جعل الله لهذا الشهر الفضيل العديد من العبادات السنن التي تزيد من فضائل العبادات، فصلاة التراويح سنة مستحبة باتفاق العلماء وهي من قيام الليل فتشملها أدلة الكتاب والسنة التي وردت بالترغيب في قيام الليل وبيان فضله.

بثينة ناصري

وبهذا الشأن، أكد الشيخ موسى زروق إطار بالمركز الثقافي الاسلامي، أن قيام الليل في رمضان وصلاة التراويح من الشعائر التي تميز هذا الشهر المبارك، من خلال قيام المسلمون في مساجدهم خلف إمام كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه في ليالي هذا الشهر الفضيل.

وقال الشيخ زروق "إن من أعظم العبادات والطاعات والقربات التي أثنى الله عليها وعلى القائمين بها قيام الليل، فأخبر جل وعلا عن المؤمنين والمحسنين في جنات النعيم {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ *}".

وتابع قوله"وأخبر الله عز وجل عن عباد الرحمن الذين اظافهم جل وعلا إليه إضافة تشريف وتبجيل أنهم كانوا يقومون الليل  ويتعبدون لله سبحانه وتعالى بالطاعة في هذا، وإن من أعظم المواسم لتحقيق هذه العبادة هو شهر رمضان شهر القرآن". 

وأضاف "كما رغب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ترغيبا فقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام من قام رمضان ايمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، فقام رمضان ايمانا بما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل ومما يتعلق بهذا الشهر قيام واحتسابا وتقربا إلى الله عز وجل اخلص في ذلك وقام لله جل وعلا لا رياء الناس ولا سمعة لهم ولا غير ذلك من المقاصد".

وحسب الشيخ موسى زروق"فمن حقق هذا وقام رمضان بهذا الوصف فالجزاء أن "الله عز وجل يغفر له ذنوبه"، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من قام ليلة القدر على وجه الخصوص ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، فقيام هذه الليلة على وجه الخصوص يحقق له هذا الفضل وهذا الأجر وهذا الخير وهو أن يغفر له ذنوبه".

والمقصود كما قال العلماء في شبه من الاحاديث "مغفرة الذنوب الصغائر وأما الكبائر فلابد فيها التوبة"، والنبي صلى الله عليه وسلم في سنته العملية كان عليه الصلاة والسلام يجتهد في هذا الشهر ما لا يجتهد في غيره فكان عليه الصلاة والسلام يقوم ليالي رمضان، وأخبرت عائشة رضي الله عنها وغيرها من الصحابة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم هذا الشهر بل انه عليه الصلاة والسلام أقام عدة ليالي ولما علم الصحابة بذلك قاموا خلفه فصلوا بصلاته عليه الصلاة والسلام وهذا أصل تشريع صلاة التراويح وصلاة القيام في هذا الشهر جماعة في المساجد، لكنه عليه الصلاة والسلام لما علم باجتماعهم خشي أن تفرض عليهم فلم يخرج إليهم بعد ذلك، مع علمه بأنهم رضي الله عنهم قد اجتمعوا بذلك فأخبرهم أنه خشي أن تفرض عليهم"، يضيف الشيخ.

وتابع"ولما زال هذا الأمر بعد وفاته عليه الصلاة والسلام فعمر رضي الله عنه رأى الناس يصلون جماعات جماعات في المسجد فرأى عليه رضوان الله وهو المحدث الملهم رضي الله عنه أن يجمعهم على إمام واحد من الصحابة يصلي بهم فصارت سنة إلى يومنا هذا، ولا يزال المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يحيون ليالي رمضان ويقومون بهذه العبادة في المساجد هذا يعني من أفضل الطاعات".

 وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فهذا الفضل يحصل بهذا العمل، فلا يشترط أن يقوم الإنسان الليل كله إنما أن يحيي ما استطاع من ليله فإذا قام مع الإمام حتى ينصرف الإمام أي حتى ينتهي من صلاته فمن فضل الله عز وجل أن يكتب له هذا الاجر وهذا الفضل.

وذكر الشيخ زروق بفضل الشعر الأواخر من رمضان، قائلا "أنها فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب وطلب الأجر من الله تعالى، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصيام والقرآن يشفعان فالقرآن يشفع له لقيامه في الليل فيقول منعته النوم والصيام، ويُشفع له في النهار ويقول منعته الطعام والشراب فيجتمع المسلم في هذا الشهر شفيعان في النهار وفي الليل.

وأكد أنه في المذهب عند المالكية يمكن أن يقوم الانسان في بيته فمن لم يستطع الأجر والخير واسع والباب مفتوح فمن لم يستطع أن يقوم في المساجد كبعض حالات بعض النساء وغير ذلك يمكن للانسان أن يقوم في بيته ولا سيما أن هذه الصلاة نافلة (سنة)، مبرزا إلى أن الفرائض يمكن أن يقوم بها المرء في بيته إذا لم يستطع أن يكون ذلك في المسجد.

 فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لصيام رمضان وقيامه عن الوجه الذي يحب ويرضاه والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.