9
0
متى ستَغتالُ المرأةُ انتظارَها؟

الشاعرة قمر عبد الرحمن
يريدون المرأة ذاتها، الحاجة ذاتها..
فإن مشت على طريقٍ ربيعيّ،
قالوا: لقد تجاوزت حدود التّفاؤل!
وإن تأمّلت في بلاغة الأوركيد،
قالوا: تخلّت عن صفاتها كشجرة!
وإن تغزّلت باللّوز الأخضر،
وبالغت في وصف الكرز الأحمر،
تساءلوا عن لون قلبها!
وإن عبّرت عن حبِّها للفراشة،
تساءلوا عن دورها في المطبخ!
لا يعلمون أنّ الحركة الدّائريّة للملعقة داخل الطّعام الحارّ
هي التي همست لها: أنتِ أمّ.. لكن
لا يمنع أن تكوني شيئًا إضافيًّا،
حين يصير الأطفال سندًا شاهقًا..
ويكبر الأسناد واحدًا تلو الآخر..
ثمّ يؤسرون ويستشهدون!
تزغرد في جنازاتهم، وترقص من الحسرة،
يقولوا: كان عرس أبنائها مختلفًا!
تنظر إلى السّماء لتلتقف رحمة الاستمرار،
يقولوا: لقد جُنّت وجُنَّ الوطن بداخلها
بعدما تصالحت مع معناه!
تبتسم، وتشكرهم على وقود الكلام، وتمضي
فهي ليست معهم من البداية؛
هي المسافرة نحو حلمٍ مازال يختمر!