528

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "37"

بقلم اسماعين تماووست
 
وبمجرد أن أفلت من العدالة ، ذالك الدجال استمر في السفر، كانت رحلاته بشكل متكرر إلى المملكة العربية السعودية،  وخلال عام 1990، خلال تجمع عقد في ملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة ، إندمج الشريك مع بعض السياسيين ممن تسببوا في جراح الجزائريين ، كانوا جميعهم مرضى وكفرة،كانت سعة الملعب ممتلئة بالكامل ، لذا كان عدد الجمهور الموجود في هذا الملعب يتراوح بين 70 إلى 90 ألف شخص أو ربما أكثر من ذلك بكثير ، إن أحصينا أولئك الذين كانوا خارج نطاق الملعب.
خلال الخطب المطولة التي ألقاها أحد المتسببين في تراجع الوطن ، قام الشاب المتواطئ والذي هو من بني سليمان ، الموهوب في إستعمال أجهزة فائقة الحداثة ، ببث لوحات ضوئية على فضاء الملعب متكونة من حروف لإسم الجلالة "الله".
وفور ظهور جهاز هذا الضوء الاصطناعي المخادع رفع جميع الحضور و المشاركون أعينهم إلى السماء وهم يهتفون "الله أكبر"، كان البعض يصرخ والبعض الآخر يبكي إعتقادا حقًا أنه كان ظهورًا لمعجزة...
وتجدر الإشارة إلى أن ما يقارب نصف الجمهور الحاضر يعيشون في الريف ، والبعض الآخر بعيدون ومعزولون في دواوير مما يبرر إنبهارهم من التكنولوجيا التي طبقت في فضاء الملعب ورؤية إسم الجلالة " الله".
حتى الشيطان لن يفعل ما فعله هذا المجرم من أجل الثروة و طمعه في المنصب ، مستعدا لبيع كرامته إن وجدت ، لقد دفعه جهله و جشعه لارتكاب الشر،من خلال تحفيز جمهور الملعب بألعاب أجهزته ، كان مئات الآلاف من المشتركين للأسف مخدوعين لدرجة إنضمامهم إلى حزب الدمار ، مما جعله يوسع صفوفه....
 
 بعد أربعة إلى خمسة أيام من الهجوم الإجرامي ، و وسط التحقيق في بلدية بوقرة ،كنت بصحبة زميل من نفس الخدمة ، تلقيت عبر ( التالكي والكي) مكالمة أمرتني بالانضمام و بسرعة لمقر أمن دائرة بوفاريك.
هاتان البلديتان ، (بوقرة و بوفاريك )، تفصل بينهما تسعة عشر كيلومترًا، بسرعة متوسطة، يستغرق الأمر حوالي 30 دقيقة للوصول،و أقل من الوقت المذكور بالنسبة لي ، سيكون رهانًا خاسرًا ، لأن السرعة ليست إلا مرادفة للخطر و الهلاك ، علاوة على أن الطرق مع السرعة المفرطة لبعض السائقين المجانين الذين لا يحترمون قوانين المرور تصبح مجزرة .
جلست في السيارة من جهة السائق ، للقيادة وانطلقنا في طريق العودة،كانت رحلة العودة يملؤها القلق و خلال كل هذا الوقت كنت أفكر دون توقف في سبب المكالمة، كنت منزعج لدرجة أنني كنت أتحدث فقط عن نفسي. ولم أصمت لكي لا أستمع إلى الإجابات التي تمر في ذهني وتتملكني.
للأسف ، لم أجد أي تفسير ، وأصبح كل شيء مرتبكًا ومعقدًا بسبب عدم تمكني من الوصول إلى اكتشاف الحقيقة مما أربكني و عذبني وشتت أفكاري، كنا لا نزال سويًا في سيارة الخدمة ، وكنا نسير بسرعة معتدلة ،على الرغم من أنني وقتها كنت قلقا و أجهل سبب الإتصال ...
لم أكن أعرف ما كان يفكر فيه زميلي ، الذي بدى على وجهه الحزن والقلق فورًا بعد المكالمة، أيضا  بالنسبة لي ،بقيت أتساءل عن طبيعة هذه الحالة الطارئة الفريدة، إقتربنا من النهاية ، لكن التفكير في لغز المكالمة استمر في جعل مزاجي معكر . ..
خبر المكالمة الذي سأعلمه على الفور طبعا لن يزعجني ، لأنني عشت مواقف أصعب وفي كل مرة تغزوني حالة من الضعف ، كانت شجاعي  تمنحني قوة جديدة...
يتبع...
 
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services