احتضنت دار الثقافة لولاية تيزي وزو، ملتقى وطنياً هاماً لقطاع الذهب والمجوهرات، نظمته المنظمة الجزائرية للذهب والمجوهرات، توج بافتتاح وتدشين معرض متخصص على هامش أشغاله، بحضور ممثلي وزارة المالية والمديرية العامة للضرائب ، ووكالتي أشينور و لينور، إلى جانب السلطات المحلية وممثلي الهيئات والمؤسسات ذات الصلة.

ضياء الدين سعداوي 

وجرى الإفتتاح في أجواء تنظيمية، استهلت بكلمة رئيس مكتب المنظمة بتيزي وزو، تلتها كلمة رئيس المنظمة الوطنية عيسى أمغشوش، ثم كلمة الأمين العام للولاية، حيث شدد المتدخلون على أهمية هذا الموعد في دعم مسار إصلاح وهيكلة قطاع المعادن الثمينة، وترسيخ الشفافية والإستقرار القانوني والمهني.

نقاشات مباشرة وتوضيحات قانونية

عقب مراسم الإفتتاح، انطلقت أشغال مائدة مستديرة ضمت ممثلين عن وزارة المالية، والمديرية العامة للضرائب، ووكالتي أشينور ولينور، وتميزت بفتح نقاش مباشر وواسع مع المهنيين ورؤساء مكاتب المنظمة،أُتيحت خلاله التدخلات وطرح الإنشغالات، لتقدم الإجابات بوضوح وشفافية.

وتركزت المحاور أساساً حول هيكلة قطاع الذهب والمجوهرات، وإشكالية تسوية المخزون، والقوانين المحينة لسنة 2024، لا سيما المادتين 358 و324. وفي هذا السياق، أوضح رئيس المنظمة أن تطبيق المواد القانونية ذات الصلة لن يتم إلا بعد تسوية المخزون، مؤكداً أن العملية ستنطلق ابتداءً من بداية سنة 2026، وفق ما نص عليه قانون المالية لسنة 2026.

توفير المادة الأولية وحلول عملية

كما خصص جانب من النقاش لمسألة توفير المادة الأولية، حيث قدم ممثل وكالة أشينور شروحات دقيقة حول آليات التزويد والآجال الزمنية، ومراحل إتاحة المادة الأولية لفائدة الحرفيين. وسجل أيضاً تدخل مهم لممثل المديرية العامة للضرائب، قدم خلاله عرضاً قانونياً مفصلاً للنصوص المنظمة للنشاط، تناول فيه المادتين 359 و358، ومراحل تسويق المخزون، والحلول العملية والقانونية الممكنة لمعالجة الإشكالات المطروحة.

بدوره، قدم محامي المنظمة  يحيى مراد مداخلة حول بعض الإجراءات القضائية وانعكاسها على مهنيي القطاع، لتأتي ردود ممثلي الضرائب دقيقة ومطمئنة، ما عزز منسوب الثقة لدى الحضور.

رسالة إلى أعلى هرم الدولة

وفي كلمته، وجه رئيس المنظمة رسالة صريحة إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، دعا فيها إلى النظر إلى قطاع المعادن الثمينة بمنظور استراتيجي، باعتباره قطاعاً إقتصادياً  منتجاً يمتلك مقومات حقيقية للإسهام في تنويع الإقتصاد الوطني، وادخار العملة الصعبة، وخلق مناصب شغل، واستقطاب أسواق إفريقية وعربية، انسجاما مع الشعار الوطني الجامع: «الجزائر تنتج».

 توصيات

وفي ختام الأشغال، اتّفق على صياغة جملة من التوصيات سيتم الإعلان عنها رسمياً يوم الأحد المقبل. وأجمع المشاركون على نجاح الملتقى، لما تميز به من نقاشات مسؤولة وبناءة، تبشر بمستقبل واعد لقطاع الذهب والمجوهرات في الجزائر.

كما رفعت عبارات الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث من سلطات ومؤسسات وخبراء ومهنيين، وعلى رأسهم رئيس المنظمة، تأكيداً على إلتزام جماعي بمرافقة الإصلاحات وترقية القطاع نحو صناعة منظمة، عصرية وقادرة على المنافسة.