محمد مصطفى حابس : جينيف / سويسرا

 

وفق مبدأ حيادي متداول و معروفة به السياسة السويسرية في عمومها لا في خصوصها، وافقت الجامعة السويسرية على تنظيم معرض خاص بفلسطين، هذه التظاهرة الكبيرة، وفق مبدأ أساسي متأصل هو «  حرية التعبير مشروطة بــ : لا دعوة للعنف، لا معاداة السامية، ولا كراهية للإسلام»..

الهدف من هذا المعرض الواعد هو استعادة لمحة تاريخية مفصلة مركزة عن فلسطين أرض الأنبياء و المعجزات، التاريخ و الواقع، قصد رفع مستوى الوعي في صفوف جموع الطلبة و الزوار القادمين من جهات و أعراق و ملل شتى بهذه البقعة المقدسة لدى الديانات السماوية مجتمعة، هذا المعرض يأتي لتنوير الباحثين بملف ساخن جديد ومتجدد، بل صار مكهربا وداميا في المدة الأخيرة، إنه ملف القضية الفلسطينية و التطهير العرقي المستمر منذ عقود لهذا الشعب المسلم المسالم، حيث باتت إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تكبر مساحتها كل سنة باغتصاب الحقول و قضم مساحات فلسطينية !!..

يقام المعرض خصوصا أيضا حول الحدث اليومي في دنيا الناس، أي عن فلسطين وحرب الابادة  في جزء من فلسطين في غزة وانتشار لهيبها الى الضفة الغربية و باقي مدن فلسطين، بل و حتى دول الجوار لا قدر الله، يشرف على تنظيم  المعرض ثلاث جمعيات طلابية داعمة لقضية الأمة " بيت المقدس و أرض الرباط"، في الفترة ما من 4 إلى 16 ديسمبر 2023، هذه المنظمات الطلابية هي على التوالي :

AETG - جمعية الطلبة الأتراك في جنيف

AMAGE -بجنيف  جمعية العالم العربي

AMEUG -بجنيف  رابطة الطلاب المسلمين

 

مناقشات حرة عامة تحت إشراف الجامعة :

 

إذا كانت جامعة جنيف الدولية والعريقة، قد نظمت في كثير من الأحيان مناقشات اجتماعية مثيرة للانقسام  و الجدال في بعض الأحيان، فإنها لم تفعل ذلك في كثير من الأحيان في المدخل الرئيسي للجامعة ببهو الاستقبال الكبير. فقط، هذه المرة استجابت الإدارة بشكل إيجابي للنقاش العام الصحي والضروري وفقًا  لتصريحات مدير الاتصالات في الجامعة السيد ماركو كتانيو، الذي صرح لنا بقوله: "لقد حددنا خطوطًا واضحة للغاية، والمبدأ الأساسي هو حرية التعبير، لا دعوة للعنف، ولا معاداة السامية، ولا كراهية للإسلام، كما يجب أن تكون حرية التعبير قابلة للاحترام"

مبينا أنه من أهداف الجامعة أو "الأم الحاضنة"،" رفع مستوى الوعي الطلابي الأكاديمي، وتأجيج النقاش، والمحاورات، تقوم الجامعة بذلك في مواضيع حساسة كهذه. وستجري مناقشات أخرى حول الصراع في الشرق الأوسط.."

ومع المدخل الرئيس للجامعة تصافحك، "القائمة المثيرة للإعجاب" لشهداء غزة معروضة في جامعة جنيف، محينة إسما باسم من يوم لآخر، بآلاف الاسماء،,,, و القائم تتمدد في رواق الجامعة كل يوم، و الله المستعان  !!

 

تعذيب إسرائيل للأطفال الفلسطينيين

 

 

كما عرضت أشرطة و أفلام وثائقية متنقلة من مدينة جامعية لأخرى، منها على سبيل المثال لا الحصر:

هذا الفيلم الأسترالي "Stone Cold Justice" عن تعذيب إسرائيل للأطفال الفلسطينيين.

Stone Cold Justice: Israel’s torture of Palestinian children - ABC Australia

 أثار فيلم أنتجته مجموعة من الصحفيين الأستراليين غضبا دوليا ضد إسرائيل بعد أن عرض بشكل واضح استخدام تل أبيب للتعذيب ضد الأطفال الفلسطينيين.

 ويوثق الفيلم الذي يحمل عنوان "العدالة الباردة الحجرية" كيف يتعرض الأطفال الفلسطينيون، الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية واحتجزتهم، للإيذاء الجسدي والتعذيب وإجبارهم على الاعترافات الكاذبة ودفعهم لجمع معلومات استخباراتية عن النشطاء الفلسطينيين.

 تحدثت وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، ضد استخدام إسرائيل للتعذيب قائلة: "إنني أشعر بقلق عميق إزاء مزاعم سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين". ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسترالية، إيجال بالمور، انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة في الفيلم بأنها " شيء لا يطاق".  

 وبعام قبل نشر الفيلم، خلص "تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة الدولي لحالات الطوارئ للأطفال" (اليونيسيف) إلى أن الأطفال الفلسطينيين غالبا ما يتم استهدافهم بالاعتقالات الليلية ومداهمات منازلهم، ويُهدّدون بالقتل ويتعرّضون للعنف الجسدي والحبس الانفرادي والاعتداء الجنسي.  أثار فيلم

 "Stone Cold Justice"

 استنكارا دوليا بشأن معاملة إسرائيل للأطفال في السجون الإسرائيلية، وانتقدت جماعات حقوق الإنسان "تل أبيب"  لعدم قيامها بأي شيء لخلق سياسة تحمي الأطفال الفلسطينيين من الاعتقال التعسفي والتعذيب.

 

منذ عقود غزة تناضل من أجل الحرية

 

 "الشعب الفلسطيني دُفن حياً"، الذي يلخص رجل واحد في فيلم الوثائقي المؤثر" غزة تناضل من أجل الحرية"..

Gaza Fights For Freedom - Directed by Abby Martin (2019)

للصحفية الامريكية آبي مارتن (مواليد 1984) نشأت في كاليفورنيا وتخرجت في العلوم السياسية. في عام 2010، أصبحت مراسلة لقناة أ أر تي أمريكا في واشنطن، قبل أن تستضيف برنامجها الخاص “Breaking the Set” (2013). في نفس العام شاركت في إخراج فيلمها الأول، 99%: الفيلم التعاوني لاحتلال وول ستريت..

 

وهذا الفيلم الوثائقي عن غزة يركز على مسيرة العودة الكبرى، وهي مظاهرة سلمية بدأها سكان غزة في مارس 2018 وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. بعد وقت قصير من بداية هذه المبادرة اللاعنفية، بدأ الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار والغاز على المتظاهرين، بما في ذلك النساء والأطفال والصحفيين والمسعفين.

"نريد أكثر من التعاطف. "نريد حقوقنا"، تقول الأم الحزينة لموظفة صحية شابة أصيبت برصاص قناص إسرائيلي أثناء محاولتها إنقاذ المتظاهرين المصابين مع فريقها المسعف. ومن أجل تحقيق العدالة، يحتاج المجتمع الدولي إلى معرفة الحقيقة بشأن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة. يحتوي هذا الفيلم على بعض صور العنف الوحشي والمصور ولكنه فيلم وثائقي يجب مشاهدته.

تم اختيار هذا الفيلم من قبل مادس جيلبرت، رئيس قسم طب الطوارئ في جامعة الأمم المتحدة والعامل المتضامن النشط في فلسطين منذ السبعينيات.

 

بعد هذه السياحة العابرة في أروقة المعرض، أستوقفنا مشهد نادر للغاية في مثل هذه التظاهرات في الغرب، حيث التفت كوكبة من الطلبة حول  شاب وهو يختتم شرح محطات و معاناة تاريخية عن أراضي فلسطين المسلوبة داعيا بالنصر لفلسطين، وشعب فلسطين، مبتهلا بقوله :

اللّهمّ إنّي أسألك النصر لأهل فلسطين الذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل، حتّى أقمت به دينك وأفلجت به حجتك، يا من هو ولي ذلك والقادر عليه.

 اللهم بقوتك، وبغوثك، وبغيرتك على حرماتك، وبحمايتك لمن احتمى بآياتك، نسألك يا الله يا سميع يا قريب، يا مجيب يا منتقم يا جبار، يا قهار يا شديد البطش، يا عظيم القهر يا من لا يعجزه قهر الجبابرة، ولا يعظم عليه هلاك المتمردين من الملوك والأكاسرة، أن تجعل كيد المحتلين في نحرهم، واجعل مكرهم عائدًا إليهم.

 اللهم اجعل للمرابطين النّصرة والعزّة والغلبة والقوة والهيبة في قلوب أعدائهم يا أكرم الأكرمين.

 اللهم احفظ المجاهدين في فلسطين، وردهم إلى أهلهم مردًا كريمًا آمنًا.

 اللهم انصر أهلنا في أرض فلسطين، وأيدهم بقوتك وعزتك وجبروتك.

 اللهم بارك جهاد شعب فلسطين، وأيدهم بجنودك ونصرك يا قوي يا كريم.

 اللهم انصر رجال و نساء في فلسطين، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم انتقم من أعدائهم، واقذف الرعب في قلوبهم وردّ كيدهم في نحورهم.

 اللهم انصر المرابطين المستضعفين من أهل فلسطين و قوي شكوتهم و أرجم شيطانهم و دك عودهم و أخذل من خذلهم .. يا عزيز يا جبار ، يا ربنا و رب السموات و الأرض!!.

 

لتفصيل أكثر، نعود لهذا الحدث الملهم في مقال  مطول مقبل بحول الله، مع شروح ضافية لبعض المشرفين على هذه التظاهرة العلمية التربوية التاريخية الإنسانية الواعدة  التي ستنتقل لجامعات اوروبية أخرى، و بالله التوفيق