18
0
مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر كتاب "دليل المخرجات الفلسطينيات"

بقلم: عزالدين شلح

أصدرت ادارة مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة ممثلة بمؤسس ورئيس المهرجان الدكتور عزالدين شلح وبالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبالتعاون مع الناقد السينمائي محمد عبيدو كتاب " دليل المخرجات الفلسطينيات" تتويجاً لدورته الأولى التي انعقدت من 26 – 31 أكتوبر 2025 والذي يصادف اليوم الوطني للمرأة.
وتوجه شلح بجزيل الشكر للناقد السينمائي محمد عبيدو على الجهود التي بذلها ليخرج هذا الكتاب حيث تكمن أهمية الكتاب في توثيق السيرة المهنية والابداعية للمخرجات الفلسطينيات، حفظ الإرث السينمائي النسوي، إظهار حجم المشاركة النسائية في انتاج السينما الفلسطينية، وتسليط الضوء على إنجازات المخرجات لفتح فرص أوسع لهن محلياً وعربياً ودولياً.
منذ اللحظة الأولى التي التقطت فيها الكاميرا مشهدًا فلسطينيًّا في ثلاثينيات القرن الماضي، كانت المرأة حاضرة خلف العدسة، فاعلة ومبدعة، رغم محاولات التهميش التي أحاطت بها في السرديات السينمائية والتاريخية السائدة. لم تكن المخرجات الفلسطينيات ظلالًا عابرة في تاريخ السينما، بل ركيزة من ركائزها، وصوتًا بصريًا أصيلاً أعاد صياغة الحكاية الفلسطينية من زاوية أنثوية حادّة الرؤية، مشبعة بالوعي والتمرد والجمال..
مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة، الذي انطلقت دورته الأولى في 26- 31 أكتوبر، حرص على توثيق التجربة النسائية الفلسطينية في صناعة الأفلام عبر كتاب "دليل المخرجات الفلسطينيات وصناعة الذاكرة البصرية" للناقد السينمائي محمد عبيدو
منذ عام 2010، تجاوز حضور النساء في صناعة السينما الفلسطينية حدود المشاركة الرمزية، إذ جاءت أكثر من نصف الإنتاجات السينمائية الفلسطينية بأيدٍ نسائية، ما يعكس تحولاً نوعيًا في بنية السينما الفلسطينية ودلالاتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، هذا الحضور اللافت لا يُترجم فقط في الكم، بل في الكيف الذي جسدته أعمال المخرجات في قدرتها على مساءلة الواقع وإعادة تعريف الهوية الفلسطينية من خلال الصورة، لا بوصفها مجرد مرآة، بل كأداة كشف ومقاومة وكتابة جديدة للتاريخ.
ينطلق هذا الكتاب، من محاولة استعادة تلك التجارب، والإنصات إلى أصوات المخرجات اللواتي جعلن من الكاميرا وسيلة للتعبير ولطرح الأسئلة الكبرى حول الذات والوطن والمرأة، وحول موقع السينما نفسها في صراع الذاكرة والهوية.
إن تتبع هذه المسيرة هو أيضا بحث في العلاقة المركبة بين المرأة والسينما الفلسطينية، ليس بوصفها موضوعًا، بل كقوة فاعلة تشارك في صنع الصورة وصياغة الوعي.
في فصول هذا الكتاب، سنقرأ أفلام المخرجات الفلسطينيات بوصفها شهادات حية على التحولات العميقة التي عاشها المجتمع الفلسطيني، من الثورة والمقاومة إلى تفاصيل الحياة اليومية، ومن الحب والخيبة إلى الاغتراب والمنفى، أفلام تنبض بحس إنساني رفيع، تلتقط نبض فلسطين المتعددة في المكان والزمان، كما تصوغ حضور المرأة الفلسطينية في معركة البقاء والكرامة والحرية.
إن ما يميّز هذه السينما النسوية الفلسطينية هو قدرتها على تجاوز الصور النمطية، وإنتاج لغة جمالية ومفردات جديدة، أكثر عمقًا وإنسانية، كما فعلت مخرجات الداخل اللواتي قدمن جماليات مختلفة تعكس إرادة قوية للسؤال والتجريب والتجديد.
يقدم هذا الكتاب، إذن دليلاً واسعًا يضم سيرًا ذاتية ونبذات نقدية لاثنتين وستين مخرجة فلسطينية من فلسطين والشتات، مع تحليل لأعمالهن السينمائية الوثائقية والروائية، وهو محاولة لتوثيق جهدٍ إبداعي نسوي رائد أعاد رسم صورة فلسطين في الذاكرة البصرية العالمية، عبر عدسات مبدعات آمن بأن السينما ليست ترفًا فنيًّا، بل فعل مقاومة وجمال في آنٍ واحد.

