259
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "17"
بقلم اسماعين تماووست
للوهلة الأولى ، بدى وكأنه إنسان بدائي لحظة خروجه من الكهف ، في نفس اللحظة التي خرج فيها من باب المنزل ، الذي يفصلنا حوالي ثلاثين مترًا ، بدا حذرا في مشيته وهو يحدق بعينيه ويلتفت يمينا وشمالا، وكأن تواجد أفراد أمام منزله المنعزل أين لا مبنى آخر هناك بين الأشجار، شيء زاد من فضوله ودفعه للخوف ، ربما كان متخوفا من مصيبة قد تقضي عليه ، ربما تدمر ما خطط له هو ومجموعته المجرمة التي كانت تضم قطاع الطرق و الخارجين عن القانون.
وسط المكان المعزول المحاط بالبساتين وليس بعيدًا عن الجبال ، كنت أول من تحدث إليه ، وأنا أرسم ابتسامة على أمل أن أعطي مظهرًا مطمئنا ، ثم حييته بتحية الإسلام ، وبعد ذلك أخبرته أنني جئت لأرى قطعة الأرض المجاورة التي يملكها شخص والذي أخبرته بأسمه و لقبه كما أخبرني الطبيب في حسين داي، كمأ كنت شخصياً أعرفه لأنه عاش في بن طلحة هو رجل أميٌ ذو لحية طويلة.
من المؤكد أن ذاك الرجل إرهابياً ، وربما يكون أحد منفذي الهجوم على أكاديمية شرطة الصومعة ، اعتقد أنه صدّق الخطة وواقتنع بسبب تواجدنا في المكان ، لذا لم يشك في وجود رجلين أجنبيين في هذا المكان بمظهر حضري ، و بدلاً من الذعر ولإبعاد التشكيك في حقيقته بقي عاديا وتواصل معنا بهدوء وكأنه يعرف جيدا صاحب الأرض التي كنا نبحث عنه من أجل شراءها حتى أنه أثنى عليه.