167

0

حين يفشل الخصوم تستهدف الجزائر و تصبح الإشاعة سلاحاً

قراءة في بيان وزارة الدفاع الوطني

بقلم : ضياء الدين سعداوي

ليست الحملات الإعلامية المضللة ضد الجزائر وليدة الصدفة ولا هي نتاج “سبق صحفي” عابر بل تندرج ضمن سياق إقليمي ودولي بالغ التعقيد تستعمل فيه الإشاعة كسلاح ناعم لضرب الدول التي ما تزال متمسكة بإستقلال قرارها وسيادتها، من هذا المنطلق يأتي بيان وزارة الدفاع الوطني ليضع النقاط على الحروف ويفضح مرة أخرى محاولات يائسة للنيل من سمعة الجيش الوطني الشعبي وتشويه صورة الجزائر عبر ترويج روايات مفبركة حول “وحدات مرتزقة” و”عمليات سرية” في منطقة الساحل.

اللافت في هذه المزاعم ليس فقط زيفها بل توقيتها وأهدافها، فالجزائر اليوم تلعب دوراً محورياً في معادلة الساحل سياسياً ودبلوماسياً وأمنياً وتعد من آخر الدول في المنطقة التي ما تزال ترفض منطق الفوضى والإرتزاق وتصر على الحلول السلمية واحترام سيادة الدول، هذا الموقف المبدئي لا يروق لكثير من الأطراف التي اعتادت الإستثمار في الأزمات وتحويل النزاعات إلى سوق مفتوحة للسلاح والمرتزقة.

بيان وزارة الدفاع لم يكتف بالتكذيب بل أعاد التذكير بثوابت الدولة الجزائرية وفي مقدمتها أن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني يتحرك حصراً ضمن إطار الدستور وقوانين الجمهورية وينسجم تماماً مع سياسة خارجية قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وهي رسالة موجهة للخارج بقدر ما هي طمأنة للداخل في زمن تخلط فيه الأوراق عمداً بين الجيوش الوطنية والتنظيمات العابرة للحدود.

وفي العمق تكشف هذه الحملة الإعلامية عن مأزق خصوم الجزائر أكثر مما تكشف عن أي “فضيحة” مزعومة، فحين تعجز بعض الدوائر عن مجاراة الجزائر دبلوماسياً أو عن إرباكها ميدانياً تلجأ إلى سلاح التشويه وصناعة الأكاذيب مستعينة بمنصات إعلامية لا تحمل من المهنة سوى الإسم، غير أن الرهان على تضليل الرأي العام بات خاسراً، في ظل وعي متزايد بخلفيات هذه السرديات وأجنداتها الخفية.

أما في ملف الإرهاب الذي تحاول بعض الأصوات المأجورة استغلاله للمزايدة فإن الجزائر لا تحتاج إلى شهادات حسن سلوك من أحد ،تاريخها القريب يشهد بأنها دفعت ثمناً باهظاً في مواجهة الإرهاب وخاضت حرباً حقيقية ضده عندما كان كثيرون يلتزمون الصمت أو يمارسون التواطؤ، ومن رحم تلك التجربة المريرة صاغت الجزائر مقاربة أمنية متكاملة تقدم اليوم كخبرة يستفاد منها لا كاتهام يرمى به.

إن بيان وزارة الدفاع الوطني في جوهره ليس مجرد رد على إشاعة بل هو تثبيت لرواية الدولة في مواجهة فوضى الأخبار الزائفة وتأكيد على أن الجزائر رغم كل الاستهداف ستظل رقماً صعباً في معادلة الساحل وشريكاً موثوقاً في تعزيز الأمن والسلم وخصماً عنيداً لكل من يحاول العبث باستقرارها أو النيل من مؤسساتها.

وفي زمن تتكاثر فيه “السيناريوهات السيئة الإخراج” يبقى الثابت الوحيد أن الدول التي تحترم نفسها لا تنجر إلى المستنقع بل تواجه الكذب بالحقيقة والضجيج بالثبات وهو ما اختارت الجزائر أن تفعله مرة أخرى.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services