3195
0
ليس العيد لمن لبس الجديد
.jpg)
بقلم الأستاذ سيد علي دعاس
عَنْ أَنَس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي ﷺ المدينة قال: "كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى".[1]
وَالعِيدُ إِخْوَانِي شَعِيرَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الإِسْلَام، وَمَظْهَرٌ مِنْ أَجَلِّ مَظَاهِرِه، قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ".[2]
إِنَّ يَوْمَ العِيدِ يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ لِمَنْ طَابَتْ سَرِيرَتُهُ وَخَلُصَتْ للهِ نِيَّتُهُ...
ولَيْسَ العِيدُ لِمَنْ لَبِسَ الجَدِيدَ، إِنَّمَا العِيدُ لِمَنْ خَافَ يَوْمَ الوَعِيدِ.
أَيُّهَا المسلمون...
إِنَّنَا مُطَالَبُونَ بِإِظْهَارِ الفَرَحِ يَوْمَ العِيد... لِأَنْ وُفِّقَنَا لِصِيَامِ رَمَضَانَ طَاعَةً للهِ... ولَيْسَ لِأَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ اِنْتَهَى، وَتَخَلَّصْنا مِنَ الصِّيَامِ فِيهِ، وَكَأَنَّهُ حَمْلٌ ثَقِيٌل عَلَى ظُهُورِنا!
ولَا تَنْسَوا أَنَّ رَمَضَانَ هُوَ رَبُّ الشُّهُور، وَاسْتَمِرُّوا عَلَى الطَّاعَة... وَاِسْأَلُوا الله -عَزَّ وَجَل- الثَّبَاتَ عَلَى دينه وراطه المستقيم، حَتَّى تَلْقَوْنَه...
وَاِعْلَمُوا أَنَّ وَقْتَ الطَّاعَة لا ينتهي يَوْمَ العِيد، كَمَا يَتَوَهَّمُ البَعْضُ، بَلْ كَمَا قَالَ الله -عَزَّ وَجَل-: "وَاعْبُدْ رَبَكَ حَتَّى يَأْتِيكَ اليَقِين".[3] وَاليَقِينُ هُوَ المَوْت... فَاِحْذَرُوا أَنْ يُفَاجِئَكُمِ المَوْتُ عَلَى المَعْصِيَة.
وَاِسْتَحْضِرُوا أَنَّ مِنْ عَلَامَاتِ قُبُولِكُمْ فِي رَمَضَان، اِسْتِمْرَارِكُمْ عَلَى الطَّاعَةِ بَعْدَهْ، وَالحَسَنَةُ تَتْبَعُهَا الحَسَنَة، وَالسَّيِّئَةُ تَجُرُّ السَيِّئَة.
إِنَّ أَيَّامَ العِيدِ لَيْسَتْ أَيَّامَ لَهْوٍ وَغَفْلَةٍ، بَلْ هِيَ أَيَّامُ عِبَادَةٍ وَشُكْر، وَالمُؤْمِنُ يَتَقَلَّبُ فِي أَنْوَاعِ العِبَادَةِ وَلَا يَعْرِفُ حَدًّا لَهَا.
لا تغفلوا عن صِلَةِ الأَرْحَامِ وَزِيَارَةِ الأَقَارِب... وَعليكم بتَرْكِ التَّبَاغُضِ وَالتَّحَاسُد...
لا تنسوا العَطْفَ عَلَى المَسَاكِينَ وَالأَيْتَام، وَإِدْخَالَ السُّرُورِ عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالفَقِير.
سَارِعوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْض، وَجَنِّبوا أنفسكم نَارًا تَلَظىَّ لَا يَصْلَاهَا إِلاَّ الأَشْقَى.
وَعَلَيْكم بِحَدِيثِ الرّسول ﷺ: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاِعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الجَنَّة، وَإنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللهِ وَإِنْ قَل".[4]
اللَّهمَّ ثَبِّتْنَا عَلَى الإِيْمَانِ وَالعَمَلِ الصَّالِح، وَألْحِقْنَا بِالصَّالِحيِن...
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَاِغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِين...