74

0

موعد شيرين مع الموت… والتغطيه مستمره..

 

 

 

 

بقلم:  حسن يافا 

 كانت العربات المدرعة  تخلخل الارض تحت مدخل جنين وتهز جدران بيوتها وهي تندفع نحو مخيم جنين كي تداهم منازل المطلوبين من اصدقاء ومعارف من استشهدوا أو اعتقلوا حديثا او من كانت أسماؤهم على القائمة التي أرسلها مكتب التنسيق الأمني في رام الله الى الموساد.

المفاجاة هي أهم عنصر لتأمين فاعليه هذه القوة الضاربة التي كانت تتسارع لتصل المخيم قبل ان تضيء سمائه اول اطياف الشمس القادمة من سهل مرج بني عامر الممتد امام  شرق جنين، التي تقف أمامه مثل صخرة عنيده.

عمليه جيش الدفاع هذه  كان من المفترض لها ان تحقق أهدفها بسرعة  باغته حيث تقوم بمداهمة  البيوت  قبل الفجر وتقتل وتعتقل  من تريد أو  من يتحرك بأي طريقه امامها لكنها ولسبب غير معروف توقفت على بعد امتار من مدخل مخيم جنين،  وهذا وان كان ضروريا للتعامل مع المعلومات غير المتوقعه التي وصلت الى قائد الحملة، الا ان هذا التوقف ليس  حقيقة في مصلحة المهاجمين الذين يعرفون بأن ضوء النهار  ليس في مصلحتهم  حيث يعني هذا ان مئات الاولاد والشباب سوف يبدأون حرب حجارة لا هوادة فيها ضدهم.
.
كان الوقت السادسة وثلاث عشر دقائق  صباحًا، حين ترجلت على دوار العودة قرب مخيمً جنين امرأتان ترتدي كل منهن على رأسها خوذة  معدنية وعلى صدرها سترة مقاومه للرصاص  مكتوبًا عليها PRESS، وكان يتبعهما رجل يحمل كميرا.
وقف هذا الفريق الصحفي عند مسافة قريبة وجه لوجه  امام القوة الاسرائيلية، وبعدما ان ايقن اعضاء فريق الجزيرة ان الاسرائليين  قد عرفوا انهم من الصحافة واقروا بوجودهم، قطعوا الشارع نحو سور اسمنتي على الجهة المقابلة من الدوار الذي يواجه القوة  الاسرائيلية. كان خلفهم المخيم وأمامهم  دبابات جيش الاحتلالً وصار وا كأنهم من يقف بين الضبع والفريسة!

وقفت شيرين انطون ابو عقله تواجه الكميرا والقوة الاسرائيلية ، وقبل ان تنطق كلمه واحدة، اصاب رصاص قناص ذراع المصور من الخلف، وقعت الكميرا من يديه و اندلف بهلع  نحو الجهة الاخرى من الشارع. شيرين توقفت بذهول ربما لثوان تُقييم  ما يجري امامها، بينما كان رأسها  يظهر في بؤرة احداثيات شاشة بندقية اسرائيلية فائقة الدقة، لم تخطيء رصاصتها ان تتفجر في رأسها كما اراد القناص. 

سقطت شيرين الى الامام على جبينها تسجد لهذه الارض لاخر مرة.

كان الوقت السادسة وست وعشرون دقيقة صباحًا و تواصل وابل الرصاص نحوها كانما يرقص القناص حول صيده الثمين.

أما الشمس فواصلت ارتفاعها فوق سهل مرج ابن عامر  تجفف الندى عن جفون السنابل.

التغطية مستمره

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services