12607
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة 115
بقلم اسماعين تماووست
حان دوري للرد، بهدف تسليط الضوء على بعض المواقف الدقيقة التي أُسندت كعقبات أمام نجاح خطط بحثي وتحقيقاتي، أكدت له أنه من الضروري، بل ومن الأفضل لمحاربة خصمنا، التخلي عن الطرق التقليدية وقدمت توضيحات وأمثلة تمكنه من الاستجابة لمقترحاتي الجريئة التي تهدف إلى مواجهة عدونا.
خلال حديثي معه ترددت في إطلاعه على مخططاتي ضد الإرهاب، أدركت أنه لن يكون من السهل شرح ذلك، وإن فعلت، سأتلقى حتمًا ردودًا سلبية، لذا كنت مصممًا على استخدام بعض الحيل لإقناعه بتقبل أفكاري، كنت صريحًا وملتزمًا بعرض ما أراه كحلول أفضل.
بالفعل، كانت بعض مقترحاتي تحمل بعض المكر، إذ فكرت في كل العواقب التي يمكن أن أتحملها، والتي كنت أؤمن بفعاليتها.
في مسيرتي المهنية، قمت عمدًا بإجراء تحقيقات مضادة، وواجهت مضايقات، لكنني كنت دائمًا آمل في تحقيق النصر، هذا ما ميزني عن الآخرين الذين اختاروا طرقًا أسهل وتجنبوا المخاطر، لأن الإنكار العميق للذات يعكس التفانيً الصادقً في حماية كل ما هو في مصلحة الوطن.
عندما جاء وقت تقديم اقتراحاتي، كنت أعلم أن السعي وراء الحقيقة يتطلب شجاعةً ومرونةً، لذا قمت بعرض الأفكار بصوت هادئ وواثق، شرحت كيف أن تخليص البلاد من الإرهاب يتطلب تغيير العقلية السائدة، وتقديم استراتيجيات جديدة، تضمن تحقيق الأمان والاستقرار، لم يكن الأمر سهلاً، لكنني كنت عازمًا على إبراز قوة أفكاري.
إن التغيير يتطلب شجاعة وقدرة على مواجهة الحقائق المؤلمة، وهو ما كنت أؤمن به دائمًا. لقد عشت في مجتمع محاط بالتحديات والصراعات التي تتطلب منا أن نكون أقوياء وصامدين، ولأنني أدرك تمامًا ما تتطلبه الظروف الراهنة من رجال الأمن، كان إيماني بأن التغيير الجذري لا يأتي إلا من خلال تبني أساليب جديدة ومبتكرة في مواجهة الأعداء. وعندما تأملت الوضع الذي نعيشه، تيقنت أنني يجب أن أقدم مقترحات فريدة من نوعها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة.
إنني أعلم أن رئيسي، مدير المخابرات الوطنية، يدرك تمامًا أهمية تلك الأفكار الثورية التي سأعرضها في سبيل قهر العدو والنيل منه.
في واقع الأمر، لن يجرؤ على رفضها، لأن ذلك سيعني ترك المجال للاستمرار في مخطط الشر والخوف الذي يعصف بنا، نحن بحاجة إلى مقاربة جديدة، تقلب الطاولة على الأعداء، وتضعهم في موقف ضعف، بدلاً من أن يكونوا هم من يتربصون بنا.
لقد تأكد رئيسي مما سمعه عني، أنني نموذج لأفضل شرطي في مثل هذه الظروف الصعبة. إنني أؤمن بأن لكل رجل شرطة مهمة نبيلة، وهي حماية الوطن والمواطنين، لذا أكدت بدوري و بعناية على أن من واجب رجل الشرطة أن يكون مخلصًا وجريئًا، وأن يتحلى بالعزيمة التي لا تلين في مواجهة الصعاب. بينما يجب أن يتحلى رجل المخابرات بالحنكة والفطنة والقدرة على قراءة الأحداث بدقة، والذكاء في مجال الاستخبارات لجمع وتحليل المعلومات وكذا مراقبة وتقييم المخاطر التي تهدد أمن الوطن.
لقد تعلمت عبر تجربتي الطويلة أن القدرة على جمع وتحليل المعلومات ليست كافية، بل يجب أن تشمل أيضًا مراقبة وتقييم المخاطر التي تهدد أمن ومصالح البلد داخليًا وخارجيًا. إن هذه الصفات، مجتمعةً، تُبرز كفاءة الرجال الشجعان والأوفياء، ليكونوا حماة للوطن حتى وإن كان ذلك في الخفاء.
ومع وجود أفراد بهذه الصفات، تكون الفرصة متاحة لتغيير مسار القضية والخروج من حالة الضعف إلى القوة، مع القدرة على الحفاظ على الأمن من كل معتدٍ ومدبر.
يشهد الجميع ببسالة وخبرة جهازنا وجميع الأجهزة الأمنية والدفاعية للوطن، وبمكانة الجيش الشعبي الوطني على جميع الأصعدة في حماية الوطن بشجاعة وإقدام وقيادة رشيدة في مواجهة الأعداء والمتربصين به.
فالتاريخ سيشهد على شجاعة هؤلاء الأبطال، الذين لا يكتفون بحماية حدود الوطن، بل يسعون كذلك للمحافظة على كرامة الشعب...
يتبع. ..