بقلم: عامر الخطيب

 

بدعوة من قصر الثقافة في السويداء، ومع بداية شهر حزيران افتتح المعرض الفني ( برونزو - فن الكولاج) للفنانتين رغد كرباج ونغم الخطيب   عن ما يتجاوز الثلاثين عملا فنيا بأحجام مختلفة عبقت بالعديد من الألوان الصريحة بتقنية فن الكولاج(الذي لا أدعي إلمامي بتفاصيله ) لكرباج  والخطيب....

وما ادهشني ولفت انتباهي هذه الهمة العالية الطافحة بالحيوية والنشاط والإصرار على تطريز الحياة اليومية بالفنون المختلفة لبث روح الجمال كقيمة سامية هذا الجمال الفني الناتج عن الإبداع بالألوان والمعاني والانغام وكل ما يبعث السرور والبهجة في النفوس التواقة والمتعطشة لافانيد الثقافة، وخاصة إذا كان مبعث الغبطة هم الشباب المنتمي المؤمن بدور الفنون الجميلة بكافة أنواعها في صنع الحضارات والحفاظ على العلاقة مع الموروث في احياء النفوس وسمو الارواح على حد قول فيثاغورس العظيم "الارواح خالدة ولا تحلق إلا بجناحي الموسيقا والفنون"

وكل من زار المعرض وراقب بدقة تفاصيل أعمال الفنانتين كرباج والخطيب أدرك مدى التعب والجهد والمسؤولية التي تقف خلف هذه الهمم الجبارة في إنتاج الفنون وبث الجمال كجرعة انعاشية معلقة على حامل الزمان الغارق بتفاصيل حيدت العديد من الناس عن شعارها "الثقافة غذاء الشعوب المتحضرة".

هذا الإحساس المرهف والمسؤولية الاجتماعية الفنية عند كرباج والخطيب اججت في اعماقهما حب البحث والعطاء والارتباط بالموروث الجميل المتجدد بدفق من المشاعر والألوان والخطوط وأنواع الطلاء المتقن إلى درجة من الانفعال أربك البناء الانشائي والبعد التكويني في الكثير من الأعمال الفنية ساحبة بعض الألوان بطغيانها الهواجس القلقة إلى مساحات تجاوزت فيها الحد المسموح في ردة فعل اللوحة في الحفاظ على توازن المتلقي... وفكرة البناء الانشائي تأتي بامتداد التجارب والخبرات وعمق الثقافة والمتابعة والاطلاع، ووفق تجربة رغد ونغم الفواحة بالطموح والزهو والاشراق، نرنو الى ما لمسناه من صبر وإتقان لأجواء مقبلة جميلة ناضجة ترتكز على ما قدمه السلف الفني واضعين بصمة لا تشبه إلا ذواتنا ولا تعبر إلا عن انفعالاتنا المشغولة دائما بمفاهيم وقيم الحق والخير والجمال ... كل التوفيق والنجاح رغد كرباج ونغم الخطيب...