319
0
"ملف صوت الأسير الفلسطيني فى السجون الصهيونية" بابا وليد خليك قوي
الجزائر تضيءُ الزنازينَ في فلسطين
بقلم: عيسى قراقع
أمام هذا الصلف الاسرائيلي العنصري برفض الإفراج المبكر عن المناضل الأسير وليد دقة ، والذي أكمل حكمه في آذار 2023 ، ويعاني من مرض تليف النخاع وهو نوع نادر من السرطان ويزداد وضعه الصحي سوءا ،وأمام فشل كل الجهود القانونية في إنقاذ وليد الذي مورس بحقه إجراء تعسفيا مستهجنا باضافة عامين على حكمه الأصلي بحجة تهريب هاتف خلوي الى السجن ، وقفت طفلته الجميلة ميلاد ابنة الثلاث سنوات والتي خلقت بنطفة مهربة امام البحر والناس والشعوب والأمم وخاطبت والدها والدموع تغمر وجهها البريء: "بابا وليد خليك قوي ".
إن قوى الشر والاستعمار والفاشية تحالفت على الأسير وليد دقة : الجدران والاسمنت والقمع والقوانين الانتقامية ، تجمعت كلها لتشكل حائطا سميكا مسلحا ومصفحا لمنع الافراج عن وليد وتركه يذوب في مرضه رويدا رويدا ، وقد رأت ميلاد كل اجهزة الحكومة الصهيونية من جيش ومخابرات وقضاة ووزراء وبرلمانيين وأطباء وسجانين يشكلون سدا منيعا أمام كل المطالبات والنداءات التي تدعو بالإفراج عن وليد وإنقاذ حياته وحياة المئات من الاسرى المرضى الغارقين في اوجاعهم والامهم يتربص الموت بهم ويفترسهم واحدا واحدا .
"بابا وليد خليك قوي "، لم يبق إلا قوتك الروحية والنفسية والعقلية للمواجهة والصمود والاحتمال ، لقد دخلت السجن قويا فدائيا ، وبقيت قويا خلف القضبان ، وقوتك هذه سببت كل هذا الاستنفار والتحشيد الأمني والعسكري والقانوني الصهيوني ضدك ، لاحقوك وعذبوك في السجن وخارج السجن ، طاردوا كتاباتك واقلامك وصوتك الحي ، شنو حربا على رجل يحاربهم بانسانيته وأفكاره ويوجعهم ويؤرقهم بسؤال الضحية .
"بابا وليد خليك قوي" ، ذاكرتك هي ذاكرة البحر المتوسط ، المدن والخرب والقرى والسفن والقمح والناس منذ آلاف السنين ، تنتصر للتاريخ والمهمشين والضائعين والمعذبين واللاجئين صمودا وثقافة وزمانا ومكانا ، وستعيش بقدرة جبال الكرمل وعكا وحيفا وغزة والقدس ، هي عجينة الدمع والتراب والمطر ، هي هويتنا القومية التي تحميها يد ارضية ويد سماوية .
"بابا وليد خليك قوي "، حضورك في الوعي حطم الاليف المتكرر والدائرة ، قلت لنا : يجب ان نكون واضحين مشتعلين مع براكيننا الداخلية ، وحينها سألت كل مثقفي العالم عن الفلسطيني الذي يكتب على وقع مذابح دامية في جنين ونابلس واريحا ، وفي كل شارع وحارة ، وأينما تحرك قلمك ونبض قلبك في مختلف الاتجاهات والامكنة .
"بابا وليد خليك قوي "، انت الذي قلت إن الحياة لا تستحق كل هذا التعب ان تعاش إلا اذا كانت حرة ، حرية أو لا شيء ، وجعك هو وجع التاريخ المسروق من قبل الغزاة عندما اخترعوا بلدا فوق جماجمها بأساطير وهمية .
"بابا وليد خليك قوي "، نصوصك الوعرة لم يستطيعوا إلقاء القبض عليها ،فمنذ اعتقالك وانت في حركية دائمة ، استطعت أن تنجو من صدأ الابواب و النوافذ الموصدة ، تنفست اكثر مما تنفس الطلقاء ، فأنت المحارب الشرعي للغة والنطفة والريشة والاغنية .
"بابا وليد خليك قوي" ، المجتمع الدولي يعرف أن هناك جرائم ترتكب في السجون هي جرائم طبية ممنهجة ومتعمدة ، السجون تحولت الى مقابر حجرية ومكان متوحش للنسيان وصهر الذاكرة ، والعجيب العجيب يا والدي أنك الوحيد الذي لم يكتب عن المأساة والموت ، كأن الموت غير موجود ، ولا زالت رغم وضعك الصحي الخطير مشغولا بتحريرنا وتحرير المستقبل الذي قلت عنه بأنه أكبر سجين في العالم ، دائما تزرع الوردة على السياج الشائك ، السجن وهم لا يقدر أن يحتجز الأرواح الثائرة .
"بابا وليد خليك قوي" ، في جعبتك خيارات اخرى حتى في الظروف المستحيلة، فوجود الالاف من الأسرى بعضهم منذ أربعة عقود هو فشل في مسيرتنا النضالية ، لذلك لجأت إلى حكاياتك الثلاثية : سر الزيت ، سر السيف ، سر الطيف ، رؤية أخرى تفتح خيارات جديدة للتحرر بعيدا عن السجن ، خيارات للأجيال المقبلة ، التفكير بالاستراتيجيات البديلة ، هدم السور من العقل والذات ، إنتاج معرفة علمية تحررية وأساليب كفيلة أن توقظنا من تحت كل هذا الركام والصدمات المتراكمة .
"بابا وليد خليك قوي" ،يوجعك الانقسام الفلسطيني الفلسطيني أكثر مما يوجعك السجن ، هكذا كتبت لكافة القوى السياسية الفلسطينية ، وقلت لهم : من الصعب على التحرري أن يتنازل عن الوحدة والبندقية ، إذا لم يدرك أن الحرية قيمة سيكون من السهل عليه في أول نقاش مع شركائه من القوى السياسية أن يوجه البندقية نحو الداخل ، تمسكوا أيها الناس بالقيم العميقة الاصيلة ، لا حسابات فردية وحزبية ، ان قيما استهلاكية يولدها الزمن بسرعة الضوء تزول بسرعة الضوء أيضا .
"بابا وليد خليك قوي"، اعرف انك يا أبي تنزف ويزداد وضعك صعوبة ، نزيفك يزداد كلما زادت سنوات السجن والغياب ، لم يأت احد ليدق على الباب ويسأل عن المهجورين في تلك الحجرات المظلمة ، الذي ينزف ليس جسدك وانما عقارب الزمن الحادة التي تنخر الأرواح المنسية ، فحطموا أيها الناس هذا الفاصل الزجاجي بينكم وبين أبنائكم الأسرى ، أضيئوا العتمة لتروننا ، ففي كل العالم هناك دول وحكومات لها أسرى الا نحن ، اسرى لنا وزارة في حكومة ليس لها دولة .
"بابا وليد خليك قوي "، لانك علمتني ان الحلم قوة ، وانك ستظل تحلم رغم مرارة الواقع ، ها هي دولة نووية صهيونية حاربتني وأصبحت خطرا على أمنها و جزءا في تقاريرها الاستخبارية ومرافعاتها القضائية قبل أن أولد، فكم يخافون من افكارك يا والدي ، فكيف عندما أصبحت الفكرة حقيقة واقعية ؟
"بابا وليد خليك قوي" صوتك جغرافيا ممتدة وأراضٍ مزروعة ، لهذا اراك تتقدم الى الامام سياسيا وادراكيا عندما تقول : لا اريد العودة الى فلسطين الماضي ، فلسطين الانتدابية حيث الصبار والرمان وطواحين الماء والعواطف الرومانسية ، لأنها ببساطة غير موجودة الا في الذاكرة ، انا اريد العودة الى فلسطين المستقبل والتي لا بد أن تتطابق فيها الهوية الوطنية الجامعة مع جغرافيا الوطن الكامل .
"بابا وليد خليك قوي "، كنت مع والدتي يوم 10 تموز 2023 في جنيف ، شاركنا في ندوة على هامش الدورة ال53 لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ، وبمشاركة الكثيرين من المؤسسات الحقوقية الدولية والمقررة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ، سافرنا إلى هناك بعد ان نظم مركز بديل ، المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين هذا اللقاء ، تأملنا أن نجد هناك من يخترق المحظورات الأمنية الصهيونية، ويفتح الباب على العدالة الانسانية لاراك واحضنك وأشعر بأهمية الحماية الدولية للضحايا الواقعين تحت نير الاستعمار .
في جنيف اتخذوا قرارات مهمة ، وقالوا ان اجراءات الاحتلال ضد وليد تشكل انتهاكا تعسفيا وتمييزا وسوء معاملة ، وان الممارسات اللا انسانية بحق وليد والاسرى المرضى قد ترقى الى مستوى جرائم دولية تستلزم المحاسبة عليها بموجب نظام المحكمة الجنائية الدولية ، ودعت اكثر من 60 دولة الى اطلاق سراح وليد دقة وغيره من الفلسطينيين المعتقلين تعسفيا وخاصة الذين يعانون من مشاكل صحية .
ما زلت يا ابي انتظر ان تطبق هذه القرارات والتوجهات الدولية ، انتظر ان تبتسم امي سناء عندما تعود الى البيت حرا سالما وبعافية .
"بابا وليد خليك قوي"، رغم مرور كل هذا الزمن الثقيل لا زلت تملك الابتسامة والامل ، لا زلت تحمل كل المشاعر والاحاسيس النبيلة ، وهذا سر قوتك وعظمتك يا أبي ، فالاحساس بالناس وبالوطن وبألم البشرية هو جوهر الحضارة البشرية .
تطويع الإلهام في زنزانة الأسير
بقلم الأسير : حسام شحادة
أنا والأوراق والأفكار في زنزانة. ما أجمله من لقاء، وما أروعها من لحظات. اجتماع استثنائي حين يخيّم الإلهام على صمت المكان، فيحلّق الكلام. حين تجعل من لحظة البؤس لحظات للإبداع. حين تخلق من رحم الحزن سعادة وفرحاً. حين تبدأ الأفكار بالانسياب عبر ريشة القلم لترسو على سطور الأوراق التي تفتح ذراعيها لاحتضان أجمل الأفكار، وأروع المعاني. تتجلى أعمق أوقات الهدوء عندما تكون في زنازين المنفى مع المنسيين الذين فرضت عليهم "إدارة السجن" عقوبات قاسية.
هناك عليك أن تحفر في جبال الصمت والفراغ لتقول وجدتها. عندما تستطيع التعبير وترجمة جملة من الأحاسيس والمشاعر والأفكار على سطور أوراق يتيمة، تحاول استنزاف كل سطر وكل سنتيمتر فيها. عندما تمتلك مهارة الصيد ونصب الشباك للأفكار، فتسقط على سطور الأوراق قتيلة، تعلن بذلك انتصاراً على الفراغ والوقت و"السجان".في مثل هذه اللحظات العصيبة والحقيقية من فراغ الوقت المحاط بالزنزانة، قد تجد نفسك كاتباً، أو ربما تجد نفسك مغامراً يتجرأ على البوح عن أسرار بنات أفكاره، ويعرضها للفضح أو النشر. ربما قد تجد نفسك ساحراً في جعل هذا المكان وهذا الصندوق الأسود الباعث على الاكتئاب والتشاؤم، وهذه الزنزانة، وهذا القبر، منصة للإبداع والانطلاق، فهذا عين التحدي والإنجاز والانتصار.
قد تؤدي هذه الزنزانة إلى إحداث دمار شامل لكل ما هو إنساني بداخلك، أو قد تؤدي إلى تطهير عرقي لكل ما هو جميل داخلك، أو قد تحدث خللاً في السلوك الإنساني والتصرفات العقلانية لديك كلما طالت مدة مكوثك.
أن تنجح بالخروج من هذا الصندوق الأسود طيراً ناصع البياض، فأنت ساحر لا يشق له غبار. في مثل هذه الحالة، لا يسعني إلا أن أشكر الظروف التي سمحت لي بالاجتماع مع هذه المجموعة الرائعة والاستثنائية.
الأسير محمد صبحي تحدى المؤبد بحصاده 3 شهادات جامعية
تقرير: علي سمودي-جنين-القدس
تحدي الأسير محمد صبحي، السجن وظروف الاعتقال والحكم والمرض، باستثمار وقته ورحلة اعتقاله، بالمطالعة والدراسة والكتابة، فحقق النجاح بالثانوية العامة وتخرج بعدة شهادات جامعية وأصدر العديد من الكتب، وتتمنى والدته، حريته وعودته لأحضانها قريباً، رغم الحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة لـ15 عاماً.
وتقول: "واصل ابني الحبيب ممارسة حياته الطبيعية خلف القضبان بتحدي السجن والمرض، وفي البداية حصل على دبلوم خدمة اجتماعية من جامعة الأقصى، وتابع حتى تخرج بشهادة البكالوريوس من جامعة الأقصى بتخصص التاريخ، ثم بكالوريوس من جامعة أبو ديس تخصص علوم سياسية".
وتضيف: "بمعنوياته وإرادته وعشقه للحياة والجرية، حصل خلال زمن قياسي على 3 شهادات جامعية وحالياً يحضر للماجستير إن شاء الله".بعدما قضى 22 عاماً في سجون الاحتلال، تصلي الوالدة الصابرة، ليل نهار ليكون العام الأخير لبكرها الغالي، والفرح بحريته وزفافه قريباً. وقالت: "منذ اعتقاله، لم نشعر بطعم فرحة أو مناسبة سعيدة يوماً، الاحتلال اعتقل فرحتي وكل حياتنا، وأصبحنا رهائن مع محمد الأحب لقلوبنا جميعاً، فهو البكر والغالي ونبض القلب، وسأبقى حزينة حتى أعانقه وأفرح بحريته وزفافه".
في مخيم جنين، ولد محمد ونشأ وتعلم حتى انتقلت عائلته واستقرت في المدينة، هناك تابع حياته كما تروي والدته، أنهى الثانوية العامة بنجاح ثم انتسب لجامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل، اعتقله الاحتلال لأول مرة عام 1999، بعد أن كان قد أنهى السنة الأولى من دراسته، وحوكم بالسجن لمدة عام ونصف. وتضيف: "عندما اندلعت انتفاضة الأقصى، انضم لسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، وقاوم الاحتلال ونجا من عدة محاولات اغتيال حتى اعتقل في تاريخ 28/7/2002، من واد برقين خلال كمين نصبته قوات إسرائيلية خاصة بعدما كان مطارداً لمدة عام".
وتكمل: "عاقبنا الاحتلال بهدم منزلنا في 30/7/2002، ونقل محمد لمركز تحقيق "الجلمة"، وتعرض لتحقيق صعب على مدار لمدة 100 يوم، علماً أنه كان يعاني من إصابة في يده قبل اعتقاله، وخلال التحقيق معه استغل المحققون الإصابة إضافة إلى ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي بحقه".وتتابع: "حوكم محمد بالسجن المؤبد و(15) عاماً، وعاقبونا بمنع زيارته لمدة أربعة أعوام، ورغم المعاناة صمدنا وتحملنا، وننتظر على أحر من الجمر يوم حريته وكسر القيد".بفخر واعتزاز، تحدثت أم محمد عن بطولاته خلف القضبان والتي تمكن خلالها، من تحدي الاحتلال بالتعليم، كما تمكن من إتقان اللغتين الإنجليزية والعبرية/ بالإضافة إلى إتقانه اللغة العربية.
ونشرت له دار الشهيد نعمان طحاينة للنشر والتوزيع ومؤسسة مهجة القدس، كتابين يوثق كل واحد فيهم قصة 42 أسيرًا خلف القضبان ويحمل اسم (درب الصادقين) حكايات جهادية من بطولات المقاومة الفلسطينية وهو عبارة عن ثلاث أجزاء. في سجن رامون الصحراوي، يقبع محمد، وتقول والدته: "ننتظر موعد زيارته على أحر من الجمر، وعندما أراه أعيش طعم السعادة، وأرفع معنوياته، لكنه أقوى منا بصموده وصبره وبطولاته".
وتضيف: "سرق الاحتلال أفراحنا حتى بالمناسبات السعيدة، فقد تزوجت شقيقتيه آلاء ومجدولين شقيقه أحمد وأصبح ولديهم أطفال، في منزلنا 12 حفيد، لا يعرفهم عمهم وخالهم إلا من خلال الصور .. فإلى متى يستمر هذا الظلم والمعاناة؟".
الاحتلال اعتقل نحو (60) جريحًا منذ مطلع العام الجاري.. حوّل إصابات المعتقلين الجرحى لأداة تنكيل
رام الله – نادي الأسير: قال نادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ سلطات الاحتلال صعّدت منذ مطلع العام الجاري من اعتقال الجرحى، سواء من أطلق عليهم النار خلال عملية اعتقالهم، أو قبل الاعتقال، حيث بلغ عدد الجرحى الذين تعرضوا للاعتقال نحو (60) جريحًا بينهم أطفال، ونساء، وجرحى سابقين، وهذه الأعداد أعلى مقارنة مع أعداد الجرحى خلال العام الماضي. وأوضح نادي الأسير، أنّ الاحتلال نفّذ بحقّ الجرحى عمليات تنكيل ممنهجة بما في ذلك عمليات الاعتداء عليهم أثناء اعتقالهم، دون أدنى مراعاة لأوضاعهم الصحيّة، بل وحوّل إصاباتهم، إلى أداة للتنكيل بهم عبر ممارسة جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وتعمدوا الاستمرار في تقييدهم خلال لحظات الاعتقال الأولى، وحتّى بعد نقلهم إلى المستشفيات، كما وتعرض غالبيتهم للتّحقيق وهم مقيدون داخل المستشفيات، عدا عن أوامر المنع من لقاء المحامي التي صدرت بحقّ جزء منهم.
وتركزت أعداد الجرحى في جنين، التي تشهد تصاعد كبير في الحالة النضالية ضد الاحتلال، وكان من بين هذه الحالات، حالة المعتقل ورد شريم (23 عامًا) من جنين، الذي اعتقله الاحتلال في الرابع من أيلول/ سبتمبر 2023، حيث تعرض لإطلاق النار، وأصيب بإصابات خطيرة، وكانت إحدى الإصابات في الشريان الرئيسيّ في ساقه اليسرى، ورغم إصابته الخطيرة تعرض شريم لعملية تنكيل ممنهجة خلال اعتقاله، وذلك من خلال تهديده وشتمه، وتقييده منذ لحظة اعتقاله، وحتى نقله إلى مستشفى (رمبام) الإسرائيليّ، حيث خضع لسلسلة عمليات جراحية منذ تاريخ اعتقاله، وما يزال يقبع في مستشفى (رمبام)، يذكر أن المعتقل شريم هو حفيد الشهيد يوسف صالح شريم، وابن عم الشهيد يوسف شريم الذي ارتقى في شهر آذار/ مارس العام الجاري.
وخلال هذا العام، صعّد الاحتلال من إعادة اعتقال الجرحى السابقين وكان من أبرزهم، الأسير محمد أمين زغير (31 عامًا)، من الخليل، والذي اعتقل في التاسع من أيار / مايو 2023، وهو جريح منذ انتفاضة الأقصى، حيث تعرض في حينه لحروق من الدرجة الأولى أدت إلى تشوهات في كافة أنحاء جسده، وإعاقات في يده وهو بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة ورعاية خاصّة، ومع ذلك يواصل الاحتلال اعتقاله واحتجازه في (عيادة سجن الرملة).
ومن بين حالات الجرحى، الأسيرة الجريحة فاطمة شاهين (33 عامًا) من مخيم الدهيشة/ بيت لحم، والتي تعرضت لإطلاق النار خلال اعتقالها في السابع عشر من أبريل/ نيسان 2023، واصيبت بإصابات خطيرة، أدت إلى استئصال إحدى كليتيها، وما تزال تتنقل بواسطة كرسي متحرك حيث احتجزت لفترة في (عيادة سجن الرملة)، ثم جرى نقلها إلى سجن (الدامون) حيث تقبع غالبية الأسيرات، وتحتاج اليوم إلى متابعة صحية حثيثة، علمًا أنها أم لطفلة.
ويُشار إلى أن الأسيرة شاهين حاصلة شهادة البكالوريوس في علم الحاسوب، وكانت تعمل قبل اعتقالها في تدريس اللغة الإنجليزية، وكانت من الطالبات المتفوقات.
كما كان من بين الجرحى أطفال، نذكر من بين الأطفال الذين جرى اعتقالهم وإصابتهم، الطفل المقدسي عبد الرحمن عامر الزغل (14 عامًا)، من سلوان/ القدس، حيث تعرض لإصابة برصاصة في الرأس في شهر آب/ أغسطس 2023، أدت إلى تدهور حالته بشكل خطير، وخضع لسلسلة عمليات جراحية، في مستشفى (هداسا) الإسرائيليّ، كما وأصيب بشظايا الرصاص في ظهره، وجرى نقله لاحقًا إلى (عيادة سجن الرملة)، ثم جرى الإفراج عنه بعد جهود قانونية، بشروط تمثلت:
-بإبعاده عن القدس،
-وتحويله إلى الحبس المنزلي،
-ودفع كفالة مالية بقيمة 5 آلاف شيقل.
وفي هذا الإطار طالب نادي الأسير، كافة المؤسسات الحقوقية الدولية، بالسعي لتدخل جاد وحقيقي، للجرائم التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحقّ الأسرى والمعتقلين ومنهم الجرحى، وضمان توفير العلاج اللازم لهم، ووقف جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) التي يواجهونها في سجون الاحتلال.
سبع سنوات على استشهاد الأسير ياسر حمدوني
يصادف اليوم الذكرى السابعة على استشهاد الأسير ياسر ذياب حمدوني من بلدة يعبد / جنين، والذي ارتقى في الـ25 من أيلول/ سبتمبر عام 2016، جرّاء جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
ولفت نادي الأسير، إلى أنّه وبعد مرور سبع سنوات على استشهاده، فإن إدارة سجون الاحتلال، تواصل جريمتها الممنهجة بحقّ المئات من الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، بل وعملت على ابتكار أدوات جديدة للتّنكيل بالأسرى، وتحويل حقّهم بالعلاج إلى أداة تنكيل بمستويات مختلفة، عدا عن القوانين العنصرية، ومشاريع القوانين التي تسعى حكومة الاحتلال الفاشية الراهنة، إلى تطبيقها لحرمان الأسرى من العلاج.
ومع تصاعد عمليات اعتقال الجرحى خلال العام المنصرم والعام الجاري، فإن أعداد المرضى ومنهم الجرحى في ازدياد، حيث يواجهون أوضاعًا مأساوية وصعبة في سجون الاحتلال. ويبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة (237) شهيداً، وذلك منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون.
ويذكّر نادي الأسير بأبرز المعلومات عن شهيد الحركة الأسيرة ياسر حمدوني
- ولد الشهيد ياسر ذياب حسين حمدوني في تاريخ 5 كانون الثاني/ يناير عام 1975، في بلدة يعبد قضاء محافظة جنين.
- اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشهيد حمدوني في تاريخ 19 حزيران/ يونيو عام 2003، وحكمت عليه بالسّجن المؤبد، وهو أحد كوادر حركة التحرير الوطني "فتح".
- الشهيد حمدوني متزوج وله اثنان من الأبناء، وهما: أدهم، ومحمد.
- توفي والده أثناء اعتقاله، واستمرّت زوجته ووالدته في زيارته والمشاركة في كافة الاعتصامات والوقفات دعماً له وللأسرى.
- آخر السجون التي مكث فيها حتى يوم استشهاده هو سجن "ريمون"، والذي نُقل إليه من سجن "جلبوع" خلال العام 2013 بعد اقتحام قوّات القمع للسّجن والاشتباك معهم.
- تعرّض حمدوني لاعتداء قوات قمع السّجون "النحشون" عليه بالضّرب عام 2003، ما سبّب له مشاكل صحية مزمنة في أذنه اليسرى، علاوة على إصابته خلال سنوات اعتقاله بمشاكل في القلب وضيق التنفس.
تبع ذلك إهمال طبي متعمد، ومماطلة في تقديم العلاج مما فاقم من وضعه الصحي، حيث نُقل عدة مرات إلى "عيادة سجن الرملة" ولكن دون تقديم أي علاج.
- خلال شهر شباط/ فبراير 2015 خضع الأسير حمدوني لعملية قسطرة في مستشفى "العفولة" الإسرائيلي، ولم يحوّل بعدها للفحص الطبي ومتابعة العلاج.
- استشهد الأسير حمدوني في 25 أيلول/ سبتمبر 2016 في مستشفى (سوروكا) الإسرائيلي بعد إصابته بجلطة قلبية في سجن "ريمون".
- كشفت النتائج الأولية لتشريح جثمان الشهيد حمدوني في حينه، بأن سبب استشهاده ناتج عن تضخم في عضلة القلب، إذ تعرّض الشهيد حمدوني لإهمال طبي ممنهج ومتعمد، ولم يتم استكمال العلاج له، كما وتم حرمانه من الأدوية العلاجية والوقائية.