174

0

حزيران يتطهر من نكسته

 

 

بقلم الأسيرة المحررة : دعاء الجيوسي 

 

صبيحة الثالث من حزيران وقبل أيام من حلول ذكرى النكسة وفي سيناء أرض الطور والعبور أعطى واحد من خير أجناد الأرض للشهر الكئيب لوناً آخر غير ألوان الهزيمة. جندي من أولئك الذين غني لهم الشيخ إمام رائعته ( عبد الودود ) قرر أن له دور آخر في إطار المعركة القومية وأن دماء رفاق سلاحه التي ساحت على أرض سيناء وأثمرت نصراً ستثمر إنتصارات أخرى.

جندي واحد ببندقية كلاشينكوف وبضع مخازن ذخيرة أوقف دولة بأكملها على رؤوس أصابعها وألقم مخابراتها وإعلامها حجراً وعند قدميه ركع جنرالاتها الذين تقاذفوا الإتهامات فيما بينهم. لم يُفصح عن إسم الجندي بعد وأتمنى ألا يُفصح فالقمر الذي نعرف كان إلها معبوداً ومحط قلوب العشاق عندما كان بعيداً وعندما هتكت أستاره وكشفت أسراره بات جسماً فضائياً معتماً لا معناً له....ونحن نريد لبطلنا أن يظل مجهولاً لتتخيل كل عاشقة من بنات أمتنا أن حبيبها هو البطل....وليعتقد كل الأباء أن أولادهم هم قمر سيناء.... ولسيناء التي ظلمناها كثيراً وألصقنا بها تهم التخلي والخذلان وأنها أرض خلقت لتشهد ضياع الأنبياء وذهابهم للقتال وحدهم أن تتسائل هل حقاً ما قاله عنها نزار قباني بأنها شهدت تخلينا عن جمال الأمة وتركه في قعرها يقاتل وحده.... إن سيناء أرض البرزخ الإعجازية في وقوعها بين قارتين وبحرين  تكتب اليوم للأمة وعدوها فصلاً جديداً وتعلق على شاطئ الفيروز جرساً كبيراً يوقظ من نام منا أو تخاذل ليفهم معنى الدم على ترابها ومغزاه ولتؤكد صواب ما تقوله أمي والناصريون القدامى أبناء جيلها الذين يعتقدون حد الإيمان أن بلاد النيل يوم تفيض سوف تكنس المحتلين ومشروعهم عن كامل التراب العربي.... وسيناء بجرسها تقلع عين المحتلين لتتركهم على شاكلة مسخهم المنتظر بعين واحدة وذهن يجب أن يعمل كثيراً ويتسائل إن كانت بندقية حلوان واحدة ضربت مشروعهم في مقتل فماذا يفعل  زحف البنادق حين يسيل من أسوان حتى البحر . ثم أين كل الصلف الذي خبرناه في عدونا الذي صمت طويلاً ثم إنتظر بيان الجيش المصري فقرأه وبلع لسانه ولم يهدد أو يتوعد وحتى لم يُعلق.... إن لسيناء وبطلها في أعناقنا أمانة يبدأ الوفاء بها بالسؤال:

 

 من أين جاءت بنت السماء

هل هي زوجة أيوب كي تكيد لضفائرها النساء...

هل بحرها من دمع يعقوب جاء....

هل جريمتها أن الشمس سجدت لحسنها

أم أن النجوم بنات حزنها...

ثم من أين أتت بفيروز عينيها

ومن ذا الذي قاد البحر لقدميها

أعيدوا لسيناء خديها

حرروا من السجن مقلتيها

وأعطوا كل صحاريكم سكاكين

وأعرضوها عليها

سوف تنتحر المدن وتقطع الصحاري يديها

وتفوز سيناء بقلب إمرأة العزيز وجنتيها

ثم تنتحر كل أصنامكم في المعابد

ليموت فينا الشك 

وتحط الأقمار بدير كاترين

لتهمس لصحرائنا هذا تأويل رؤياك بالحق

هذا تأويل رؤياك بالحق.

 

 

 


 

وليد دقة يصارع الوقت

 

تقرير: مها الشيخ

 

مع مرور الوقت تتضاءل إمكانية علاج الأسير المصاب بالسرطان وليد دقة (62 عاما)، قبل عامين من الإفراج عنه بعد أن أضافت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على حكمه عامين إضافيين ليصبح (39 عاما)، أمضى منها (37 عاما). تدهور الوضع الصحي للأسير وليد دقة منذ شهر آذار/ مارس الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر من موعد تحرره السابق، نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد، إلى جانب إصابته بسرطان التليف النقوي في 18 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، والذي تطور عن سرطان الدم الذي شُخص قبل نحو عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي. وعن ذلك، قالت زوجة الأسير وليد دقة، سناء، إن إدارة سجون الاحتلال أعادت دقة يوم الخميس الماضي إلى "عيادة سجن الرملة"، التي لا تستوفي لأدنى الشروط الأساسية للعلاج، رغم وضعه الصحي الرئوي والقلبي المعقد، حيث لديه قصور في القلب، أدت إلى ضعف عضلته، مع العلم أن هذه التنقلات بين مستشفى "أساف هروفيه"، و"عيادة سجن الرملة" تفاقم من الوضع الصحي الخطير لدقة. في شهر نيسان/ أبريل الماضي، خضع الأسير دقة لعملية جراحية جرى استئصال جزء من رئته اليمنى، ثم جرى نقله إلى "عيادة سجن الرملة"، وفي 22 مايو/أيار تعرض لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى "أساف هاروفيه"، جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال، وذلك بسبب الاختناق التنفسي الشديد جدا، والتلوث، وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة، بسبب قصور ملحوظ في عضلة القلب، وبعد ثلاثة أيام أعادت سلطة السجون الأسير دقة إلى "عيادة سجن الرملة"، مما تسبب له بتدهور جديد، ونقل مجددا إلى مستشفى "أساف هاروفيه"، ثم أعيد إلى الرملة. بالنسبة للمسار القانوني للأسير دقة، وضحت سناء أن العائلة كانت تسعى للذهاب للجنة العادية للنظر في قضية دقة، لأنها تعطي هامش مناورة قضائي وقانوني أفضل بكثير من لجنة المؤبدات، لكن سلطات الاحتلال رفضت النظر للقضية في اللجنة العادية، وأحالتها للجنة المؤبدات، على أساس أن ينظر لقضية وليد وكأنها استمرار لحكمه المؤبد الأول (37 عاما)، بالرغم من أن هذا الحكم انتهي في آذار/ مارس الماضي قبل أن يضاف لحكمه عامان إضافيان، مشيرة إلى أن بت لجنة المؤبدات في قضيته تجعل من احتمالات الإفراج عنه قريبة من الصفر. "رفضنا الاحتكام للجنة المؤبدات، في محاولة لاستنفاد الإجراءات كافة أمامها، لأن الهيئات القضائية وما تسمى "بالمحكمة العليا" ستعيدنا للجنة المؤبدات، ونحن مدركون أن قضية وليد ستبت فقط داخل الهيئات العليا وما يسمى "بالمحكمة العليا الإسرائيلية"، تتابع سناء واصفة ذلك بالمعركة القانونية رغم احتمالاتها الضعيفة، ولكنها حريصة على عدم توفير أي جهد أو فرصة من أجل الضغط لإبطال الحكم الإضافي وإطلاق سراح وليد. يُشار إلى أن دقة أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم 24 أسيرا، حيث اعتقل في 25 من آذار/ مارس 1986، وارتبط عام 1999 بزوجته سناء سلامة، وفي شباط 2020، رزق وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة. ويبلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال أكثر من 700 أسير، ممن شخصت حالتهم الصحية فقط، منهم (24) أسيرا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات متفاوتة أبرزهم حالة الأسير القائد وليد دقة، والمعتقل عاصف الرفاعي، وتعتبر حالتهما الصحية اليوم أصعب الحالات من بين الأسرى المرضى، وفقا لنادي الأسير الفلسطيني. ومنذ عام 1967، استشهد (237) أسيرا كان من بينهم (76) أسيرا استشهدوا نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد، آخرهم الشهيد خضر عدنان، وقبله استشهد الأسيران أحمد أبو علي وناصر أبو حميد. وتشكل "عيادة سجن الرملة" الذي يطلق عليها الأسرى "بالمسلخ" شاهدا على الموت اليومي الذي يعيشونه، ويقبع فيها (17) أسيرا مريضا في ظروف مأساوية من بينهم الأسير وليد دقة.

 


 

اللواء أبو بكر: "الوضع الصحي للأسير وليد دقة يستدعي تكثيف الجهود للإفراج عنه وإنقاذ حياته

 

حذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، من خطورة الوضع الصحي للأسير المصاب بالسرطان وليد دقة، مشددا على أن وضعه يستدعي تكثيف الجهود للإفراج عنه وإنقاذ حياته. وأضاف أبو بكر، أنه تم الإعلان عن حاجة الأسير دقة إلى زراعة نخاع شوكي، إذ تبرع له الأسير البطل زكريا الزبيدي من داخل الأسر، وكذلك إخوته وأشقاؤه في الخارج، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاهلت الأمر ولم تفعل شيئاً. وأشار إلى أن وضعه الصحي تطور بانتشار مرض السرطان إلى الرئتين، حيث أصبح غير قادر على التنفس، ما استدعى إدخاله إلى عملية جراحية واستئصال جزء من رئته اليمنى، وهو حالياً يعيش على الأوكسجين والتنفس الاصطناعي. ولفت أبو بكر إلى سعي هيئة شؤون الأسرى من خلال الرئاسة وأعلى المستويات والدول الإقليمية إلى التدخل العاجل من أجل الضغط على السلطات الإسرائيلية لإطلاق سراح الأسير وليد دقة ومعالجته في مستشفياتنا أو في الخارج أين ما يستدعي الأمر. وشدد على أن سلطات الاحتلال حتى الآن لم تستجب، مردفاً: "واضح أن إسرائيل تستهدف إعدام الأسير دقة كما حصل مع من سبقه".ونوّه إلى أن وليد دقة أنهى حكمه البالغ (37 عاماً)، لكن الاحتلال أصدر بحقه حكماً جديداً مدته سنتان، ليصبح 39 عاماً بتهمة تهريب هواتف خلوية. وأكد أبو بكر أن العمل جارٍ مع وزارة الخارجية لتوثيق الجرائم الإسرائيلية، وتقديمها إلى محكمة الجنائية، لافتاً إلى أن هناك 13 شهيداً داخل السجون ما زال الاحتلال يحتفظ بجثامينهم، بالإضافة إلى المئات من الشهداء في المقابر الرقمية، جميعها سيتم تقديمها إلى محكمة الجنايات الدولية.

 


 

المعتقلون الإداريون يقررون 18 حزيران الجاري موعدا للشروع بالإضراب المفتوح عن الطعام

 

أعلنت لجنة الأسرى الإداريين أن الثامن عشر من شهر حزيران الجاري، الموافق ليوم الأحد، سيكون الموعد الرسمي للشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام، تحت عنوان "ثورة حرية- انتفاضة الإداريين"، رفضا لجريمة الاعتقال الإداري.

وقالت اللجنة، في بيان صادر عنها، اليوم الإثنين، "سنشرع كأسرى إداريين بمشروع وطني متكامل لمناهضة الاعتقال الإداري، يشترك ويتفاعل فيه جميع الأسرى الإداريون من كافة أطياف الحركة الأسيرة تحت مظلة العلم الفلسطيني، ويشمل المشروع كافة الأدوات النضالية وعلى رأسها الإضراب المفتوح عن الطعام ومقاطعة المحاكم المستمرة منذ أيلول الماضي والبرامج النضالية المساندة لنضالات الأسرى الإداريين في مشروعهم".وشددت على أن مطلب الأسرى الإداريين الرئيسي هو إنهاء الاعتقال الإداري وإلزام دولة الاحتلال باحترام القانون الدولي الإنساني، داعية أبناء شعبنا والفصائل ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني كافة، إلى مزيد من الفعاليات المساندة لقضية الأسرى الإداريين وإضرابهم. وكانت لجنة الأسرى الإداريين، المنبثقة عن لجنة الطوارئ العليا، أكدت مواصلة الخطوات النضالية، بعد فشل الحوار مع إدارة سجون الاحتلال. وبينت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان لها، اليوم، أن الاجتماع الذي شاركت فيه اللجنة التي تمثل الفصائل كافة، عرضت مطالبها أمام استخبارات وإدارة سجون الاحتلال، والمتمثلة بوقف الاعتقالات الإدارية وتجديدها العبثي، والإفراج عن الأسير المريض المفكر وليد دقة، وإنهاء العقوبات بحق أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وإنهاء عزل الأسيرات في "الرملة"، ووقف كل أشكال التصعيد والانتهاكات. وأضافت الهيئة أن رد استخبارات وإدارة سجون الاحتلال كان سلبيا، حيث تم استخدام سياسة التهديد والوعيد أمام اللجنة ورفض مطالبها، ما حوّل الاجتماع إلى حالة من التوتر والغليان. وحمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إدارة سجون الاحتلال واستخباراته المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأوضاع داخل السجون والمعتقلات، معربةً عن قلقها من وجود نوايا انتقامية تمارس بحق الأسرى خلال الفترة المقبلة.

 


 

مركز فلسطين :الأسير وليد دقة قد يلقى مصير الشهيد الأسير ناصر أبو حميد

 

اتهم مركز فلسطين لدراسات الأسرى سلطات الاحتلال بممارسة جريمة قتل بطيء متعمدة بحق الأسير "وليد دقة" 62 عاماً مشيراً الى ان ما يجرى معه مشابه تماما لما جرى مع الأسير الشهيد ناصر ابوحميد والذي استشهد نتيجة اصابته مرض السرطان. وقال مركز فلسطين ان استشهاد الأسير أبو حميد كان جريمة مكتملة الأركان وعملية اغتيال متعمدة ومباشرة حيث أهمل علاجه لسنوات الأمر الذي أدى الى تردي وضعه الصحي بشكل خطير جداً وتغلغل مرض السرطان في جسده، وفي نفس الوقت رفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي نظراً لخطورة حالته، إلى ان ارتقى شهيداً في مستشفى "اساف هروفيه" في ديسمبر العام الماضي.

وأضاف مركز فلسطين ان هذا السيناريو بكل تفاصيله يجرى حالياً مع الأسير وليد دقة والذى تعرض لجريمة الإهمال الطبي الى ان تبين اصابته بسرطان نادر يصيب نخاع العظم، ولم يتلقى علاج مناسب وترك للموت البطيء في مشفى الرملة، ويتعنت الاحتلال في إطلاق سراحه مما ينذر بتعرضه لنفس مصير الشهيد ابوحميد . وأشار مركز فلسطين الا ان ما يؤكد هذا السيناريو تصريحات المتطرف بن غفير بمحاسبة من سمح فقط بعقد جلسة لمناقشة طلب المحامين بالإفراج عنه نظرا لخطورة حالته، مما يشير الى وجود نيه مُبيتة لدى الاحتلال بإعدامه تحت نظر وسمع العالم بأسره، والذى لم يحرك ساكناً لاستشهاد الأسير ابوحميد ومن خلفه الشيخ خضر عدنان الذى تعرض لعملية اغتيال واضحة.  واستهجن الباحث رياض الأشقر مدير المركز الصمت المريب الذي يلف قضية الأسير "وليد دقة" الذي يموت كل دقيقة في سجون الاحتلال، وحالته الصحية في تراجع على مدار الساعة وقد أصيب بانتكاسة خلال الأيام الماضية نتيجة الاستهتار بحياته بعد عملية الاستئصال لجزء في رئته اليمنى حيث أصيب بالتلوث وضيق واختناق في التنفس ونقل للعناية المشددة. وأوضح الأشقر ان الأسير دقة أنهي منذ شهور محكوميته البالغة 37 عاماً، ولا زال الاحتلال يحتجزه لعامين إضافيين في قضية مفبركة تتعلق بإدخال هواتف نقالة للسجن، مما يشير الى نية الاحتلال ابقاءه في الاسر لقتله قبل ان يتحرر. وطالب الأشقر العالم الحر الذي لا يزال يتحدث عن حقوق الانسان والعدالة ان ينتصر لتلك الشعارات وان يتخذ خطوات عملية للضغط على الاحتلال لإنقاذ حياة الأسير وليد دقة وإطلاق سراحه بشكل فورى حتى لا يلاقي مصير من سبقه من شهداء الحركة الأسيرة.

 

 

 


 

 

مؤشرات خطيرة حول تصاعد استخدام الاعتقال الإداري

 

طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الثلاثاء، المؤسسات الحقوقية والإنسانية، التدخل الفوري وممارسة نفوذها وعلاقاتها، للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، لوقف سياسة الاعتقال الإداري، التي أصبحت سيفاً مسلطاً على ركاب كافة أبناء الشعب الفلسطيني.

وكشفت الهيئة عن أحدث البيانات المتعلقة بهذه السياسة، واستخدامها المفرط من بداية العام الحالي، حيث شهد شهر أيار المنصرم إصدار 302 قراراً ادارياً، منها 130 أمر إداري جديد و172 أمر تمديد، وفي الوقت ذاته فإن عدد المفرج عنهم والمعتقلين بفعل قرارات الإداري لم يتجاوزوا العشرين معتقلاً، وهذا مؤشر على أن عدد المعتقلين الإداريين في تصاعد سريع ومخيف. وبينت أن العدد الإجمالي لقرارات الاعتقال الإداري خلال الشهور الخمسة الماضية من العام الحالي 2023 (قرارات جديدة وأوامر تجديد) بلغ 1302 قراراً، الأمر الذي رفع عدد المعتقلين الإداريين بشكل عام إلى قرابة 1200 معتقلاً. وأكدت الهيئة أن استخدام سياسة الاعتقال الإداري بهذا الشكل وبهذا النهج، يأتي تنفيذاً لتعليمات الحكومة اليمينية المتطرفة، وهي تكريس لمطالب الوزير المتطرف إيتامار بن غفير، والذي صرح على أن ملاحقة الأسرى المحررين من أهم مهامه، ولذلك فإن ما يقارب %90 من المعتقلين الإداريين، هم أسرى محررين أمضوا فترات متباينة في سجون الاحتلال. وشددت الهيئة على أن المرحلة القادمة صعبة وخطيرة، حيث يستعد المعتقلين الإداريين لخوض معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، ومواجهة سياسة العقاب الجماعي الذين يدفعون ثمنها هم وأسرهم، حيث أن مطالبهم في هذا الاتجاه واضحة، وهو التوقف عن استخدام هذه السياسة، التي باتت تهدد كافة أبناء الشعب الفلسطيني بكل فئاته.

 

 

 


 

 

ما يكتبه .. أسرانا!

 

بقلم:  حسن حميد

 

كنت، ولم أزل، على يقيني بأن فن السيرة، هو من أهم أجناس الأدب، سواء أكانت السيرة ذاتية يكتبها صاحبها، أو سيرة غيرية يكتبها غيره، ذلك لأن السيرة هي المشيمة الأصل لكل أجناس الأدب التي تذهب إليها النفوس كيما ترتوي من معانيها وأحداثها وروح الأمكنة التي تجول فيها. وإذا كان فن السيرة مهما وذا خطورة فنية في جميع أنحاء الدنيا، فإنه فن مهم وذو خطورة فنية شديدة الخصوبة والغنى في بلادنا الفلسطينية العزيزة، ذلك لأن الرواية الفلسطينية، أو قل السردية الفلسطينية، وما يؤمن به الفلسطينيون، صغارا وكبارا، من قناعات وتواريخ وأحداث وحادثات، إنما تعود مرجعيته إلى السيرة، حتى لتبدو حياة الفلسطينيين كلها مركوزة على السيرة، سيرة المكان وما طالته اليد الإسرائيلية الآثمة من تغييرات، وتحويرات، وهدم، وقضم للبيوت في القرى والمدن والمخيمات، واقصاء للغابات والضفاف والشطوط، ومحو للطرقات والتلال والحقول، وإغلاق للأسواق والجهات والمؤسسات، وتخريب للتكايا، والزوايا والمدارس والمراكز التعليمية، وتهويد للأسماء والأمكنة، وردم للينابيع والغدران والأقنية، وتجفيف للبحيرات، والسواقي..إلخ، كل هذا لا يمكن الإحاطة به إلا من خلال فن السيرة المروية، والمتناقلة من ذات إلى ذات، ومن صدر إلى صدر، ومن بيت إلى بيت، ومن جهة مكانية إلى جهة مكانية أخرى، فعبر السردية الفلسطينية المحمولة على كف السيرة نواجه سيرة العدو الإسرائيلي الذي يعمل جاهدا للترويج لها في كل مكان وحين ومنبر. وتبدو خطورة فن السيرة بنوعيها: الذاتي والغيري، من خلال ما نطلع عليه من كتابات وحكايات، باتت اليوم مسطورة، بعد أن كانت مشفوهة، يكتبها اليوم أسرانا البواسل في جميع المعتقلات والسجون الإسرائيلية، لأنهم بكتابة السيرة الذاتية والغيرية معا يكتبون صلف هذا العدو العنصري المتوحش الذي يريد أن يجعل من سجونه ومعتقلاته هاديسا إسرائيليا، لا يدخلها أو يعيش فيها سوى من اختار "طريق الموت"، وطريق الموت في عرف الإسرائيلي هو الطريق الذي يمشي فيه الفلسطينيون المقاومون من أجل اقتلاع الإسرائيلي من الأرض الفلسطينية، وتفكيك روايته، وبيان زيفها وكذبها، وافتقارها إلى أي شكل من أشكال المصداقية، وهذا الطريق (الذي يسميه الإسرائيلي بطريق الموت) هو الطريق الأقصر إلى دحر الاحتلال وجعله في عداد المنسيات هو وثقافة الاحتلال، شأنه في ذلك شأن الاحتلالات التي عرفتها البشرية، لأن لا خاتمة منطقية للاحتلال سوى هزيمته وكنس آثاره.

ما يكتبه أسرانا في معتقلاتهم هو أمر مذهل وخارقي بكل المقاييس، فهو اجتراح لمعجزة اسمها معجزة الحياة داخل (الهاديس الإسرائيلي)، ومن بعد الحديث عن هذه الحياة المغموسة بالآلام والدماء والقهر والأمراض والقلق والأسئلة، والأهم والمنار، هو أن الأمل يطفح من هذه الكتابة، وأن العافية الوطنية تشع منها، وأن الخلاص من عنصرية الاحتلال والتحرر من قيوده، وعشق الحرية، والقناعة بصوابية الدرب والفعل معا، هي المعاني الأكثر ترددا وجولانا بين الصفحات التي كتبها، ويكتبها،أسرانا بحبر الجبروت الفلسطيني،  والصبر الخرافي رغم كل الجروح والتنكيل والعزل الانفرادي والسعي الوحشي لقتل النفوس وتدميرها، والأخطر (بالمعنى الإيجابي) الذي يجعل أفعال الأسرى الكتابية فذاذة نادرة، هي أنهم يكتبون بعد أن صدرت بحقهم أحكام بسجنهم مدى الحياة، فقد ظن الإسرائيلي بأن مثل هذه الأحكام ستقضي على عزيمة الأسير وتدمره، بل إن بعضهم حكم بأكثر من مؤبد واحد، ومدة المؤبد الإسرائيلي  الواحد هي 99 سنة، ظنا منه بأن الفلسطيني سيعيش أكثر من 99 سنة، وإن عاشها وخرج سيعود مرة أخرى إلى  مواجهته ودحض سرديته وكشف ما فيها زيف وكذب وتلفيق! فن السيرة الذاتية والغيرية، مهم في جغرافيات العالم كلها، ولكنه أكثر أهمية في بلادنا الفلسطينية العزيزة لأنه يؤرخ لعنصرية الاحتلال الإسرائيلي، وتوحشه وتعطشه للدماء والبطش، مثلما يؤرخ لأفعال الفلسطينيين الذين يتوارثون عشق البلاد والدفاع عنها جيلا بعد جيل، ولهذا فإنه الفن الأدبي الأكثر جمالا ووضوحا كونه  يوطد أركان السردية الفلسطينية بالشواهد والوقائع الحية وهي تتحدث عن المكان والتاريخ والاجتماع والمواجهات المستمرة مع عدو شرس، منذ مئة عام وأزيد.. من أجل أن تصفو الحياة، وتسطع شمس الحق!!

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services