإمكاني أن أضحي بنفسي لإسقاط مخططات الإرهاب المجرم النتن قدر المستطاع للقضاء عليه ، وتحقيق الاستقرار واستعادة السلم الدائم ، و عليه، أؤكد أنني عزمت فعلا ولا قولا ، لأن الكلمات كانت وستظل دون عائد ولا جدوى ، وبقدر الإمكان ، كنت قد رغبت وشجعت الشرفاء من الجزائريين والجزائريات الجديرين بالثقة على المشاركة تحت تصرفي في قتال عدو الوطن اللدود ،وإلا لكانوا قد ارتكبوا طوعا خطيئة الخيانة . هددوني وتوعدوني كثيرًا، و هنا أصدرت تحذيرًا لمن كان سيهرب عوض حمل السلاح والدفاع بوسائل عديدة عن من كانوا يقاتلوننا ويدمرون بلادنا، فالويل للخونة بمثل هذه الخطىئة التي لا تغتفر ،فلا أحد غير الله من يعلم عقوبة الخونة.
 بتفاني دائم في أفعالي و وطنيتي شرحت للمواطنين المخلصين من طبقات اجتماعية مختلفة و مختلف المسؤولين ، أن القضاء على  الإرهابين القذرة ،السفاحين المجرمين ، الذين قاموا بذبح الأبرياء ،تماما مثل القضاء على الجهل ، أوكل ما يؤذي البش.
 أعترف بأنني أصبحت مختلفًا بعض الشيء عن الآخرين و حتى عن نفسي ، وهذا نتيجة تعلقي القوي بهذه القضية الجنائية  ليلا ونهار،اتخليت عن كل شيء ، وتهاونت أحيانا في صلاتي لتكريس كامل وقتي للقضية ، بدون أدنى فشل ، أو استرخاء وكنت في يقضة دائمة، ضد الإجراءات غير المتوقعة التي من المحتمل أن تتسبب فيما لا يحمد عقباه.
ومع ذلك ، فإنني أؤكد على أهمية الاحتراز من الخطر لأن حدوث مصيبة مدمرة ، مثل بعض البلدان ، سيجعلنا نضيع فأين سنعيش وإلى أين المفر ، فوطني الجزائر في أعماق روحي و هو الوطن والموطن وسيظل كذلك ، باختصار،الجزائر أفضل البلدان والأوطان . 
 
 كما  ينبغي أيضا المحافظة و مراعاة أهمية القيم الوطنية المثالية كالكرامة والشهامة والاحترام حفاظا على الجزائر و من ناحية أخرى ، فإن أولئك الذين فروا وتخلوا عن بلدهم للأسف ليستقروا في بلد أجنبي آخر ،لن يجدوا قطعا نعمة السلام ، وسيكونوا دوما سخرية و هدفًا للنقد السلبي ، وغالبًا ما تقوض وتمس كرامتهم وحتى دينهم ويدنسون ، بألسنة من أصل عنصري.
ومع ذلك ، فإن إيماني ومبادئي تلزمني العيش والموت في بلدي وسط أهلي وعائلتي في أحضان وطني ، الذي صنع أشد المقاومين المحاربين بشراسة كل من سولت له نفسه النيل من سيادتها الوطنية.
في الواقع ، من الضروري التأكيد على أن القضية الجنائية المعنية كانت بداية امتحان وصراع  بين الصواب والخطأ ، وبين الخير والشر.
كان الخير هو عمل الشجعان الرجال الصادقين الأوفياء الذين ظلوا مخلصين لمبدأ واجبهم في الدفاع عن وطنهم، أما الشر فهو السم الذي أفرزه الخونة لتسميم الأمة، وهنا أشيرإلى أن الغدر و الخيانة صفات متوارثة ممن كانوا أعداءا للوطن بالأمس.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services