384
0
معازل لا يعرفها الرحالة
بقلم الأسير : زياد زهران "أبو أمل"
غنت فيروز أنا وشادي ربينا سوا..... نبتسم معاً في عسقلان مع رفاق يعيشون زمن الأحلام المؤجلة. شادي يتحدث عن طفولته، ويستذكر سطح البلدية، وجذور العائلة. حياة ملؤها الأمل بمستقبل يحمل هناء الاستقرار، وصفاء العيش. يتفوق شادي في جامعة النجاح، ويشارف على التخرج والعمل. يتحدث عن ريما، ابنة عم، وترتيبات زواج لإكمال الحلم الأكبر، وأماني وردة (والدته).
لم يتوقع شادي أن تتعثر أحلامه بفعل رصاصة غدر، مطلقها عدو متربص لقتل الحرية، والاستيلاء على بسمات الغير، ووأد الفرحة. بجانب زيتونة يشعر شادي بألم صارخ في قمة رأسه. ثوانٍ معدودة، ويسقط أرضاً قريباً من شجرة شوّها أفرعها زخ رصاص. تتجمع حول شادي مجموعة مرتزقة، بأيديهم أسلحة صنعت في واحة عدل الأميركان. جنود الظلم يستدعون بسرعة طائرة الرحمة المحتالة لتنقل شادي قبل وفاته إلى مشافيهم، لكن ليس لإنعاشه، ولا لوخز ضمير، بل للضغط عليه لإفشاء السر. سر محبته للأرض، وعدم الهجرة. يستيقظ شادي في مشفى شيّد مكان كنيسة كانت قد هدمت فوق رؤوس من لجأ إليها أثناء النكبة. يشعر بخدر في كفة يده اليمنى، والقدم اليسرى يحركها، فتمنعه الأصفاد. ممرضة تلبس غطاء للرأس. تقترب بحذر من أذنيه، وتهمس حمداً لله. لقد نجوت بأعجوبة. اصمد، وتحمل، فهناك وحوش تحمل أقلاماً، وكاميرا تصوير مخفية خلف الباب تترصد صحوك. حماك الرب، بدعوات الأم، وعناء أطباء مقهورين. تمضي الأيام ثقيلة. يناجي شادي نفسه. كيف الأهل؟ وكيف المحبوبة؟ هل تعرف أنني لم أستسلم للموت وأنتظر القادم؟ سأتحمل آلام الكون لأعود إلى من يحمل همي. إلى من ينتظر قدومي من جزر معزولة لا يعرفها الرحالة، ولا تعلم شيئاً عن مؤسسات حقوق الإنسان. جزر معزولة فيها ماكينات القهر. تصنع أصناف عذاب. مفقودة فيها الرحمة، وتُشنق فيها كل مفاهيم العدل. يمازحنا شادي أن نلمس رأسه مكان إصابته، فنخاف من وضع اليد. أجزاء من عظام الجمجمة مفقودة، يغطيها جلد يظهر حركة ترعبنا، فلا نجرؤ على المزاح، فقد يكون مميتاً. تتقرر بعد سنين، وبإلحاح متواصل، وضغوط من جهات عدة، عملية لشادي، تتطلب زراعة عظمة تغطي الجزء المفقود. تمت عمليته، وعاد إلينا، فمازحناه أن قلنا (وضعوا لك عظمة...)، فيرد علينا (أفضل من عظمة قرد). سنوات كثر تمر بطيئة، كسباق سلاحف لقمة جبل الجرمق. عشرون مرّت، وما زالت ريما تدعو الله للقاء قبل العيد القادم. تتذكر يوم خطبتها وبيدها صورة شادي. تختلف الصورة عن شادي الآن، وكذلك صورة ريما، لكن وفاء الأحباب يكبر بلا هرم، ويتجذر تماماً، كالسريس والزعتر في حقل الجد. يفكر شادي أن يتزوج عبر رسالة، ليؤكد تقديره للصبر، والتضحية الكبرى. توافقه ريما الرأي، والأهل كذلك، فلم يتبقَ من افتراضي العمر كثيراً، وما زال البعد القسري على مسافة 5 سنين.
هيئة الأسرى: ازدياد ملحوظ في اوامر الاعتقال الاداري بشكل لافت
أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها ، أن أعداد الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال ارتفعت مؤخراً لتصل إلى ما يزيد عن (1000 ) أسير ومعتقل ، وهو النسبة الأعلى منذ عدة سنوات . وقالت الهيئة إن سلطات الاحتلال صعدت بشكل كبير جدا ولافت من إصدار الأوامر الإدارية بحق الأسرى والمعتقلين ، حيث أصدرت منذ بداية العام الجاري حوالي 1600 أمر ما بين تجديد وجديد، الأمر الذي رفع أعداد الأسرى الإداريين بشكل غير مسبوق منذ بداية العام . وأوضحت الهيئة أن الاحتلال يستخدم الاعتقال الإداري كسياسة عقاب جماعي بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، حيث طال كافة شرائح المجتمع ، دون مراعاة للمعايير التي وضعها القانون الدولي والتي حدت من استخدامه . وأشارت الهيئة أن الاعتقال الإداري هو سياسة تعسفية الهدف منها استنزاف أعمار الأسرى دون سند قانوني، تحت حجج واهية، مشيرةً إلى أنه غالبا ما يتعرض المعتقل الإداري لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة حيث يتم التمديد ثلاثة أشهر أو ستة أشهر وأحيانا قد يطال.
بيان صادر عن عائلة وحملة إطلاق سراح الأسير وليد دقة
بخصوص "رفض المحكمة المركزية في اللد الإفراج المبكر عن الأسير وليد دقة" الإثنين 7 آب 2023 الساعة 1:55 ظهراً
أصدرت المحكمة المركزية في اللد، اليوم الإثنين الموافق 7 آب 2023، قراراً برفض الإفراج المبكر عن الأسير وليد دقة، رغم الخطورة البالغة على حياته نتيجة لتدهور وضعه الصحي خلال الأشهر الخمسة الماضية، والذي لا يزال يخضع للعلاج غير المناسب لخطورة حالته في "عيادة سجن الرملة (مراش)". ويذكر أن الأسير وليد دقة قد أنهى محكومية المؤبد الفعلية الجائرة والبالغة 37 عاماً منذ 24 آذار 2023، ولكنه لا يزال معتقلاً بشكل تعسُّفي إثر إضافة سنتين على حكمه في العام 2018 بدعوى محاولته مساعدة الأسرى بالاتصال بعائلاتهم. إننا، عائلة وحملة إطلاق سراح الأسير وليد دقة، نعتبر أي قرار أو حكم لا يؤدي إلى الإفراج الفوري عن الأسير دقة هو تصريح بإعدامه، وذلك عبر المماطلة في البت في الإفراج عنه رغم درجة الخطورة العالية جداً في حالته الصحية والتي اعترف بها حتى تقرير "مصلحة السجون" الاحتلالية. فبرغم هذا التقرير، وإزالة تصنيف "سغاف" عن الأسير وليد دقة، وإنهائه لمحكوميته الفعلية منذ خمسة أشهر، إلا أن المحكمة رفضت بالإفراج الفوري عنه. ونستثمر هذه الفرصة لدعوة كافة المستويات السياسية والشعبية، إلى مناصرة حملتنا على كافة المستويات، وطنياً وعربياً وعالمياً، حتى تحرير الأسير وليد دقة. وسنواصل العمل في المسار القانوني عبر تقديم التماس للمحكمة الإسرائيلية العليا.
هيئة الأسرى: استخدام سياسة القوة المفرطة والتنكيل الشديد بحق الشبان خلال عملية الاعتقال
تستخدم سلطات الاحتلال القوة المفرطة والضرب والتنكيل بحق الشبان خلال عملية اعتقالهم فهي ترتكب بشكل يومي انتهاكات وأساليب تعذيب بحق الشبان الفلسطينين، سواء عند اعتقالهم أو احتجازهم داخل السجون ، مما يشكل بصمة عار بحق المؤسسات الدولية والإنسانية التي تعجز عن تأمين وتوفير الحماية لأبناء شعبنا . وفي هذا السياق تم توثيق وفقا لزيارة محامي الهيئة ظروف اعتقال الشاب ربيع شهاب ( 29 عاماً ) من محافظة جنين، حيث اعتقلته قوات الاحتلال بعد أن قامت باقتحام منزله، وتخريبه وقلب محتوياته رأسا على عقب، ولم تسلم قوات الاحتلال من فعل ذلك ، بل قاموا أيضا بتسليط الكلاب البوليسية الشرسة على جسد الأسير والذي عمل على نهش لحمه مما عرضه للعديد من الإصابات والجروح، وخلال عملية الاقتياد الى مراكز التحقيق قاموا جنود من الاحتلال بالاعتداء عليه داخل الجيب العسكري بواسطة الأيدي والأرجل والبنادق، لينقلوه الى مركز تحقيق حواره حيث ما زال يقبع بداخله . كما وثقت الهيئة تفاصيل اعتقال الشاب حمزة رياض فريج (29 عاما ) من محافظة طولكرم ، والذي اعتقلته قوات الاحتلال بعد مداهمة منزله وإحداث الخراب في مقتنياته وخلال عملية الاعتقال تم تعصيب عينيه ما فوق الحواجب وحتى أرنبة أنفه بشريط من القماش الأبيض الضاغط على عينيه، و تم تكبيل يديه خلف ظهرة بواسطة قيود بلاستيكية رفيعة ذو حواف حادة على اثرها اصيب بجروح لينقلوه الى حوارة حيث زال يقبع بداخله .
ثمانية أسرى من محافظة الخليل دخلوا أعوام جديدة في سجون الاحتلال
1 - حسام موسى محمد العاروري 15/8/2002 30 عام 22عام
2 - امجد خضر شحادة أبو سمرة 15/8/2022 30 عام 22 عام
3 - صدقي حامد شاكر الزرو 16/8/2002 30 عام 22 عام
4 - اياد ياسر محمود مسالمة 29/8/2002 مؤبد 22 عام
5 - احمد عفيف خليل حلايقة 12/8/2005 18 عام 18 عام الأخير
6 - نايف موسى محمد المشني 12/8/2005 19 عام 19 عام
7 - حسين علي حسن القواسمة 9/8/2011 مؤبد + 60 عام 13 عام
8 - محمد سمير احمد محمد الرجبي 12/8/2004 45 عام 20 عام
نادي الأسير يحمّل إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الطفل الجريح حسن صبارنة
حمّل نادي الأسير الفلسطينيّ، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الطفل الجريح حسن وليد صبارنة (17 عامًا) من بلدة بيت أمر/ الخليل، والذي جرى اعتقاله في الثالث من آب/ أغسطس الجاري، رغم تعرضه لإصابة خطيرة في شهر تموز المنصرم. وقال نادي الأسير، إنّ الإصابة التي تعرض لها الطفل صبارنة تسببت له بحدوث نزيف في الرئة وكسور في الأضلاع، وخضع لأكثر من عملية جراحية، ووصفت حالته في حينه بأنها خطيرة، وما يزال حتّى اليوم بحاجة إلى متابعة صحيّة حثيثة.
وأكّد نادي الأسير، أنّ الطفل صبارنة واجه الاعتقال منذ أن كان في عمر الـ 15 عامًا، حيث تعرض للاعتقال ثلاث مرات. وفي هذا الإطار، أكّد نادي الأسير، أنّ الاحتلال مستمر في التّصعيد من عمليات الاعتقال، مستهدفًا كافة الفئات بما فيهم الجرحى، ومنهم أطفال، حيث بلغت حالات الاعتقال منذ مطلع العام الجاري لأكثر من (4400)، من بينهم (619) طفلًا.
نادي الأسير والحركة الأسيرة ينعون المناضل الوطني سعيد عيّاش
ينعى نادي الأسير الفلسطيني، والحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، والمحررون في الوطن والمهجر ببالغ من الحزن والأسى المناضل الوطني المقدسي سعيد عيّاش الذي وافته المنية بتاريخ 06/08/2023، . وقال نادي الأسير في بيان له، إنّ عيّاش، من المناضلين القدامى الذين التحقوا بركب الثورة، ومقاومة الاحتلال منذ سنوات السبعينيات، فهو الجريح والأسير، حيث تعرض للاعتقال عام 1976، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن مدى الحياة، وتحرر في صفقة تبادل عام 1985. ولم يتوقف المناضل عيّاش عن مسيرته من أجل أبناء شعبه بكل ما يملك من أدوات نضالية ومعرفية، وفي عام 2011، ارتقى نجله ميلاد شهيدًا، ليكون بذلك والد لشهيد، الرحمة له والصبر لعائلته.
الاحتلال يفرج عن الأسير يحيى الزبيدي من مخيم جنين
نادي الأسير: أفرجت سلطات الاحتلال اليوم عن الأسير يحيى الزبيدي، بعد أنّ أمضى 7 شهور في سجون الاحتلال، علمًا انه أسير سابق أمضى بشكل متواصل 17 عامًا، وأفرج عنه عام 2018. يُشار إلى أنّ الزبيدي هو نجل الشهيدة سميرة الزبيدي التي ارتقت في معركة مخيم جنين، واثنين من أشقائه شهداء وهما: طه وداود الزبيدي، كما أنّه شقيق الأسير زكريا الزبيدي عضو المجلس الثوري لحركة (فتح)، وأحد أبطال عملية (نفق الحرية)، وكذلك شقيق الأسير جبريل الزبيدي.
مركز فلسطين: أسير من غزة يرفع قائمة عمداء الأسرى الى 437 اسيراً
أفاد مركز فلسطين لدراسات الاسرى أن قائمة عمداء الأسرى ارتفعت مجدداً لتصل الى (437) أسيراً بدخول الأسير " ناجى حلس" من قطاع غزة عامه الـ 21 على التوالي في سجون الاحتلال. وأوضح مركز فلسطين أن الأسير " شادي ناجي بكر حلس " (46 عاماً) من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة أنهى عامه العشرين، ودخل عامه الواحد والعشرين، حيث انه اعتقل بتاريخ 6/8/2003، ووجهت له مخابرات الاحتلال تهمه الانتماء لمجموعات كتائب شهداء الأقصى والمشاركة في تنفيذ عمليات إطلاق نار ضد حواجز ونقاط الاحتلال والتصدي للاجتياحات المتكررة للقطاع قبل انسحاب الاحتلال منه عام 2005. وأضاف مركز فلسطين ان محكمة الاحتلال أصدرت بحق الأسير "حلس" بعد ثلاثة أعوام على اعتقاله حكماً قاسياً بالسجن الفعلي لمدة 23 عاماً، أمضي منها 20 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال ويقبع حالياً في سجن "ريمون"، وحرم من زيارة عائلته ما يزيد عن نصف فترة اعتقاله. الباحث رياض الأشقر مدير المركز أوضح ان أعداد عمداء الأسرى وهم من أمضوا ما يزيد عن 20 عاماً بشكل متواصل خلف القضبان ترتفع تباعاً نتيجة وجود المئات من المعتقلين منذ سنوات طويلة وتحديداً في السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى ويقضون أحكام بالسجن المؤبد او عشرات السنين في سجون الاحتلال. وبين الأشقر ان أربعة أسرى عدد من عمداء الأسرى كانوا تحرروا من سجون الاحتلال خلال شهر تموز الماضي بعد ان أمضوا محكومياتهم كاملة داخل السجون، حيث أفرج عن أحد الأسرى القدامى و عمداء الاسرى وهو "بشير عبد الله الخطيب" من الأراضي المحتلة عام 1948 بعد أن امضى 35 عاماً فى سجون الاحتلال، بينما تحرر الأسير "علي أحمد سعيد" من نابلس بعد قضاء 21 عاماً في الاسر ، والاسير "ثائر أحمد حمايل" من رام الله بعد اعتقال لـ 21عاماً ونصف في الاسر ، والأسير "خالد جهينى السواركه " من غزة بعد ان امضى 21 عاماً في الاسر . وبين الأشقر أن (19) اسيراً تجاوزت فترة اعتقالهم ما يزيد عن ثلاثة عقود كاملة، إضافة الى الأسير "نائل البرغوثي" من رام الله والذي أمضى ما يقارب 43 عاماً في الأسر على فترتي اعتقال، حيث تحرر في صفقة وفاء الأحرار بعد 34 عاماً متتالية، واعيد اعتقاله عام 2014 ولا يزال اسيراً حتى الان، وأعاد الاحتلال له حكمه السابق بالسجن المؤبد. وأشار "الأشقر" الى أن من بين عمداء الأسرى، (22) أسيراً معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو الذي وقعته السلطة مع الاحتلال عام 1994، من يطلق عليهم "الأسرى القدامى" وهم من تبقى من الأسرى الذين اعتقلوا خلال سنوات الانتفاضة الأولى 1987 وما قبلها، وكان من المفترض إطلاق سراحهم جميعاً، ضمن الدفعة الرابعة من صفقة إحياء المفاوضات بين السلطة والاحتلال، أواخر عام 2013 إلا أن الاحتلال رفض الإفراج عنهم. وطالب مركز فلسطين المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية التدخل بشكل فاعل والضغط على الاحتلال للإفراج عن الاسرى القدامى، ومن أمضوا عشرات السنين خلف القضبان، وفى مقدمتهم الأسرى الذين يعانون من أوضاع صحية متردية نظرا للخطورة الحقيقية على حياتهم.
لحظات مروعة عاشتها عائلة هاني الغول في مخيم جنين
تقرير: علي سمودي-جنين -القدس
طوال 8 ساعات متواصلة، تعرض الشاب ورد هاني الغول للضرب والتنكيل من قبل قوات الاحتلال، خلال اقتحامها لمنزل عائلته في الساعات الأولى من اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، وانتهت باعتقاله رغم كونه غير مطلوب، وبينما استشهد ابن العائلة علي الغول برصاص القناصة، عاشت عائلته لحظات رهيبة على مدار 17 ساعات كاملة، فجرت خلالها أثاث ومحتويات المنزل بشكل كامل. ويروي المواطن الستيني هاني الغول لـ"القدس" دوت كوم، أن العشرات من جنود الاحتلال اقتحموا منزله المكون من 3 طوابق، وحاصروا عائلته ثم عزلوها ومارسوا القمع والتنكيل والتخريب، مضيفاً، "داهموا المنزل مستنفرين، أسلحتهم موجهة لنا وبرفقتهم الكلاب البوليسية، توزعوا في كل ركن وزاوية، وسرعان ما تحول منزلنا لثكنة عسكرية".ويكمل: "طردونا من الطابق الثالث المطل على أزقة المخيم، وتحول لقاعدة رصد ورقابة للقناصة الذين أطلقوا النار من نوافذه على كل جسم يتحرك، كذلك شاهدنا فرق قناصة في المنزل المجاور لنا، وكانت مهمتهم رصد وحصار المقاومة".لحظة وصولنا لمنزل الغول، شاهدنا آثار تفجيرات الجنود للأبواب والنوافذ والأثاث والأجهزة، وبقايا المئات من الرصاص التي أطلقت نحو المخيم، بينما ما زالت العائلة تعيش كوابيس الصور والمشاهد، ويقول: "عزلوني وبناتي في غرفة، وأبنائي الشباب في غرفة أخرى، وقد ضربوا ابني ورد الذي لم يكن مقاوماً أو مطلوباً، بل كان يتواجد معنا بشكل طبيعي، ولم يغادر المنزل رغم الاجتياح، وهذا دليل يؤكد، أنه غير مطلوب لهم".ويضيف: "كل دقيقة في الساعات التي احتل فيها الجنود منزلنا، واحتجزونا بما فينا الأطفال وزوجتي وبناتي، عشنا لحظات رعب وخوف، في ظل اطلاق الرصاص وتفجيراتهم التي لم تتوقف، والأكثر مأساوية، أنهم كانوا يتعمدون التفجير ونحن محتجزين لا حول لنا ولا قوة مما سبب معاناة ورعب لأطفالي".خلال ذلك، يروي الغول أن الجنود اقتادوا أبناءه للطابق الأرضي، واحتجزوهم في إحدى الغرف، ومارسوا بحقهم التعذيب خاصة ابنه ورد، ويقول: "ركزوا على ابني ورد، قيدوه بشكل وحشي، وحاصره الجنود وضربوه، 8 ساعات كاملة وهم يعذبونه ويحققون معه بدعوى البحث عن سلاح، ولشدة صرخاته شعرت أنهم يريدون إعدامه".ويضيف: "كنت أسمع صرخات الجنود خلال اخضاع ورد للتحقيق، ثم صرخاته من شدة الألم والضرب، تارة بأعقاب البنادق أو أقدامهم وأخرى بالخوذ، لم يبقى وسيلة تعذيب إلا واستخدموها مع ورد، ونحن محاصرين بالجنود والكلاب، قلوبنا تتقطع وأعصابنا انهارت لخوفنا على حياته".
ويكمل: "استمروا في ضربه حتى انسحبوا فقاموا بتقييد يديه وتعصيب عينيه، ونقلوه معهم في الدوريات ولم نعلم باعتقاله، إلا بعد انسحابهم بعد 17 ساعة من العذاب".اقتادت قوات الاحتلال ورد لأقبية التحقيق، وزعم الاحتلال، أنه اعتقله مع العشرات من شباب المخيم، بدعوى أنهم مطلوبين، لكن يقول والده: "هذه مزاعم كاذبة، ورد غير مطلوب ويعيش حياة طبيعية، لم يكتفي الاحتلال بإعدام ابني علي خلال العدوان على المخيم، فحرمونا من ورد الذي نقلوه للتحقيق، ولكن عندما فشلوا بإدانته بأي تهمة رفضوا الإفراج عنه".
ويضيف: "تواصل قوات الاحتلال اعتقال ابني الذي انقطعت أخباره، ووصلتنا معلومات عن نقله لسجن مجدو، وتحويله للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور بذريعة الملف السري، وهذا اكبر دليل على أن اعتقاله تعسفي وظالم".بعد ثلاثة أسابيع على العدوان على المخيم، لم تتمكن عائلة الغول من التواصل مع أسيرها ورد، وما زالت تعيش مشاعر القلق على مصيره، لأن الاعتقال الإداري كما يقول والده، "رحلة عذاب ومعاناة مريرة ليس لها نهاية، فابني انتزع من منزلنا دون سبب وحولوه لأسير، وما يقلقنا عدم معرفتنا بأوضاعه الصحية في ظل ما تعرض له من تعذيب وضرب خلال احتجازه".وتضيف كريمته سهاد: "لا يمكن نسيان صور الساعات الرهيبة التي عشناها عندما احتجزنا الجنود طوال الساعات المريرة في غرفة ومنعونا من الحركة والتنقل بما فيهم إخواني الصغار".
وتكمل: "احتلوا الطابق الثاني بشكل كامل، وحولوه لمقر، ناموا في فراشنا قبل تخريبه، ومنعونا من النوم والراحة ونحن نعيش وسط التفجيرات، لم يراعوا كوننا صغار ووجود نساء، كانوا يفجرون كل شيء حولنا حتى أصبحنا نشعر بالموت يقترب منا في كل لحظة".
تنتشر آثار الخراب والتدمير في كافة أرجاء منزل عائلة الغول، التي عاشت الصدمة الثانية، عندما استشهاد ابنها علي الغول 17 عاماً، ورغم حزنها، قاومت والدته الدموع في وداعه، وقالت: "نبقى في كل الأحوال بشر نتوجع لفقدان الأحبة، فكيف لا أبكي على فراق حبيب قلبي علي؟، لقد رحل في وقت مبكر، لكن ما يرفع معنوياتي أنه عاش واستشهد بطل، طلب الشهادة وتمناها ورب العالمين كرمه بها".وأضافت: "منذ تركه المدرسة أحب واختار المقاومة، وعندما اجتاح الاحتلال المخيم، ودعني وكانه اللقاء الأخير، وذهب للمواجهة، فأصابه القناص بثلاثة رصاصات ومنع الإسعاف من الوصول إليه ونزف حتى استشهد في سبيل فلسطين والمخيم، سنبقى نشعر بفخر واعتزاز ببطولاته ومبروك عليه الشهادة".