هارون الرشيد بن حليمة 

نظّمت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية (NESDA)، اليوم، ملتقى “التوطين والمناولة”، وذلك تحت وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، بالمركز الثقافي لجامع الجزائر.

وجرى هذا اللقاء الاقتصادي الهام بحضور وزاري و فاعلين اقتصاديين وممثلين عن مؤسسات كبرى، إلى جانب أصحاب مؤسسات مصغرة وحاملي مشاريع، حيث يندرج الملتقى في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الاندماج الاقتصادي وبناء شراكات فعّالة بين مختلف المتعاملين.

ويهدف ملتقى “التوطين والمناولة” إلى إرساء جسور تعاون مباشرة بين المؤسسات الكبرى والمؤسسات المصغرة، بما يسمح بترقية المحتوى المحلي، وتحقيق تكامل اقتصادي فعلي، يسهم في دعم الإنتاج الوطني وتعزيز السيادة الاقتصادية.

كما يشكّل الملتقى فضاءً للنقاش وتبادل الخبرات حول آليات التوطين والمناولة، وفرص الإدماج في سلاسل الإنتاج، إضافة إلى إبراز الدور المحوري للمقاولاتية في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية.

 
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، أن هذا الملتقى يشكّل محطة استراتيجية في مسار إعادة تنظيم النسيج الاقتصادي الوطني، مشددًا على أن التوطين والمناولة يمثلان ركيزة أساسية لتمكين المؤسسات المصغرة من الاندماج الفعلي في سلاسل الإنتاج الوطنية، بما يعزز القيمة المضافة المحلية ويدعم السيادة الاقتصادية.

وأوضح الوزير أن الدولة تولي أهمية بالغة لدور المؤسسات المصغرة في تحقيق التنمية الاقتصادية، مؤكدًا التزام القطاع بمرافقة حاملي المشاريع، لاسيما فئة الشباب، وتوفير الآليات الكفيلة بربطهم بالمؤسسات الكبرى ضمن رؤية اقتصادية شاملة ومستدامة.

من جهته، أبرز المدير العام للوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، بلال عشاشة، الدور المحوري الذي تضطلع به الوكالة في مرافقة المؤسسات المصغرة، معلنًا بالمناسبة عن الإطلاق الرسمي لمنصة وطنية لتوطين المشاريع المصغرة، موجهة لكافة المتعاملين الاقتصاديين، وتهدف إلى تسهيل الربط المباشر بين المؤسسات المصغرة والمؤسسات الكبرى وتعزيز فرص الشراكة في مجال المناولة.

وشهد الملتقى تنظيم حوار وزاري، تم خلاله التطرق إلى السياسات العمومية المعتمدة لدعم التوطين والمناولة، وآفاق تطوير الإطار التنظيمي بما يستجيب لمتطلبات المرحلة الاقتصادية الراهنة.

كما احتضن الملتقى جلسة حوارية رفيعة المستوى جمعت شخصيات اقتصادية ومسيرين لمؤسسات كبرى، خُصصت لمناقشة استراتيجية دمج المؤسسات المصغرة ضمن منظومات الإنتاج الخاصة بالمؤسسات الضخمة، حيث جرى التأكيد على أهمية بناء شراكات مستدامة قائمة على الجودة ونقل الخبرة والابتكار.

وعلى هامش الملتقى، أدلى وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، بتصريح لوسائل الإعلام، أكد فيه أن وكالة ناسدا تعمل بشكل مكثف على دعم المشاريع المقاولاتية، خاصة لفائدة الشباب، ولا سيما طلبة الجامعات ومراكز التكوين والمعاهد المتخصصة.

وأوضح الوزير أن الوكالة تعتمد عدة برامج عملية، من بينها برنامج جديد سيُطلق قريبًا تحت مسمى «Small Business Hub»، وهو عبارة عن منصة إلكترونية وطنية تجمع مختلف الفاعلين في مجال المناولة، وتهدف إلى تسهيل التنسيق بين المؤسسات المصغرة والمؤسسات الكبرى.

وأضاف أن ملتقى اليوم شكّل فرصة للتطرق، بالشراكة مع وزارة الصناعة، إلى محور الصناعة الميكانيكية باعتباره من القطاعات الاستراتيجية، إلى جانب عرض برنامج تكميلي يتمثل في برنامج التوطين، الذي يسمح بإنشاء صناعات محلية لإنتاج المواد الأولية التي يتم استيرادها حاليًا من الخارج.

وأكد الوزير أن وكالة ناسدا باتت تندمج بشكل فعلي في هذه الديناميكية الاقتصادية الجديدة، التي تهدف إلى بناء صناعة وطنية حقيقية، مبرزًا في الوقت ذاته الدور الذي تضطلع به الوكالة في تمكين الطلبة المتخرجين من الجامعات والمعاهد من الاستفادة من التكوين والتمويل، بما يسمح لهم بالاندماج والمساهمة المباشرة في الصناعة الجزائرية.

واختُتمت فعاليات الملتقى بـ توقيع عدة اتفاقيات تعاون وتنسيق بين الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية (NESDA) وعدد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشراكة ودعم إدماج المؤسسات المصغرة في النسيج الاقتصادي الوطني.