يعيش عالم التسويق تحولات مستمرة وتغيرات سريعة في هذا العصر الرقمي، لهذا برزت استراتيجية البيع متعدد القنوات كواحدة من أهم الأساليب التي تسمح للشركات بالتطور وتحقيق الارباح وبناء علاقات قوية مع العملاء و الزبائن.

نزيهة سعودي 

لضمان نجاح البيع متعدد القنوات، يتعين أن تكون هناك أنظمة إدارة سلسلة التوريد متكاملة تضمن توحيد تفاصيل المنتجات والأسعار عبر مختلف القنوات، و دعم هذا النوع من التسويق بواسطة تحليلات دقيقة للعائد الاستثماري من كل قناة مختلفة، مما يساعد في تحديد مدى فعالية كل قناة في تلبية احتياجات العملاء وزيادة المبيعات.

شركة سلسبيل تعد واحدة من بين الحلول المتاحة في شركة "سيراسوفت"و هو حل برمجي سحابي للبيع متعدد القنوات يشرف عليه المدير التنفيذي للشركة  "إيقاش ياسين" الذي تواصلنا معه للحديث عن مشروعه الفريد من نوعه ليعطينا تفاصيل اخرى حول هذه الخدمة المميزة و الجديدة في السوق.

إنشاء منظومة موحدة لمراقبة المخزون و الأموال 

و بالمناسبة، أوضح إيقاش، أن الزبائن المهتمين بهذه الخدمة هم التجار الذين لديهم عدة شركات توزيع أو محلات، بحيث تعمل المؤسسة على فتح لهم منظومة موحدة تسمح لهم بمراقبة مخزونهم أو أموالهم، من خلال إنشاء موقع تجارة الكتروني مربوط مع المخازن الحقيقية و هي منظومة متكاملة تعمل مع بعضها أي "يفسر محدثنا قائلاً "عند انتهاء السلعة في المحل ينتهي أيضا في الموقع".

تقدم خدمة سلسبيل أيضاً تطبيق الوفاء لزبائن زبون الشركة يضيف له نقاط كلما يقتني منه أو يشتري عليه كما يقدم له هدايا، إضافة إلى ذلك يمكن للبائع إرسال أخبار حول منتوجات جديدة.

و في هذا السياق، و عن مساعي الشركة في مواكبة التطورات الحاصلة في العالم، تهدف خدمة سلسبيل لتسهيل و رقمنة أعمال التجار خاصة من لديهم عدة محلات بهدف مراقبة كل ما يحدث في مختلف محلات التاجر و كأنه حاضر في جميع محلاته كما يمكنه الإطلاع على إحصائيات و بيانات تسمح له بتطوير تجارته.

في حين، ذكر صاحب الخدمة، أن البرنامج السحابي منضوي تحت الوكالة الوطنية لترقية الحضائر التكنولوجية و تطويرها، مما يسمح له بالمشاركة كلما تتاح الفرصة للعرض في مثل هذه المعارض منها الطبعة الثانية لمعرض فينتاك، كما تقدم الشركة العديد من الخدمات ليتعرف الزبائن على المنصات المتاحة و تسهل عملية التواصل مع الشركاء أين يمكن ربط الخدمات مع بعضها البعض و عقد اتفاقيات تعطي إضافة المنصات.

من ناحية المبيعات، يقول ذات المسؤول "نسعى إلى توسيع فكرة المنصة ليصبح لدينا زبائن في مختلف أنحاء الوطن، حاليا تظم المنصة زبائن في كل من وهران و العاصمة و معسكر و سيدي بلعباس، كما تسعى للتوسع خارج الجزائر".

دمج الذكاء الاصطناعي لإرسال تقارير يومية للزبائن 

لدى أصحاب المنصة أهداف تقنية أخرى مثل دمج الذكاء الاصطناعي لإرسال تقارير يومية للزبائن المشتركين في الخدمة، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليلها و إرسال تقرير عبر الإيمايل يلخص اليوم، و في هذا الإطار يعمل أصحاب المؤسسة على إنشاء روبوت يمكن للزبون أن يتحاور معه حول مبيعاته.

خدمة سلسبيل تظم حوالي 25 زبون ما يعادل 65 متجر أو أكثر لأن كل زبون يحوي عدة متاجر، و هذا ما يساعد التاجر للعمل بحل من هذه الحلول، و في هذاالإطار يقول "اليوم الزبائن ليس لديهم ثقافة و إطلاع على البرامج السحابية و البرنامج كخدمة هي كلها أمور جديدة مع الوقت نعمل لإيصالها لكل التجار و الزبائن لتعم الفكرة".

من ناحية البرمجيات تضم المنصة حوالي 4 عاملين، و منذ أسبوع دخلت الخدمة في التوسع لتضم 6 شباب في مجال المبيعات كل حسب تخصصه، كما يسعون لتفح ورشة للتدريب على البرنامج تمكنهم من اكتساب الخبرة في هذا المجال أكثر و تحقيق فرص عمل أكبر.

و بخصوص ظروف تقدم و تطوير خدمة سلسبيل منذ انطلاقها في المبيعات منذ سنتين، فسر محدثنا أنها انطلقت مع زبون أولي كان لديه العديد من المتاجر و المبيعات، و على اعتبار أن صاحب الفكرة و شريكه أستاذين جامعيين في المدرسة العليا لتكنولوجيا الإعلام و الاتصال في وهران كانا يعملان عليه كمشروع جانبي إلى أن تطور و أصبح شركة رائدة في هذا المجال.

في ختام كلمته وجه نصيحة للشباب الجزائر حاملي الأفكار، مشيراً إلى ان الفكرة تبقى دائماً فكرة إذا لم يتم العمل عليها فمن الضروري تجسيدها، هذا الأمر الأساسي لإنشاء مؤسسة ناشئة إضافة إلى عدم التخلي من أول سقوط، معتبراً أن من يرى بأن الفكرة لوحدها تكفي لبناء مشروع هذا خطأ فأحيانا الفكرة لا يمكن تطبيقها لأن السوق لا يحتاجها حالياً لهذا وجب المحاولة و الإصرار و الفشل عدة مرات لإيجاد الفكرة المناسبة للوضع الاقتصادي في البلاد.