486

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "47"

 
بقلم اسماعين تماووست
 
القوائم المشفرة  التي وزعت على ضباط الشرطة، مفعلة بدقة في إطار هذه القضية الجنائية ، وذلك لأغراض تأمين مهماتنا المستقبلية ، أي أنها كانت استراتيجية حرب كلاسيكية، أما بالنسبة للرقم 2 ، فلم أكن أعرف السبب حقًا ، ولم يكن سراً أن نائب رئيس أمن ولاية البليدة وأنا المفتش ، أننا استخدمناه كثيرًا في التحقيق و المعلومات أو الطوارئ والأمور الضرورية، وهو الأمر الذي يستحق على وجه الخصوص مزيدًا من التقدير.
كانت تلك هي اللحظة التي طال ما انتظرتها ،أن نكون معًا لوحدنا ، وفي سياق دفع تحقيقاتنا إلى الأمام بسرعة ، كنت قد طرحت عليه عدة أسئلة حول نموذج العمل الذي طورته ليكون فعالًا، كانت أسئلتي بالأحرى عبارة عن مقترحات مرتبطة بالمخالفات، سواء من ناحية توفير الوقت لتنفيذ مختلف المهام ، أو في جعل نتائجها محتملة.
لكني تفاجئت من رده ، إذ أخبرني أنه لا يمكننا تجاهل القوانين السارية، كانت إجابتي عفوية و كالنار في الهشيم ، لأنني لم أتوقع رده السلبي ، لذلك تجرأت على إخباره أنه لا يوجد قانون يملي  علينا كيفية الدفاع عن الوطن ، ولهذا  كان علي أيضًا أن أوضح أنه لم يكن هناك سوى طريقة واحدة لكسب الحرب ، وهي أن تكون أكثر نذلًا من العدو. .
 بعد أن واجهت عقدة محبطة  لم أجد في نفسي خوفا يجبرني على الاستسلام ، أضفت أنه للحفاظ على السلام ، يجب طرد المجرمين الغجر ، وبغض النظر عن الأساليب والممارسات والقوى المستخدمة لتحقيق ذلك ، لأن الغاية في أحيانا كثيرة تبرر الوسيلة.
لقد شعرت أن الفكرة قد خطرت بباله بالفعل ، وأننا بالتأكيد سنتفق ، كان متحفظا وذالك إجراء احترازي من قبله، وعلى الرغم من كل المخاوف ، كان يدرك أن مقترحاتي الخاصة لها قيمة لا تقدر بثمن ، والتي من شأنها أن تسود الآن على تلك المعمول بها بالفعل ، وهي كلاسيكية إلى حد القول أنه عفا عليها الزمن ، في الحقيقة  هي وسائل ضعيفة  لا تلبي احتياجات وسائل الدفاع من أجل الإطاحة بالعدو ومخططاته الشيطانية وكذا استراتيجيته ووسائله.
لاحظت بالفعل عدم ارتياحه أمام صعوبة الأمر الذي بدا له ربما مستحيلا ،و شعرت وكأنه يريد القول أنه من يهاب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الصخور و الحفر ،  مما جعله في حالة من التخوف، بعدها  أدركت وتأكدت من أنه لم يكن مقتنعًا بقبول مغامراتي الجريئة و التي كانت بالنسبة له غير طبيعية  في ذلك الوقت ، كان قد لمّح أنه سيعيد النظر و سيدرس الموضوع الذي كان محرجا ، ليقدمه لرئيسه في الشرطة ، أحترمه لأنه حقا رجلا طيبا...... 
 قبل أن نفترق ، قال لي ألا أجعله يغرق في الوحل ، ففهمت طبعا  فأكدت له و وعدته بشرفي أن اجتماعنا سيبقى سرًا ، مدفونًا في قبر منسي .
نظرًا لعدم وجود حلا للإرهابيين هؤلاء الخبثاء المدمرين ، كانت كل أولوياتي هي القضاء عليهم والتصدي لهم ، فقد استطعت تخطيط إستراتيجية جديدة مزودة بوسائل من المحتمل أن تحارب بشكل فعال عدونا داخل البلاد ، وفي نفس الوقت تنجح في وضع حد سريع لمشروعهم القتالي الإجرامي.
يحتوي التخطيط على قوانين واستراتيجيات أكثر قدرة على نسفهم ، حيث أصبح كل شيء في كل مكان يشكل خطرًا حقيقيًا على الوطن وشعبنا ،إذ كانت قد ظهرت وللاسف بوادر حرب داخلية كان بإمكانها أن تنتشر بسرعة كبيرة في جميع انحاء التراب الوطني تماما كالنار في الهشيم ، لتنتقل من حرب داخلية إلى حرب وحشية حقيقية، كانت القوانين الجديدة التي اقترحتها تتجاوز القوانين السارية ، والتي كانت تتوافق فقط مع الأوضاع العادية، أي في حالة السلم فقط...
يتبع...

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services