54
0
مروان

بقلم / عدلى صادق
كان بن غفير قادراً على الدوام على الجسر، ليوم واحد، لكي يفرض نفسه للحظات،على أيٍ من العابرين ـ جيئة أو ذهاباً ـ من قياديي السلطة وحركة فتح، لكي يقول له ما قاله لمروان في محبسه، ثم يعرض الشريط كاملاً غير منقوص أو مقصوص.
عندئذٍ سيكون بمقدور هذا المخبول، أن يتقمص دوراً يتشبه فيه بالشجعان، فيرضى عنه المعتوهون الذين يوالونه، ونستفيد نحن من خلال اختبار شجاعة القيادي الفلسطيني، وما إذا كان يستحق أن يكون قيادياً أو لا يستحق.
لكنه ـ لغبائه وجُبنه وهستيريته الطافحة ـ يذهب إلى مروان في محبسه، ويطلب التصوير، ثم يقص الشريط القصير، لإخفاء رد الأسير القائد، ما يعني أنه سمع من القيادي الفلسطيني المناضل ما لا يسره. فلو كان العكس لكان عرض الشريط كاملاً وزاد عليه.
قمة النذالة والجبن والتفاهة وكل الصفات التي تليق ببن غفير. فحركته القرعة، زادتنا ثقة بشجاعة مروان وبقدرة كل أسير فلسطيني على الثبات والصبر.
ربما يكون مروان قد رد على بن غفير بجملة قصيرة: انطم وكُل خره أيها التافه.