477

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "28"

بقلم اسماعيم تماووست

وبالتالي فإن الإرهابي المتعصب المتعطش للدماء يهرب ومنطقيًا يستمر في قتل الأبرياء بكل برودة وبأبشع الطرق. فإن كان الشرطي رحيما ، في مثل هذه المواقف ، وهذا راجع لعدم توفر الكفاءة و الخبرة ، هنا تقع المسؤولية على عاتق رؤسائه الذين يوكلون إليه المهمة ، إذ لا ينفع الندم بعدها على ما كان بالتأكيد ، سيشعر بتأنيب الضمير و يطارده خطأه ، إلى ما تبقى من حياته.

وأيضًا ، في كل مرة يصله ان مجرم تسبب في زهق روح برىئة، ستسبب له هلوسة في فكره من شدة تأنيب الضمير لعدم اتخاذ المسؤولية بجدية وحزم ،

أحيانا لايمكن إصلاح الأخطاء المرتكبة سواءا كانت بدافع الحماقة أو بدافع الخوف من الانتقام أو أي شيء آخر. كل ذلك أشبه بالخيانة لن تجد أبدا أرواحهم السلام والطمئنينة، ولن يعود الندم عليهم بأي نفع ، ولأنهم فشلوا عمدًا في مسؤولياتهم تجاه وطنهم وشعبهم، إذ كانوا ملزمين بيمين مقدس للدفاع عنهما .

مبدأ الدفاع عن الشعب والوطن كان شعار رجال الدرك أنه، إذا هموا وعزموا القيام بعمل أتموه للنهاية وعن جدارة فإن الدرك الوطني قاعدته محكمة التنظيم ، قوية ومنضبطة ، وينتصر في الغالب على كل القوى المحتملة التي تترصده.

 رجال الدرك في بوقرة في ولاية البليدة ، أكدوا ذلك بأنفسهم ، ولا سيما من خلال المعلومات القيمة التي جمعهوها من خلال علاقاتهم وتواصلهم مع أشخاص كذالك جديرين بالثقة. طبعا لم نكن أمام غابة الأمازون الشاسعة ، فالمكان في الحقيقة غويبة واقعة بين سيدي موسى ومنطقة الأربعاء في البليدة ،إلا أن الخطر الذي كان بها أكبر بكثير من حجمها ،رغم ذالك كان  من السهل عليهم السيطرة عليها ، وعليه قال أحد من رجال الدرك إن هاؤلاء الإرهابيين المجرمين ليسوا هنودا غير مرئيين و لهم قدرة الإختفاء عن الأنظار .

بعد فشل عملية التفتيش التي قامت بها الشرطة ، وعند شروق شمس اليوم التالي ، تسلحت عناصر الدرك الوطني لبلدية بوقرة بشجاعة وتنضيم ناسب حجم الخطر ، لقد أدركوا واستعدوا لمواجهة المخاطر. حسب أقوال وتخمين الدرك ، كانت الظروف خطيرة للغاية ، لأن الأمر يخص من تجرؤوا وهاجموا مدرسة للشرطة الوطنية وقتلوا شرطي واستولوا بعدها على الذخيرة والسلاح ، كان عمل إجرامي فظيع لن يغتفر أبدا ، يجب محاكمة مرتكبي الجريمة والسرقة في نفس القضية المعنية بلا هوادة و قتلهم وإعدامهم أو القبض عليهم و إدانتهم بعقوبات شديدة ، إن لم يكن مدى الحياة. ومع ذلك ، أعتقد أنه حتى السجن المؤبد لأولئك المتجرئين على ارتكاب الجريمة  لا يضاهي تعريض أمن الدولة للخطر.

. أما أنا والعديد من زملائي في الشرطة وعناصر أخرى في الأجهزة الأمنية ، فقد وصفناها بأنها نقطة ضعف مثبتة. من المؤكد أن تساهل العدالة مع المجرمين في يوم من الأيام صاحبه ندم مزعج. ستتساءل الأجيال القادمة عن سبب إفلاتهم من العقاب.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services