419

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "42"

بقلم اسماعين تماووست
 
إن تطهير الوطن من الشر والخطر وإعادته إلى حالته الطبيعية في جميع المجالات ،أمريشعر الجميع بفرحة عظيمة وينشر الرحمة والتكافل ، ليسود الأمن و الأمان سواء للدولة والشعب. .
بينما كنت مستمر في تقديم التفسيرات للحضور الذين كانوا يستمعون باهتمام ، أخبرتهم أيضا أن الإرهابيين قد انقسموا إلى عدة مجموعات صغيرة، منطقياً  كان البعض قد اختار ما يشبه الملجأ ربما بالقرب من قراهم ، مثل الوحوش في أوكارها حيث كان الجهل واضحا ، والبعض الآخر غادروا المكان الى أراض اخرى في مختلف الولايات المجاورة.
ومع ذلك  فإن غالبية هؤلاء اللصوص المجرمين ، كانوا قد فضلوا الإلتحاق بالجبل للجهاد كما يزعمون في ضواحي بوقرة و الاربعاء ، باختصار  انتشروا عبر جميع أراضي ولاية البليدة ، حيث الغابات والجبال ومياه الأنهار، هذه الظروف الطبيعية ساعدتهم  في حياة الهروب.
كنت قد تجرأت على القول إن أهم عمل هو العودة الفعالة في مثل هذه الظروف  إلى جهاز المخابرات،و أوضحت أنه الأفضل نظرا  لخبرة منتسبي هذا الجهاز في تحقيق النتائج وذالك باتخاذهم الأساليب الخاصة بدل الكلاسيكية،والتي تتوافق طبعا في مثل هذه المواقف ، المشابهة بالتقريب لحالة حرب .
في نهاية إجاباتي  كنت قد إنتقلت في الحديث لأهمية دورخدمات الشرطة القضائية، وفي النهاية سألني ضابط كبير إن كنت قادرا على إطلاق النار على إرهابي ملمحاً بالتأكيد لمرتكبي الهجوم على أكاديمية الشرطة ، وكانت إجابتي بالتأكيد أسرع من البرق ، لقد أجبت بقوة على السؤال ، قائلاً إنه الدفاع عن وطني ، سأنتهك و بسهولة جميع القوانين ، لذلك سأقتل للضرورة ، وسأحارب الإرهاب بالإرهاب،  إذا لم أقتل مجرمًا فسوف يقتل الأبرياء دون أي وازع ، وأكدت أنني إن لم أفعل فإنه حتما بطريقة او أخرى سأصبح شريكا حقيقيا ، وفي يوم ما بالتأكيد سوف يذكرنا التاريخ وسيحكم على كل الذين لم يؤدوا رسالتهم المقدسة بشكل جيد وتقاعسوا عن واجبهم  لسبب أو لآخر.
 اذا ما تم ارتكاب الخطأ بسبب عدم الكفاءة أرحم من ارتكاب الخطأ طواعية ، بطبيعة الحال لغرض المصلحة ، وهنا يصبح هؤلاء بشكل منهجي شركاء في تلك  الجريمة  البشعة..
أعتقد أن حياة كل رجل مسؤول يجب أن تكون  على هذا النحو ، والذي يفشل في تحمل مسؤوليته في الوقت الذي يكون فيه الوطن والشعب في خطر حقيقي مهما كانت طبيعته ،سيندم ندما  شديدا ويبقى يراوده الألم و الذكريات المرة مدى حياته ليشعر بأنين الضعف كمرض  يفرك أكتافه...
 وبمجرد انتهاء الاجتماع توجهت إلى المقر الأمني بدائرة بوفاريك ، حيث أمضيت بقية الليل مع زملائي في مرافقة دوامهم....
يتبع...

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services