400
0
من عرفات إلى عباس.. الصوت الفلسطيني لا يُحجب
بقلم الأسير المحرر / عبد العظيم عبد الحق
أيها الأخوة والأخوات،
التاريخ يشهد علينا ويعيد نفسه أمام أعيننا. عام 1974 حاولت الولايات المتحدة أن تسكت صوت فلسطين، فمنعت القائد الرمز ياسر عرفات من دخول نيويورك لإلقاء كلمته في الأمم المتحدة.
لكن شعبنا لم يُهزم، والعالم كله وقف معنا، فنُقلت الجلسة إلى جنيف، وهناك وقف أبو عمار شامخًا، رافعًا غصن الزيتون وبندقية الثائر، ليقول للعالم: لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.
يومها دخلت فلسطين إلى ضمير الإنسانية كلها، ومن هناك بدأت شرعية منظمة التحرير الفلسطينية تترسخ في كل أصقاع الأرض.
واليوم، وبعد أكثر من نصف قرن، يعيد ترامب إنتاج المشهد نفسه بمنعه الرئيس محمود عباس من دخول الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة.
لكن نقولها بصوت واحد: كما فشلوا بالأمس، سيفشلون اليوم. وكما لم يتمكنوا من إسكات صوت ياسر عرفات، فلن يستطيعوا حجب صوت محمود عباس، ولن يستطيعوا شطب فلسطين من على منبر العالم.
هذا القرار الأميركي الجائر لا يعكس قوةً بل يعكس ضعفًا، لا يعكس ثقةً بل يعكس خوفًا من كلمة الحق، خوفًا من أن يقف الرئيس الفلسطيني ليقول أمام العالم إن شعبنا باقٍ، وإن الاحتلال إلى زوال، وإن فلسطين ستبقى البوصلة مهما حاولوا حرف المسار.
إنهم يملكون القوة العسكرية والسياسية، لكننا نملك الشرعية، ونملك التاريخ، ونملك إرادة شعب لا يُقهر. فلسطين ليست بحاجة لتأشيرة كي تدخل إلى الأمم المتحدة، فلسطين تعيش في قلوب أحرار العالم، وحين تُغلق أبواب أمريكا، تُفتح أمامنا أبواب كل شعوب الأرض.
يا أبناء شعبنا،
فلنحوّل هذا المنع إلى شهادة إضافية على أن صوتنا مرعب للظالمين، وأن حضورنا على الساحة الدولية قدر لا مفر منه. وكما خرج صوت فلسطين مدوّياً من جنيف عام 1974، سيخرج اليوم وغداً من كل منبر وكل مدينة وكل شارع، ليقول للعالم أجمع: هنا فلسطين… هنا الحق… وهنا صوت الحرية الذي لا يُمنع ولا يُقمع.
