74
0
لقطات من واقعنا.. صور مسيئة للأمة والمحيط ..؟
من بين اللقطات المسيئة والمشوهة لصورة البلد والمجتمع ،وجود أكوام القمامة في شوارع وساحات المدن والقرى على مدى اليوم بشكل يثير القلق والسخط خاصة من رجال النظافة الذين أتعبتهم سلوكات المواطنين غير المنظبطة في إخراج بقاياهم المنزلية ليلا أو باكرا فيتسنى لهم استدراك الوضع وتنظيف المحيط حتى لايعطي فكرة مخجلة ـ للأجانب والزوار على الأقل ـ عن سلوك خير متحضر لمجتمع يسعى لريادةغيره في التطور و..
مسعود قادري
لم نستطع إلى الآن وبعد خمسين سنة من الاستقلال ان نتكيف مع طبيعة الحياة في الحضر وما تفرزه يوميا من فضلات منها الصالح للاسترجاع ومنها الضار للحياة والبيئة وسمعة البلد والمجتمع ..
مدن عديدة من مدننا وقرانا الكبيرة التي تتوسع سنويا بعشرات الكليمترات عمرانيا لكنها بالمقابل تضيق الخناق على سكانها يوميا بما تفرزه من سلوكات فردية وجماعية تشمئز لها النفوس الطيبة ..
فانطلاقا من الأنانية التي عمت المجتمع ـ إلا القليل القليل من الأخيار .. !ـ يتصرف كل فرد وفق هواه ولا يهمه مايقال عنه أوما يوجه له تنبيهات لفظية عن فعله المنافي للسكن الحضري . المهم بالنسبة له هو قضاء مأربه والتخلص من فضلاته وبقاياه ...
في فترة الثمانينات من القرن الماضي وعندما كانت شرطة البيئة والعمران تلف الشوارع وتراقب كل صغيرة وكبيرة تطرأ على المحيط تقف عندها فتعجل بإنهائها .. من ذلك مثلا أن نشر الغسيل في الشرفات منع منعا باتا وصارت الأسرتمتنع عن فعل ذلك خوفا من العقوبة المادية بعد الملاحظات الشفاهية اليومية ..
أما القمامة فكانت مدننا تتخلص منها ليليا ولا يجرأ أي مواطن أن يخرج فضلاته بعد وقت معين من الصباح ..
هذا السلوك ، كان من المفروض أن يستمر ويتحسن مع الوقت لكنه مع الأسف الشديد تراجع بعد أن ارتفع عدد المتعلمين في المجتمع وزاد عدد الهيئات المشرفة على مراقبة أحوال العمران والبيئة وما يطرأ على المحيط من تغيرات معنوية ومادية تتطلب الحل العاجل والسريع ..هل تقدمنا إلى الوراء فعلا ..؟