في إطار إبراز قدرات ومهارات خريجي التكوين المهني، أشرف كل من وزير التكوين والتعليم المهنيين، ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، اليوم الثلاثاء، على فعاليات الحفل الختامي للمسابقة الوطنية الأولى للابتكار في قطاع التكوين المهني"InnoVET"، وذلك على مستوى قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة.

 

شروق طالب

 

وفي كلمته بالمناسبة، أوضح وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين وليد، أن تنظيم المسابقة الوطنية الأولى للابتكار في قطاع التكوين المهني يندرج ضمن مسعى إبراز الطاقات الشبانية التي يحتضنها القطاع، والتي أثبتت قدرتها على الابتكار وإنجاز مشاريع تنموية نوعية، بإمكانها المساهمة في تقديم حلول محلية فعالة.
وأضاف الوزير أن هذه  الطبعة الأولى من  المسابقة شهدت مشاركة أكثر من 300 صاحب مشروع، تم انتقاء 27 مشروعاً منها لبلوغ المرحلة النهائية، موزعة على تسعة مجالات واعدة، من بينها الذكاء الاصطناعي، الروبوتيك، والزراعة الذكية.
وأشار ذات المسؤول إلى أن الهدف الرئيسي من المسابقة هو دعم الشباب المبدع ومرافقتهم في مسار الإدماج في عالم المقاولاتية، من خلال التكوين المتخصص والدعم التقني واللوجستيكي، منوها بان  المشاركون استفادوا من تأطير نوعي ومرافقة عبر مسرّعات الأعمال، بالتعاون مع وزارة اقتصاد المعرفة، من أجل تحويل أفكارهم إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق.

وأشاد الوزير بالجهود التي بذلتها لجنة التحكيم، المتكونة من خبراء وإطارات من القطاعين التكويني والاقتصادي، والتي قامت بعملية تقييم دقيقة للمشاريع، مع مراعاة جودة الابتكار وقابلية التجسيد في السوق.
كما ثمن أداء بعض معاهد ومراكز التكوين التي تميزت بعدد كبير من المشاركات، معتبراً ذلك مؤشراً إيجابياً على فعالية التأطير بها،

وأشار إلى أن هذه التظاهرة دليل ملموس على أهمية التكوين المهني، الذي لم يعد يُنظر إليه كمسار بديل، بل كخيار استراتيجي لتحقيق النجاح، والمساهمة الفعلية في بناء اقتصاد قائم على المهارة، المبادرة، والمقاولاتية.

وختم الوزير كلمته بالتأكيد على أن هذه الطبعة  ستكون تقليداً سنوياً، موجهاً شكره لكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، ومعبراً عن أمله في أن يكون أولياء المتربصين فخورين بأبنائهم، الذين يمثلون مستقبلاً واعداً لاقتصاد وطني قائم على الكفاءة والمقاولاتية.

وزير اقتصاد المعرفة يؤكد دعمه لأصحاب المشاريع

وفي هذا الشأن، صرح وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، أن الطبعة الأولى عرفت اهتمامًا كبيرًا من طرف خريجي المعاهد، وهو ما تجلى في مشاركة مشاريع مبتكرة تتميز بنماذج منجزة وكفاءات عالية، والذي  يعكس فعالية الوسائل والاستراتيجيات التي يعتمدها القطاع المهني.

وأضاف واضح, أن مسؤولية قطاع اقتصاد المعرفة تتمثل في مرافقة هذه المشاريع التي بلغت المرحلة النهائية، والعمل على تطويرها لتصبح مؤسسات حقيقية تسهم في إيجاد حلولا مبتكرة وخلق مناصب شغل.
كما أكد على ضرورة تعميم هذه المبادرات والمسابقات على كافة الشباب في مختلف ولايات الوطن، من أجل توسيع المشاركة وتحفيز روح الريادة والابتكار.
كما شدد الوزير على التزام القطاع بتمكين الشباب من جميع الآليات القانونية والتحفيزية التي تساعدهم على إنشاء مؤسسات ناشئة ومصغرة، في إطار اقتصاد مبني على المعرفة والابتكار.

 

359 مشارك من مختلف ولايات الوطن

من جهتها، قدّمت كاميليا سرباح، مديرة الدراسات بوزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، عرضاً مفصلاً حول مراحل تنظيم المسابقة الوطنية الأولى للابتكار في قطاع التكوين المهني، مشيرة إلى أن التسجيلات انطلقت يوم 30 أفريل 2025 عبر المنصة الرقمية الرسمية للمسابقة: www.innovet.dz، حيث تم استقبال 359 طلب مشاركة من مختلف ولايات الوطن.

وأضافت أن عملية الانتقاء الأولي للمرشحين النهائيين جرت بتاريخ 25 جوان 2025 من طرف لجنة تحكيم مختصة، والتي اختارت 27 مشروعاً نهائياً يمثلون 9 مجالات ابتكارية، وذلك وفقاً لخمسة معايير دقيقة، على غرار  الشخصية المبتكرة والأصالة، الجدوى الفنية والاقتصادية للمشروع، إمكانات التطوير والتأثير على المحيط، جودة العرض وإتقان تقديم الفكرة، وتشكيل فريق محترف ومؤهل.

وفيما يخص التوزيع الجغرافي للمشاركات، كشفت المتحدثة أن ولاية بومرداس تصدرت الترتيب بـ 49 مشاركاً، تلتها كل من الجزائر العاصمة، تيبازة، مستغانم وتبسة بـ 25 مشروعاً لكل ولاية، في حين جاءت ولاية سطيف في المرتبة الثالثة بـ 20 مشروعاً.
أما من حيث التخصصات، فتصدر مجال الخدمات الإلكترونية قائمة المشاركات بنسبة 23%، يليه مجال التكنولوجيا الزراعية بنسبة 18%، ما يعكس توجه المتربصين نحو القطاعات الواعدة والمرتبطة باحتياجات السوق الوطنية.

هذا وشهد الحفل الختامي لمسابقة "InnoVET"، تنظيم عروض تقديمية من قبل أصحاب المشاريع المتأهلة، حيث قاموا بعرض أفكارهم أمام لجنة التحكيم، وذلك للانتقاء النهائي للفائزين.