375
0
مذكرات شاهد على سنوات الجر الحلقة 68
بقلم اسماعين تماووست
لم يكن هناك ما أقوله له حول موضوع المحادثة ،غير أنها أرادت التحدث معي، وأخبرته أنها أصرّت على أن يكون مكان لقائنا بعيدًا عن الأعين الخبيثة لتجنب أي عواقب قد تكون وخيمة، وبعد ذلك سلكنا طريق العودة نحو مكان العمل بدائرة بوفاريك.
في مساء اليوم التالي، في ذلك الوقت الذي تجاوز النهار ولكن لم يبلغ الليل بعد، قلت لنفسي إن هناك نتيجة واحدة محتملة لهذه المعضلة، وفي الواقع، لقد فكرت جيدًا، وكان تفكيري حول أمرًا بسيطًا للغاية، وهو علينا الذهاب إلى الاجتماع، والذي سيكون بالنسبة لي الطريقة الوحيدة لكشف لغز هذا الشخص الطيب.
ومن أجل ذلك أشير إلى أن الشجاعة والثقة بالنفس تضاعف قوتك، كما أن التفكير في التمثيل يسير بجانب امتلاك قدرات ومؤهلات العمل.
كنت بالفعل رجلا جريئا، والجرأة أفضل ما في كل الأمور، عندما يريد المرء أن ينجح، الرجل القوي حقا هو الرجل الحذر عندما يقرر، لأنه يقيم كل الأخطار التي يمكن تصورها، لكنه شجاع عندما يتصرف...
و أخيرًا حل الليل، وكان وقت اللقاء يقترب، باختصار، كنت على الدوام ملتزما بأهمية احترام المواعيد وهي ميزة في طبعي و صفاتي، حسب شهادة في حقي من قبل المسؤولين في مختلف المجالات وكذالك العامة من الزملاء والأصدقاء . في الساعة التاسعة وخمسة وأربعون دقيقة وصلت بالقرب من المبنى الذي تعيش فيه تلك المرأة الساحرة، وفي الحقيقة ، كان موعدنا محددًا في تمام الساعة العاشرة مساءً، كانت هناك خمسة عشر دقيقة تفصلنا عن الموعد المحدد، ولم يكن للإنتظار أي تأثير علي، فأنا صبور بطبيعتي، والإنتضار لا يزعجني ، بل يشجعني إن كان هاذا فيه مصلحة الوطن وخدمته .
كان صبري مدفوعًا بقوة لأنني كنت أنتظر شيئًا لطالما تمنيته بشدة أن يكون مرتبطًا بشكل مباشر بمهنتي، أي معلومات عن المجرمين الآخرين في الهجوم على مدرسة الشرطة في الصومعة، أو على الأقل شركائهم المثيرين للشفقة.
الدقائق القليلة المتبقية قد مرت للتو، الواحدة تلو الأخرى مثل حبات المسبحة.،كانت العاشرة مساءً بالضبط و كنت أمام باب الشقه...
