298
0
حمزاوي " الكشافة تسعى لترسيخ الذاكرة الوطنية و تطمح لبلوغ 500 ألف منخرط نهاية 2027"
القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية في حوار خاص لجريدة بركة نيوز
تعتبر الكشافة الإسلامية الجزائرية شعلة لتفجير الثورة التحريرية ونبراس لبعث الروح الوطنية، في هذا الصدد جمعنا لقاء مع القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية عبد الرحمان حمزاوي، للحديث عن دور الكشافة في الحفاظ على مكاسب الاستقلال والانجازات المحققة من خلال نشاطاتها وبرامجها الرامية لترسيخ المبادئ الوطنية لدى الشباب،لاسيما تشجيعهم على التكيف مع متطلبات العصر في مجال الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة.
حاورته : نزيهة سعودي
عبد الرحمان حمزاوي القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية منذ 2019 إلى يومنا هذا، تقلدت مناصب عديدة في الكشافة و أشرفت على ندوات و مؤتمرات هامة، لو تحدثنا أكثر عن مسارك الكشفي المفعم بالحيوية والمثابرة ؟
اليوم وأنا على رأس هذه المنظمة التي زكيت فيها للعهدة الثانية في المؤتمر الأخير كقائد عام للكشافة الإسلامية الجزائرية، بعدما كانت العهدة الأولى بداية 2019 و الثانية في 2023، هذا التكليف جاء بعد مسيرة طويلة في هذه المدرسة التي تدرجت فيها منذ أن كنت شبل في الكشافة الإسلامية الجزائرية وكنت مثل أي منتسب لها تلقيت معارفي الأولية و تكوين في مختلف المجالات، أيقنت أن أهم شيء في الحركة الكشفية هو تكوين شخصية متكاملة و متوازنة متشبعة بالقيم والمبادرة التي من خلالها يؤدي الفرد دوره في الحياة بصفة عامة.
انطلقت في الكشافة كقائد فوج سنة 2000، بعدها أديت مهام كبيرة في الفوج الذي اسسته مع مجموعة من القادة وكانت لي تجربة على المستوى الولائي ودور في لجنة التدريب الولائية، و كانت لي مشاركات في ولايتي ولاية باتنة ثم انتقلت إلى العديد من ولايات الوطن في إطار تأطير الدورات التدريبية.
بعدها كنت عضو في المجلس الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية باعتبارها أول مهمة لي على مستوى تنظيم الكشافة بعدها محافظ ولائي لولاية باتنة اكتسبت منها تجربة الإدارة و تسيير هياكل المنظمة.
سنة 2015 تم اختياري كنائب للقائد العام للمنظمة تقلدت أدوار كثيرة خاصة و أن هذه المهمة جعلتني أقوم بالعديد من المهام و المسؤوليات وإدارة ملتقيات وطنية و تحمل مسؤوليات على المستوى الدولي برئاسة وفود دولية.
هذه كانت حصيلة التجربة و انتهت بأن تم انتخابي و تزكيتي كقائد عام سنة 2019ثم إعادة تجديد هذه المهمة سنة 2023.
الكشافة الإسلامية الجزائرية جمعية تربوية إنسانية و مستقلة ذات منفعة عمومية، تأسست من طرف الشهيد محمد بوراس هدفها تنمية الشباب ثقافيا و بدنيا، هل يمكن إعطائنا لمحة وجيزة حول المنظمة و دورها ؟
الكشافة هي حركة عالمية تم تأسيسها سنة 1907 لتنتشر في كل بلدان العالم، و الجزائر كانت تحت الاستعمار الفرنسي، فدخلت الحركة الكشفية عن طريق المستعمر الفرنسي للجزائر و كانت مقتصرة على أبناء المستعمرين و المستوطنين الفرنسيين، بعدها جاءت فكرة تأسيس الكشافة من طرف الشهيد محمد بوراس سنة 1936 لتتواصل مسيرتها في العطاء و تربية الأجيال إلى يومنا هذا.
المنظمة هدفها الأساسي هو تربية الناشئة و تأطيرهم و تكوينهم في مختلف المجالات، والأمر الذي يفرقها عن باقي الهيئات و المنظمات و المؤسسات التعليمية أنها صنف من أصناف التعليم الغير رسمي الذي هو منتشر في العديد من المجالات و ترعاه منظمات دولية من بينها الأمم المتحدة باعتباره رافد من روافد التعليم المهم لكي لا يصبح مقتصر على المدرسة و التعليم النظامي.
التعليم الرسمي يقدم معارف و مهارات و يكسب سلوكات للفرد ليكون صالح و نافع في مجتمعه، لهذا كانت الحركة الكشفية فضاءا تربويا خصبا و جذابا لأنه يعتمد في طريقته على تلبية احتياجات و ميولات الطفولة و الشباب في مختلف الأعمار.
الكشافة أيضا معروف أن لديها طريقة تعتمد على مجموعة خصائص مثل حياة الخلاء، نظام المجموعات، الوعد و القانون إلى غير ذلك من الوسائل التي تتميز بها على باقي الهيئات و المنظمات، و أيضاً هي في المقابل بمحافظتها على طريقتها المتميزة تعمل على تكييف وسائلها و طريقتها حسب المستجدات التربوية الحديثة.
الأمر الذي جعل الكشافة الإسلامية الجزائرية حية و فضاء جذاب للشباب لديها مشاركات في منتديات و لقاءات عربية وعالمية للاستفادة من آخر التجارب في التربية الحديثة، ورغم تواجد منافسة كبيرة و العديد من الفضاءات التي تجذب الشباب و الأمور التكنولوجية التي تفتح المجال للعديد من الشبكات لجذب الشباب إلا أن الحركة الكشفية حافظت على أصالتها وطورت من وسائلها و استفادت من التكنولوجيا الحديثة و استعملتها بطريقتها، والحركة الكشفية اليوم تعمل على إعداد أجيال وفق مبادئ نبيلة وأخلاق فاضلة وترسيخ المواطنة الفاعلة لتقديم الإضافة.
ما هي الإستراتيجية التي تتبعها الكشافة الإسلامية الجزائرية للمرحلة القادمة و ما هي الرؤية التي تملكونها لمستقبل المنظمة الكشفية في الجزائر ؟
الكشافة الإسلامية الجزائرية اعتمدت رؤية في آخر مؤتمر لبلوغ 500 ألف منخرط نهاية 2027، هذا الانتشار أملته الضرورة اليوم لأن الشعب الجزائري الفئة الغالبة عليه هي فئة الشباب و بالتالي نريد أن تستفيد أكبر فئة من شباب و أطفال الجزائر من الأهداف النبيلة للكشافة الإسلامية.
نعمل اليوم من خلال استراتيجيتنا على توسيع الانخراط و الوصول إلى أكبر عدد من الأحياء و المداشر و القرى و المدن لتساهم مع المدرسة و الأسرة في تأطير و تربية الشباب، هذا الهدف يحتاج للاشتغال على عدة محاور لتحقيقه لكي لا يبقى الهدف مجرد رقم فقط.
نريد أن يرافق هذا الانتشار الكمي و الإقبال على الكشافة، تطوير المناهج و البرامج و تحقيق الجودة التربوية، لأن شباب اليوم بحاجة لمهارات و معارف و التسلح بتكوين لممارسة حياتهم بنجاح في مختلف المجالات.
نحن نعمل على تطوير المناهج و البرامج لتتلائم مع احتياجات الشباب في الوقت الراهن سواء على المستوى الشخصي و الدراسي أو فيما يخص التحكم في التكنولوجيات المتعددة و اكتساب مهارات التسيير و الإدارة، ليكونوا متفويقين في مختلف المجالات.
كما نطمح لأن تكون لهم القدرة على إنشاء المشاريع، خاصة مع مفهوم المقاولاتية و إنشاء المشاريع المصغرة و المتوسطة، لهذا تعمل الكشافة على أنها تسلح كل المنضوين تحت لواءها بهذه المكتسبات، مع فتح المجال للشباب وتنظيم لقاءات معهم و مشاركات في مختلف الأنشطة و تزويدهم بهذه المعارف و القدرات التي أصبحت ضرورية.
تعتمد الكشافة أيضا على الجانب المجتمعي المهم جداً من أجل أن يكون له دور إيجابي و يبادر، اليوم نحن بحاجة لمواطنين صالحين لهم القدرة على تقديم الإضافة اللازمة و تحمل المسؤولية المجتمعية كفرد في محيطه و حسه و الوسط الذي يشتغل فيه و الشخصية التي يتحلى بها من خلال التكوين و التربية الكشفية.
الرؤية التي نشتغل عليها متكاملة و شاملة نعمل من خلال كل الوسائل التربوية لتحقيقها في نهاية هذه العهدة، كما اخترنا شعار "التطوير المؤسساتي للمنظمة" في هذه العهدة لأن إدارة الكشافة اليوم تتطلب عمل مؤسساتي احترافي و ليس عمل تقليدي كلاسيكي لا يواكب المستجدات و لا يحقق أدوار كبيرة.
و ماذا عن برنامج صناع المحتوى الهادف ؟
برنامج صناع المحتوى اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشهد حركية وديناميكية جديدة، أردنا للكشافة الإسلامية الجزائرية أن يكون لها إسهام في هذا المجال بعدما لاحضنا أنه هناك طاقات لها محتوى خاص بها.
أردنا تقديم الدعم و المرافقة و التوجيه لصناع المحتوى المنخرطين في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية، طبعاً أطلقنا الطبعة الأولى لبرنامج صناع المحتوى الذي كان في شكل دورة تكوينية بمواضيع تكوينية لشباب من صناع المحتوى الكشفي الذين استفادوا من برنامج تكويني مهم وتم فيه فتح الحوار والنقاش حول آفاق صناعة المحتوى في مختلف وسائط التواصل الاجتماع.
تم أيضا الوقوف على التحديات و العوائق و دراسة التنافسية باعتبار أن صناعة المحتوى سوق رائج له تنافسية كبيرة و المؤشرات تختلف سواء من ناحية اكتساب المعجبين و المتابعين و بلوغ سقف عالي من المشاهدة.
و هناك تحدي آخرى يتمثل في الحفاظ على المحتوى الهادف لان ليس أي محتوى يحقق مشاهدات عالية يعتبر ناجح، وأدرجت هذه المواضيع في صلب هذه الدورة التي تعتبر دورة أولى و ستتبعها دورات أخرى لدعم المؤثرين و صناع المحتوى الذين اختاروها كهواية و رغبة أو كاختصاص ليكون لهم تأثير إيجابي في المجتمع.
عشية الذكرى ال70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، لدى الجزائر ذاكرة وطنية حاملة لمآثر خالدة و هي مكاسب الأمة الجزائرية و مرجعية أساسية من الضروري الحفاظ عليها، كيف يمكن جعل جيل الاستقلال مرتبط بمبادئ الثورة التحريرية و التاريخ الوطني المليء بالبطولات للحفاظ على الذاكرة الوطنية؟
كل مرة نتفاجئ بعدما يغادرنا أحد المجاهدين بسبب كبر سنهم و الفترة السابقة التي جاءت بعد الثورة التحريرية، الجزائر كانت حديثة عهد مع الاستقلال و الثورة التحريرية لذلك كانت الأجيال بعد الثورة متشبعة بالروح و الذاكرة الوطنية لقرب سنهم مع الثورة التحريرية.
اليوم التحدي هو كيف نحافظ على هذه الذاكرة و الروح مع الاجيال المقبلة التي ليس لها صلة مع جيل الثورة، الكشافة الإسلامية الجزائرية تعمل على تحمل المسؤولية باعتبارها من المنظمات التي لها تاريخ و إسهام مباشر في الثورة التحريرية من خلال إدراج العديد من البرامج و الأنشطة المتعلقة بالذاكرة بالتنسيق مع المؤسسات و الهيئات من بينها وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق و غيرها من المؤسسات التي تهتم بالذاكرة.
الرهان اليوم مهم جدا، إلى جانب مشاركة الكشافة في إحياء كل المناسبات الوطنية خاصة ونحن اليوم نعيش احياء ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، فإن الكشافة دوماً تعمل على أن يكون الشباب المنخرط حاضرين بوعيهم و عقولهم و عاطفتهم تجاه وطنهم و تاريخهم ليعتزوا بالانتماء لهذا الوطن و هذه البطولات و الرموز الذين قدموا الكثير للوطن.
ونشتغل في الكشافة على العديد من البرامج التي من خلالها نساهم في ترسيخ الذاكرة على سبيل المثال المسرح الكشفي، حيث أن أغلب الأفواج لديها أنشطة مسرحية يقدمها في المناسبات، بالإضافة إلى مهرجان الأنشودة الوطنية الذي سيكون اختتامه في ثاني نوفمبر في كل ولايات الوطن.
الكشافة تعتمد على الحفاظ على الذاكرة الوطنية و تساهم في كل برامجها و أنشطتها مركزة على الذاكرة و التاريخ و الرموز في مختلف النشاطات و البرامج.
منذ يومين أطلقتم المنتدى الكشفي الجزائري بموضوع بالغ الأهمية ليكون فضاء للتثقيف والتوعية، لو تحدثنا أكثر حول حيثيات المنتدى؟
فكرة المنتدى جاءت لخلق فضاء للشباب الكشفي للحوار الفكري البناء و مناقشة عدة قضايا كشفية تهم الكشافة الإسلامية الجزائرية تلتقي فيها الأجيال و الخبرات التي تزخر بها المنظمة، و تكون فضاء يساهم في تطوير الحركة الكشفية من خلال التوصيات التي تنبثق عن المنتدى.
كما سيتناول المنتدى العديد من المجالات والقضايا الوطنية فقد تحدثنا على دور الصحافة و تعزيز الروح الوطنية في الشباب و المجتمع، لأنه سيتناول المواضيع المتعلقة بالتاريخ و الذاكرة و تعزيز روح الانتماء و اللحمة الوطنية و كذا المخاطر التي تهدد وطننا و مجتمعنا، لنساهم في فتح باب النقاش و اقتراح حلول بناءة لمثل هاته المواضيع.
كما سيتناول المنتدى العديد من برامج الشراكة مع العديد من القطاعات مثل الطفولة و الشؤون الدينية و البيئة وذلك حسب الظرف و الاحتياج.
كما سيتم فتح المجال لمشاركة الخبراء و المختصين و الأساتذة الأكاديميين و المؤرخين و المثقفين، الرياضيين، الفنانين، بغية تلبية العديد من الاحتياجات والإجابة على العديد من التساؤلات التي تطرح وسط الشباب و المجتمع.
تعتبرون أن الأسرة الإعلامية أحد ركائز نشر الوعي و تعزيز القيم و تنوير الرأي العام في مختلف المجالات، وتراهنون على دعم الصحفي الكشفي وتنميته، ماهي استراتيجيتكم المستقبلية للنهوض بالصحفي الكشفي؟
باعتبار أن الإعلام مجال ذو أهمية بالغة لما يحققه من سرعة في ايصال المعلومة والخبر و يساهم في توجيه الرأي العام، لهذا فإن هذا القطاع يحتاج لاهتمام كبير ودعم فأردنا ككشافة أن نشكل حضنا وفضاء يوجه اختيارات الشباب الكشفي وميولاته في هذا الجانب.
ونحاول المساهمة في دعم المواهب الموجود في الكشافة الإسلامية الجزائرية التي لها ميولات في الجانب الصحفي و الإعلامي من خلال برامج و أنشطة تساهم في اكتشاف هذه الطاقات و المواهب الموجود منذ الصغر و تقديم الرعاية و الدعم اللازمين ليكون إعلاميا ناجحا في المستقبل.
نسعى لأن تكون هناك برامج متنوعة في الكشافة الإسلامية الجزائرية لتساعدهم في التكوين ومطمح لتزويد الشباب بالمعارف المهمة في مجال الاعلام، ونحن نعلم أن الإعلام لا يقتصر على من اختاره كاختصاص بل هو موهبة وميول للعديد من الشباب الذي يشتغل في المجال باعتباره هواية ورغبة أو أمر اختاره في حياته سواء كان مكتوب مقروء أو مسموع.
هناك العديد من المجالات و الفرص مفتوحة للشباب، ونعمل على دعمهم و تكوينهم و إتاحة الفرص لهم من أجل المشاركة في منتديات و ملتقيات و مسابقات كما نوفر لهم دورات مع مؤسسات إعلامية ساهمت في تكوين العديد من الشباب الكشفي في التحرير و التصوير و صناعة المحتوى.
برنامج الإعلامي الصغير أيضاً فرصة لتكوين الشباب في مجال الإعلام منذ الصغر، هي بعض الوسائل و الآليات التي نعتمدها في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية لدعم الطاقات الإعلامية منذ الصغر، لتساهم في تشجيعهم و تكوينهم و إيصالهم ليكونوا اعلاميين ناجحين يساهمون في مختلف المجالات خصوصاً خدمة الوطن من خلال المنابر الإعلامية.
في إطار التكوين و التدريب، تحوز الكشافة الإسلامية الجزائرية على قسم وطني للتدريب و التأهيل القيادي ينظم ورشات و محاضرات عديدة بالمخيم الكشفي ، لو تحدثنا عن أهمية التكوين و التدريب في حياة الكشاف اليومية و المهنية ؟
نعتبر أن التدريب و التكوين هو العمود الفقري لتحسين أداء الكشافة الإسلامية الجزائرية، نريد تزويد الشباب المنخرط بمختلف المعارف المهمة لتأدية أدوارهم في المهام التي يقومون بها من خلال تربية الأطفال و الشباب المنخرطين.
التكوين و التدريب يعتمد على جانبين، التكوين في المهمة التربوية و هو قائد وحدة موجه للجنسين الذكور و الإناث، و له درجات لأنه يعتبر شبه عسكري، فمساعد قائد وحدة يحصل على الشارة الخشبية، ثم تكوين مساعد قائد تدريب، بعدها قادة التدريب هذا بالنسبة للمهام الكشفية البحثة.
و هناك مهام أخرى مثل المهام الإدارية و الإعلامية و مهام التسيير، باعتبارها تنظيم كبير يقوم هذا القسم ببرمجة دورات تكوينية يشرف عليها مختصين و خبراء لتزويد القادة بالمهارات الضرورية لتأدية مهامهم في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية في مختلف المستويات سواء الوطنية و القيادية أو على المستوى الولائي و الأفواج على مستوى البلدية و الأحياء.
هل ممكن إفادتنا ببعض الاتفاقيات الموقعة بين الكشافة الإسلامية الجزائرية و الهيئات أو الوزاراة التي تفتح المجال للكشاف أن يشارك في مسابقات أو خرجات و لقاءات هامة داخل او خارج الوطن ؟
الكشافة لديها قسم خاص بالشركات يتولى التنسيق مع مختلف المؤسسات لإعداد برامج شراكة، حيث نعتمد على تحقيق الأهداف المشتركة.
اليوم لدى الكشافة العديد من الشراكات المبرمة سابقاً و بعضها تم إبرامها مؤخراً و منها من تم تجديدها، لدينا وزارة المجاهدين التي تربطنا معها شراكات منذ سنوات في مجالات عديدة أهمها الحفاظ على الذاكرة.
وزارة البيئة أيضاً لدينا نشاط بيئي كبير نقوم به مع وزارة البيئة و كذا وزارة التضامن شراكتنا مستمرة في المجال الاجتماعي و وزارة الشؤون الدينية، بالإضافة إلى وزارة الشباب و الرياضة.
أيضا هناك العديد من الهيئات تربطنا معها شراكة مثل الهيئة الوطنية لحماية و ترقية الطفولة و هيئات دولية مثل اليونيسيف، و الفاو تربطنا معها برامج شراكة نشتغل من خلالها على جانبين، فيها تحقيق أهداف مشتركة مع القطاعات و الهيئات و أيضاً من أجل إنشاء مشاريع مختلفة في هذه المجالات.
مؤخرا قمنا ببرنامج للقادة المشرفين للتدخل أثناء الكوارث، و برامج في البيئة لازالت سارية المفعول، كما نعتمد على الأثر و الأهداف التي تحققها الشراكات، الكشافة لديها امتداد و هي موجودة في كل ولايات الوطن كلما نفتح مجال للشراكة و الاتفاقية نعمل على تعميمها في الأفواج على المستوى الوطني.
في الأفق هناك برامج أخرى نشتغل عليها و نسعى لفتحها قريباً من بينها برنامج خاص بالتشجير نعمل على تحضيره قريبا، وبرامج أخرى لتوسيع شراكتنا و المجال مفتوح لكل الشركاء لتحقيق الأهداف التي تساهم في تحقيق التنمية الشاملة وهي الغاية الأساسية خاصة بعد تجسيد ورشات مفتوحة داخل الوطن لهذا نريد للكشافة أن تكون إحدى المساهمين و المشاركين في تحقيق التنمية.
كلمة أخيرة ؟
شكراً لإتاحة مثل هذه الفرصة وخاصة وأن للإعلام دور كبير في توجيه الشباب و المجتمع في أهم القضايا الراهنة، كما يسهم في إتاحة الفرصة لاكتساب المعلومة و المعارف التي يحتاجها المجتمع.
وبمناسبة الذكرى ال70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، رسالتنا اليوم، أنه على كل جزائري أن يستلهم من روح الأبطال و المجاهدين الذين فجرو الثورة، ليسمحوا لنا بتأدية أدوار مهمة في بناء الجزائر الجديدة.
اليوم الوطن بحاجة لأبنائه من كل المواقع ليكون لنا مساهمة ومشاركة حقيقية وملموسة في خدمة الوطن الذي يستحق منا التضحية، ونحن نعتزم و نفتخر بالمكانة التي اكتسبتها الجزائر خاصة أنها في مقدمة المدافعين على القضية الفلسطينية و التي طالبت مرارا في مجلس الأمن بوقف هذا العدوان.
كما نغتنم هذه المناسبة للتأكيد على تضامننا ودعمنا مع أشقائنا في المحنة التي يعيشونها في غزة، ونحن مع الشعب الفلسطيني الذي يطمح لنيل استقلاله وإقامة دولته.