بقلم اسماعين تماووست
هكذا زال الرعب والشر وفشل في مواجهة استراتيجيتنا القتالية الجريئة التي لم يتوقعها هذا الخصم أبدًا، في الواقع كان الجميع يعلم أن الإرهابيين المتعطشين للدماء قد زرعوا الذعر وألحقوا الضرر، من خلال ارتكاب جرائم دنيئة، وإبادات جماعية، وسرقات، واغتصابات، غالبًا على فتيات صغيرات، على نطاق واسع، وكذالك تدمير الممتلكات العامة والخاصة، في هذه الفترة كان الوضع المذكور شبيهاُ بالحرب، فقد أعاق للأسف حياة المواطنين، كما عطل أيضًا مسار الدولة في بعض المجالات.
وتحقيقا لهذه الغاية، كنت قد اقتنعت أكثر بخوض المعارك ليلاً نهاراً، دون هوادة ضد أي عدو يتعمد الإعتداء على سيادة الدولة والشعب.
والحقيقة أن هناك فرقا بين من تجاهل الواقع والمجازر ضد المدنيين، وبين من تصدى بنخوةٍ ووعيٍ للوضع الإجرامي، وبين من أبعدته المصالح الشخصية أوالمخاوف من مواجهة الوضع بحقيقته المؤلمة والكئيبة.
الشجاعة هي ثبات القلب عِند النوازل، واستقراره عِنْد المخاوف، فاالرجل الشجاع و المغوار هو من يخلق من اليأس أملًا، لأن اليأس فيه طعم الموت لكن الشجاعة تعطي معنى للحياة.
فمن الأفضل مجابهة الخطر بدلًا من العيش في الخوف والهلع ،لأن مواجهة المخاطر والموت ببطولة وإقدام أحسن من استدباره والإستسلام له.
إن الرجولة والشجاعة هما صفتان عظيمتان يكتسبهما المرء و ينشأ عليهما، وهما من الصفاتِ التي تكمل بعضها في النهاية، فالشجاع يمتلك الرجولة الكافية لأن يتحدى الصعاب وهو ذو قلبا قويا لا يهاب ولا يخاف، ففي المواقف الصعبة تتجلى معادن الرجال الشجعان وعند الشدائد والمصاعب تنعكس مواقفهم الشجاعة والقوية المساندة للحق والعدالة، وتظهرالرغبة القوية فى التحرر من قوى الظلام والإرهاب والتمرد.
لقد كنت ذلك الرجل الوطني المهتم بكل التفاصيل التي من شأنها قلب مجرى الأحداث بسرعة، و من الواضح أن موقفي منذ البداية، قد أتى بثماره، من خلال محاولة المحافظة على الأرواح و إيجاد حلول للحد على الأقل من المحنة التي أثقلت كاهل الشعب حينها.
وهذا بفضل الوعي الجيد للرجال الذين يتمتعون بصفات قادرة على قلب الموازين فإن الإرهاب في الجزائرتراجع وبقي في موقف دفاعي فقط، وتدريجيا بعد شن الحرب عليه انقلب الوضع لصالح السلطة، أما مجموعاتهم التي شكلها المجرمين، الذين أرعبوا الناس، فقد تضاءلت وضعفت شيئا فشيئا.
وبالفعل لمن لم يعرف هذا الوضع الخطير الذي لم أذكر منه سوى جزء من هذه القصة الحقيقية التي تلازمني ولا تفارق مخيلتي وأفكاري، سيكون من الصعب عليه أن يستوعب أفعال المجرمين السيئة، كما أنه لا يستطيع إنصاف الرجال الذين تمكنوا من وضع حد للمذابح والمجازر والمآسي.
من الواضح أن الهدف كان وقف إراقة الدماء ووقف رعب الفوضى، و محاولة التقليل من أعمال الحرب الأهلية المذكورة، حيث تجرأ أولئك المجرمون حتى على قتل أفرادًا من عائلاتهم، خلاصة القول أنه حتى لو كان إرهابياً صهيونيا لن يقدم على قتل من هو من بني جلدته، مهما كان السبب و تحت أي ظرف.