994

0

محمود بوزوزو… الأب الروحي للحركة الكشفية في الجزائر

يعتبر رائدا من رواد الحركة الكشفية في الجزائر، ويعد من رواد الصحافة وشخصية وطنية ساهمت بشكل كبير في تكوين الوعي وأحد رجالات الإصلاح في الجزائر.

عرف بضلوعة في اللغة الفرنسية وتبحره في اللغة العربية ووصف بالحكمة ورجاحة العقل والمتمكن في علم الأديان والعالم الاسلامي المتميز بغزارة ثقافته واتساع نظرته.

زهور بن عياد

محمود بوزوز رجل تجاوز صيته حدود الوطن بعد أن قدم مايقدمه الرجال الأفذاذ لأوطانهم، وفي المهجر كان من مؤسسي المركز الإسلامي بجنيف بسويسراعام 1961،والمؤسسة الثقافية الإسلامية عام 1975.

 نشأته ومسيرته التعليمية

ولد محمود بوزوزو في 22 فبراير 1918 في مدينة بجاية من عائلة كان لها مقاما في التربية والعلم والأخلاق العالية حيث،كان جده قاضيا.

انتقلت عائلته إلى البليدة حيث كان من المتفوقين في الدراسة وفي عام 1939 انتقل إلى العاصمة .

عمل مؤقتا مدرسا في مدرسة بجاية 1940 ووصف بأنه معلم منضبط وحضى بإحترام كبير، ثم انتقل إلى دلس وبعدها الى القليعة 1943.

وما إن شرع في العمل الرسمي حتى لاحظ تفشي الجهل وسط الأطفال الجزائريين بسبب العدد المحدود الذي تقبله المدارس الرسمية، لذا حدد ساعات خارج التدريس الرسمي لتدريس اليتامى والفقراء وحتى العمال. كما سعى لفتح مدارس حرة وحرص على جلب أساتذة أحرار وهذا ما جلب له عداوة المستعمر شأنه شأن باقي المصلحين .

رائد من رواد الحركة الكشفية  ورجل من رجال الإصلاح

بحث بوزوزو عن سبل التواصل مع الشباب لبث أفكاره وغرس الوعي فكانت الكشافة الاسلامية الاطار المناسب له واتيحت له فرصة المشاركة في مسابقة أستاذ مدرس وتوجه إلى مليانة ليصبح المرشد العام للكشافة الاسلاميةسنة 1946.

كان يؤكد أن الكشافة الاسلامية جاءت كحركة خاصة بالمسلمين الجزائريين وأنها تعتمد على مبادئ العقيدة الإسلامية.

شارك في التجمع الكشفي الدولي جمبوري السلم سنة 1947، بمدينة مواسون الفرنسية وحين  حاولت  السلطات الفرنسية التفريق بين الجزائريين والبلدان العربية، بادر محمود بوزوزوإلى فكرة نصب مسجد في المخيم لأداء الصلوات فكانت فرصة للجزائريين للإحتكاك مع إخوانهم العرب.

ولم يخفي بوزوز أفكاره التحررية فكان في كل مناسبة ومن خلال تحركاته الميدانية  في إطار الكشافة الإسلامية ،يحث على التحرر من خلال إبرازنضالات أبطال المقاومات الشعبية،لذا كانت السلطات الفرنسية تتابع تحركاته واعتبرته شخصا خطيرا يجمع بين التيار الوطني والأفكار الكشفية.

تأثر الشيخ بوزوزو في أول حياته بأفكار جمعية العلماء المسلمين خاصة الشيخ ابن باديس والأستاذ أحمد بوشمال، ولعل هذا التاثر ما جعله يبتعد عن القضاء الذي كان رغبة والدة ويتجه للتعليم ونشرالعلم وترسيخ مباديء الدين الإسلامي الذي كانت فرنسا تحاول طمسها.

الإعلام والصحافة

سنة 1951أسس بوزوزو جريدة شهرية أطلق عليها إسم المنارة وهي جريدة سياسية ثقافية دينية، فكانت فضاءا لزرع الوعي والعمل على وحدة المغرب العربي والانتصار لقضاياه و منبرا للدفاع عن الملك محمد الخامس والمغرب وهذا الموقف جعل السلطات الفرنسية تستنطقه وتمنع دخول الجريدة للمغرب الاقصى وتونس لما تحمله من نبرة الوحدة في الكفاح.

كما كانت المواضيع التربوية حاضرة في الجريده باعتبار بوزوز مربي ومعلم كما تناولت القضايا الأدبية والفنية الحاضرة في التراث العربي

ولكن سرعان ما توقفت الجريدة في بداية سنة سنة 1954 ، كما تولى التحرير في جريدة البصائرالتي وجد فيها بوزوز منبرا لطرح القضايا الكبرى ونشر الوعي الوطني والفكر الإصلاحي.

رسالته الدعوية في سويسرا ووفاته

بسبب مواقفه الوطنية تعرض محمود بوزوزو للتعذيب والسجن والنفي  في منتصف الخمسينات حيث هاجر إلى المغرب الأقصى ثم إلى أوروبا حيث أقام في عدة مدن ثم إستقر في سويسرا.

شارك سنة 1961 في تأسيس أول مركز إسلامي في أوروبا وحصل على الإمامة فيه أي المسؤول الأول على الشؤون الدينية كما ساهم في تأسيس المؤسسة الثقافية الإسلامية بمدينة جنيف سنة1975.

شارك في حوار الأديان ويعد خير سفير للإسلام في سويسرا إذ تميزت مواقفه بالإعتدال و قبوله للحوار والتعايش.

بعد كفاح وعطاء توفي محمود بوزوز يوم 27 سبتمبر 2007 عن عمر ناهز 89 بسويسرا بعد مسيرة حافلة ونظال يستوجب علينا تبليغه للأجيال.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services