301
0
هل يبقى السجن والحرب وحدهما القادرين على الهتاف من اجل السلام؟
بقلم : عيسى قراقع
لأول مرة منذ النكبة حتى الآن، تنطلق مظاهرات ومسيرات واعتصامات في المجتمع الإسرائيلي من قِبل أهالي الاسرى اليهود المحتجزين في قطاع غزة، تطالب بإطلاق سراحهم، والإسراع في عقد صفقة تبادل للإفراج عنهم، وبدأنا نسمع أصوات تنتقد الحكومة الإسرائيلية وتتهمها بالتخلي عن الاسرى والتسبب في قتلهم في الحرب الدموية المستمرة على قطاع غزة، نشاهد أهالي الاسرى اليهود يرفعون الصور ويعقدون المؤتمرات الصحفية، ويسافرون ويلتقون مع جهات عربية ودولية، يضربون عن الطعام امام مكتب رئيس الحكومة، يقتحمون الكنيست الإسرائيلي غاضبين وصارخين، يغلقون الشوارع، يطالبون بوقف الحرب للإفراج عن 136 محتجزا يهوديا في غزة. رأينا أمهات وأبناء وعائلات الاسرى اليهود في الشوارع والساحات وعلى الأرصفة، مشاعر ساخطة تعبر عن جنون الحرب الصهيونية التي تحولت الى مصيدة للضحية والجلاد، مشاعر تعبر عن جنون الأقوياء عندما تصطادهم قوتهم الطاغية المتمادية، ويصبحوا ضعفاء، الخائفون من تضخم غطرستهم وجبروتهم، المدفونون في الاستعلاء والعمى والكراهية، وشاهدنا مقابلات من افرج عنهم من الاسرى اليهود، يتحدثون عن الاحتجاز والابتعاد عن العائلة، ورسائل من المأسورين تطالب حكومتهم بإنقاذهم، انه الخوف والحسرة والانتظار، يحتاجون الى الهواء وحماية وادوية وغذاء، وصحف وكتب، يحتاجون الى زيارات للصليب الأحمر الدولي، الى شفرات حلاقة وملابس واغطية ورسائل، مفزوعين من الغارات والقصف الجوي والصواريخ والانفجارات، يناشدون المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل لإنقاذهم من السجن ومن الموت الذي يتربص بهم في غزة التي تحولت الى مسرح مفتوح للجريمة والإرهاب، يريدون العودة الى بيوتهم احياء وليس جثثا. نادرا ما يرى القاتل وجه قاتله، ونادرا ما يرى السجان وجه السجين، يرونه مقتولا او مكبلا معصوب العينين مهانا ذليلا، ليس له كيانا او صوتا او حلما او كرامة، او حقا بالحرية والحياة، والآن بدأ الإسرائيليون متأخرين يعرفون معنى الحرية عندما حاصرتهم الحرب وحولهم الاستعمار الى سجناء، والآن يتساءلون لماذا كل هذه السجون والمعسكرات والاعتقالات اذا كان مطلبنا ان نكون طلقاء، ان ينتهي الفارق بين الليل والنهار، ان يحل السلام بين السجين والسجان، بين الظالم والمظلوم، وتتوقف هذه الحرب وينتهي الفصل الأطول من الصراع. ان الزمن يدور، والاستعمار الصهيوني حول المجتمع الإسرائيلي الى معسكرات وزنازين وملاجئ وعدم يقين، والمطلوب ان يقترب أهالي الاسرى الإسرائيليين اكثر واكثر، ويقطعوا خطوات أطول ويصلوا الى بوابات السجون التي يحتجز فيها اكثر من عشرة الاف اسير واسيرة فلسطينية، هناك سيعرفون ما فعله ابناؤهم السجانون بالأسرى الفلسطينيين، التعذيب والتنكيل والعزل والحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية، الضرب الوحشي والاعدامات والاهانات وزرع الامراض وتقويض حياتهم وتحطيمها في زمن السجن والظلام والمؤيدات، هناك سيرون الجحيم والوحشية والانحطاط الإنساني والأخلاقي والبشاعة والجرائم المنظمة، قيود وابواب وجدران ورطوبة، قوانين عنصرية تعسفية ومحاكم جائرة، مقابر حجرية وموت بطيء، يرد وجوع وقمع وقهر وسرقات، مسالخ تجرد الانسان من قيمته الإنسانية، وهناك سيدركون ان الجدار الحديدي الذي شيدته الصهيونية ثقافة وفكرا حجبت عنهم طويلا طويلا هذه الفظائع المخيفة، وان أولادهم لم يذهبوا للحرب جنودا او للمعسكرات سجانين من اجل ارض الميعاد والمشيئة الإلهية، ذهبوا ليمارسوا القتل من اجل القتل ويتحولوا الى حيوانات ادمية، الآن اكتملت الدائرة، لا الضحية ماتت ولا القاتل عاش كما يريد، ولا يستطيع الجلاد ان ينام ما دام الفلسطيني حيا، ولا يستطيع الفلسطيني ان ينام مادام سريره محتلا، وسيقولون لم تنقذنا الأسطورة والسردية الصهيونية المختلقة من القلق والخوف، ها نحن في قفص الاتهام في محكمة العدل الدولية، نازيون اكثر من النازية، عراة امام العالم، لم يعد احتكار ثوب الضحية يستر اعمالنا وجرائمنا الإنسانية وينقذنا من المستقبل، ويعطينا الحصانة. الحرية للأسرى، الكل مقابل الكل، هذا ثمن الاحتلال الذي تحول الى ليل ثقيل على المحتلين، ويبدو ان الوجدان الإسرائيلي لا ينفتح على المقاربات الإنسانية والحقوقية للآخرين الا بقدر ما تصدر الحرب له من ويلات وتوابيت وقتلى واسرى وصدمات، وهاهم أهالي الاسرى الإسرائيليون المتظاهرين في الشوارع، يتلاصقون اكثر مع الواقعين تحت الاحتلال، وجها لوجه مع الالآف المؤلفة من أمهات الاسرى الفلسطينيين وعائلاتهم وحسراتهم واشواقهم لابنائهم، الحرية توحد المظلومين الذي هيمن عليهم الاحتلال سلبا ونهبا ومذابحا، الحرية بطولة ووعي مضاد للطغيان والاضطهاد، ولا نريد ان يبقى الموت او السجن وحدهما القادرين على الهتاف من اجل السلام، لا نريد ان يستيقظ الضمير اليهودي فقط عندما يرتطم بالجدار، فلا خيار سوى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، العودة والحرية وتأسيس دولته المستقلة على ترابه الوطني حتى لو خيب ذلك نتنياهو وابن غفير وقادة الحرب والصهاينة القادمين من عصور الظلام. الحرية للأسرى، انه صوت في الشارع اليهودي، سقوط النزعة العسكرتارية السلطوية، سقوط العضلات والعربدة، تمجيد القوة والطقوس التلمودية المعادية لكل القيم والمبادئ الإنسانية، وعلى اهالي الاسرى اليهود ان يكفوا على الخوف والانحباس في الغيتو وفي كتاب توارة الملك والتعاليم العنصرية القومية المتطرفة التي لا ترى الاخرين، هل من صحوة الان؟ وكيف تقبلون ان يتحكم بكم وزراء غوغائيون متطرفون لهم سوابق جنائية مشينة؟ لازالت القذائف تنهال فوق رؤوس الناس المدنيين في غزة، نازحون ومشردون في البرد والجوع والشتاء بلا مأوى او دواء وملجأ، لا زال جنودكم ينبشون القبور ويسرقون الجثث، لازالت الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض تنهشها الكلاب والقطط، لازال الاسرى الفلسطينيون يقادون عراة مهانين مقموعين الى المعسكرات المجهولة واقبية التحقيق، هل من صحوة الآن، التمرد على قادتكم المتطرفين الذين يعتقدون ان وجود إسرائيل مشروط بغياب الفلسطينيين وحرقهم ومحوهم من المكان والزمان، وهذه هي النتيجة، ها انتم اسرى مرعوبين، ترتجفون رغم ان دولتكم مسلحة بالرؤوس النووية، وبالنسبة لنا نقول لكم ان حريتنا هي ضمانة لحريتكم، وسلامنا لا يتناقض مع الحرية، فمعركتنا من اجل الحرية والاستقلال والدولة، ومعركتكم ان تتحرروا من عقلية الاحتلال لتعيشوا طبيعيين بلا دبابة وسيف وبندقية، فالفارق واسع بين المقاومة المشروعة لشعبنا وبين ابنائكم الذين تحولوا الى حراس ومستوطنين ومجرمين لتعميق الاحتلال، وهنا تبرز كل الأسئلة الآن في حياتكم الصاخبة والمرتبكة، وما زلتم غارقون في رمال وانفاق غزة، غير قادرين على تطوير الوعي الإسرائيلي الشعبي في اتجاه كسر اصنام الاحتلال والاعتراف بالحقوق العادلة للشعب الفلسطيني.
طقوس الاعتقال هذه الأيام
بقلم الأسير المحرر الأديب : وليد الهودلي
حدثنا مولود ممن أُفرج عنه من السجون الإسرائيلية حديثا،( مولود لانه بعد السابع من أكتوبر صارت السجون الإسرائيلية: الداخل إليها مفقود ومجهول المصير والخارج مولود لأنه قد كتبت له الحياة من جديد.)، قال طويل العمر بما كُتب له من عمر جديد:
لا مقارنة بين طقوس الاعتقال هذه الأيام عما سبقها من اعتقالات، صحيح هناك أمور مشتركة مثل خلع بوابة البيت واقتحام البيت فجأة وهتك ستر الليل على من في البيت صغارا وكبارا وما يرافق ذلك من رعب وقهر، فأن تجد في عمق بيتك وحول مخدعك جنود متوحّشين مصوّبي رشاشاتهم على رأسك ورؤوس زوجتك وأطفالك ليس بالشيء الهيّن، ثم نزعك من حياتك ومن بين أحبابك ومصادرة كل أجهزة اتصالاتك وأجهزة أبنائك مع الحواسيب بما فيها حواسيب طلبة العلم في بيتك، هذا اعتدنا عليه لكن الطقوس الجديدة فهي كالاتي:
- البحث الحثيث عن المال على طريقة لصوص الليل ومصادرة كلّ ما تقع عليه أيديهم دون أية ورقة اثبات بأنّ هناك دولة قد أخذت مالا، فالمال للذي وقعت يده عليه.
- تعمّد تكسير كل ما يمكن كسره في البيت وليس الامر كالسابق البحث عن أشياء ممنوعة في نظرهم وإنما هو قصد التخريب والانتقام وإحداث حالة من الرعب والإرهاب لكل من في البيت.
- عدم فتح المجال لأي إعتراض أو مناقشة وإسكات أيّ صوة بطريقة وحشيّة مقصودة.
- أيّ خروج عن تعليماتهم أو محاولة إبداء الاستياء يواجه بالضرب المبرح دون أية مراعاة لمسنّ أو امرأة أو طفل.
- بعد اخراج المعتقل من البيت بعد انهاء مهمتهم في تخريب البيت على سمعه وبصره، يتم شدّ عصبة على عينيه ثم يتمّ تكبيل يديه إلى الخلف بكابل بلاستيكي ويشدّ بطريقة تكاد تقطع اليدين لتشعرك بأنّ نارا قد دبّت فيهما.
- من ناحية اللباس والبرد يؤخذ دون أن يتمكّن من اللباس المناسب للبرد القارص، يرتجف بردا ويضاف إلى الآلام النفسيّة ألم البرد بكلّ قسوة وضراوة.
- ثم يسرعون به وهو بين يدي اثنين من الزبانية، لا بدّ وأن يتعثّر لأن اليدين مربوطتين من الخلف والعصبة تشد وثاقها على عينيه، كلما وقع أشبعوه ضربا، حتى إذا وصل ناقلة الجند أمروه بالصعود ثم يدفعونه ليلقى ممدّدا في أرضيّتها، يحيطونه الجنود على مقاعدهم ليشبعوه ضربا بأقدامهم وأعقاب بنادقهم وبما يحلو لهم، والويل له إن صرخ أو أصدر صوتا. وقد يمكث ساعات على هذه الحالة حتى ينهوا حملتهم الاعتقالية ويعودوا بأدراجهم إلى مراكز التوقيف.
- يدخل مركز التوقيف لتتسلّمه زبانية السجن وعندها تبدأ مراسم استقبال تبسط السطوة وهيبة السجن من خلال إدخاله في موجة رعب وتنكيل من جديد، يفتّش بعنف ولا يدعون مسبة ولا شتيمة مقرفة إلا ويرموه بها، ويطلب منه سب زعامته ويطلب منه أيضا تقبيل العلم الإسرائيلي وبالطبع الشباب يرفضون فيتعرّضون للضرب وتلقّي اللكمات من كلّ جانب، ودائما يكون مكبّلا من اليدين والقدمين فلا يستطيع الدفاع عن نفسه.
- بعد كلّ هذه المراسم إمّا أن يتحوّل إلى التحقيق وهناك في الزنازين يتعرض إلى صنوف تعذيب متنوّعة: الشبح والحرمان من النوم لايام طويلة وضرب المحققين والضغط النفسي بكلّ أشكاله، وإمّا أن يتحوّل إلى السجن بطقوس التعذيب الخاصّة به والتي تنكّرت لكلّ ما سبق من تفاهمات، تحوّلت السجون إلى عصابة من المتوحّشين لتمارس ساديتها على المعتقلين صباح مساء وبكل الطرق الوحشيّة الممكنة.
متنفَّس عبرَ القضبان (99)
كتب : حسن عبادي - حيفا
بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛
عقّب الصديق المقدسيّ رضوان صندوقه: "طالما تمنيت أن أكون محاميا للأسرى! وبعد تجربتين، سمعت وبكيت ورحلت".وعقّبت الصديقة زهرة من الشتات: "الله يكون معهن / م، ويفرجها عليهم على عجل... يا رب شكراً لنضالك الدؤوب أستاذ على جبهة مقدسة، وأنت تكشف خفايا الوجع والقهر خلف القضبان ...دمت وإياهم بثبات وعزة وشموخ "...وعقّبت أم رامي السلايمة (والدة الأسير الجريح محمد محمود السلايمة): " أستاذ يعني الكلام الي بيطلع لبره أنه وضعهم هلأ أفضل من ٧ اكتوبر غير صحيح؟ ما زالوا يعانون من الضرب والتعذيب والتجويع والبرد والمرض... هذا الي بنبعت نحكي للمؤسسات والهيئات للأسف دون استجابة حتى ما بستنضفوا يردوا علينا... مؤسسات فاشل".نشرت يوم 29.11.2023 خاطرة بعنوان "صفّرنا الدامون"... وخاب أملي. عُدت لزيارة الدامون، لأسمع عن انتهاكات بحق أسيراتنا تقشعرّ لها الأبدان؛وتبيّن لي أن عدد الأسيرات صار 102، (منهن 71 أسيرة من غزة) الأسيرات بحاجة ماسّة لملابس شتويّة ولغيارات؛ وضع السجن كارثيّ، تجويع وتبريد، وكاميرات مراقبة كلّ الوقت وفي كل مكان، عزل تام عن العالم، التواصل عن طريق زيارة محامٍ لإحداهن أو أسيرة جديدة "تحمل" أخبار الخارج، أسيرات بدون غيارات، يغسلن ملابسهن الداخليّة ويلبسنها مبلولة!
حبِستي زيادة عدد
زرت ظهر يوم الأحد 07 كانون الثاني 2024 سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب لألتقي بالأسيرة ياسمين عبد الرحمن رشيد أبو سرور من مخيّم عايدة (مواليد 25.03.1998)، وبعد التحيّة أخذت تصوّر لي وضع زميلات الأسر؛ وحدّثتني عن زميلات الزنزانة (زينب وليندا وآمنة وأحلام وهبة)، الاكتظاظ الكبير، ممّا حوّل المكتبة لزنزانة أخرى، وعن الأكل بكميات قليلة ومواصفات رديئة جداً، معفّن وخربان! وتجويع متعمّد (خبزة ناشفة بالليل إن لقينا). هذا لقاؤها الأول بمحام منذ اعتقالها، على حدّ قولها، حدّثتني عن التعذيب في مرحلة التحقيق؛ (هذا الاعتقال الخامس)، ضرب مبرح وخاصّة على الرأس بالبسطار والبارودة، شتائم ومسبّات بذيئة، وتفتيش عارٍ بالكامل عدّة مرات، "شلّحوني الحجاب وربطوه على رقبتي وشدّوه"، مكلبشة للخلف كل الوقت وممنوعة من رفع الرأس، "مسكتني مجنّدة من شعري الطويل، لفّته بيدها، وزتّتني عن الدرج"، "كلّ إجريّ دم وزراق، وجسمي منفّخ"، "ضربوني على راسي وأغمي عليّ، الدم من ذاني ومناخيري"، واعتبروا تعليم الإسعاف خطراً وإرهاباً. حدّثتني عن وضع أسيرات غزّة وقلقهن على الأهل، ووصّلت عبرها سلامات الأهل. أسيرات الدامون ممنوعات من الضحك والحديث بصوت عالٍ، تفتيش غرف في منتصف الليل دون سابق إنذار، وقسم من الأسيرات مع غيار واحد فقط (تضطر لغسله ولبسه مبلول)، وقلم حبر واحد "بالسِرقة" لكلّ القسم، وبدهِن محامين للزيارة للاطمئنان على الأهل والتواصل مع العالم الخارجي. فجأة تقول: "ما في سبب لاعتقالي، فقط أسيرة حرب وحبستي زيادة عدد".طلبت إيصال سلاماتها للعائلة، وتقول لوالدتها: "ما تخافيش عليّ، معنوياتي عالية وقويّة". لك عزيزتي ياسمين أحلى التحيّات، والحريّة لك ولجميع أسرى الحريّة. (حيفا كانون ثاني 2024 )
تفتيش عار، تجويع وإهمال طبي متعمد.. المحامي حسن عبّادي يصف وضع الأسرى في السجون
أفادت مؤسسات حقوقية فلسطينية بأن الاحتلال اعتقل أكثر من 6 آلاف فلسطيني من الضفة الغربية والداخل منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقالت مؤسسات هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير ومؤسسة الضمير، في بيان مشترك، أن حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء بلغت أكثر من 200، وتشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من الداخل ، وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال أكثر من 355 حتى نهاية شهر ديسمبر الماضي.
اعتقال بسبب آية قرآنية وقصيدة
وفي حديث لموقع بكرا مع المحامي حسن عبّادي، المتطوّع لزيارة الأسيرات والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قال: "قمت صباح اليوم بزيارة سجن الدامون، زيارتي كانت للأسيرة حليمة ابو صالحية من نابلس، حليمة طالبة دكتوراه وعلاقات عامة في جامعة القاهرة، هذا هو الاعتقال الأول بحقها، تم اعتقالها بسبب منشورات على صفحتها على الفيسبوك، أحد هذه المنشورات كان نشر دعاء وآية قرآنية والمنشور الثاني كان قصيدة لتميم البرغوثي".
تفتيش عاري، تجويع وتبريد
وأضاف: "الوضع داخل السجون الاسرائيلية بات سيئًا للغاية على الأسرى ما بعد السابع من أكتوبر، على سبيل المثال، هناك مرت الأسيرات بتفتيش عاري بالكامل لعدة مرات، بالاضافة ل"طقوس" تفتيش عاري جماعي وتهديدات بالاغتصاب والارسال لغزة. كما أن هناك حالة من التجويع والتبريد للأسيرات، فنرى أن هناك 12 أسيرة في الزنزانة وليس لديهن ما يكفي من القطع لتدفئتهن، وهذا بالطبع غير الاكتظاظ في عدد الأسيرات في الزنزانة الواحدة، حيث أن في الزنزانة 11 اسيرة، خمسة منهن ليس لديهن سرير وينمن على الأرض، ويستعملن غطاء خفيف جدًا في برد الشتاء. بالاضافة الى اعطاء كميات أقل من الطعام للأسيرات".وأكمل عبّادي حديثه قائلًا: "هناك نقص واضح في الملابس والملابس الداخلية، حيث أن هناك اسيرة ترتدي نفس "البجامة" منذ اعتقالها، ليس هناك اي فوط صحية للاسيرات كما وانه ليس هنالك اي مناشف، كما ويتم تفتيش الغرف بشكل يومي عدة مرات في اليوم، ويتم أخذ أغراض الأسيرات، كما وان القوانين داخل السجون اصبحت اشّد، حيث انه ممنوع الإنشاد، ويعاقب كل من يخالف القانون".
انقطاع عن العالم الخارجي
ولفت عبّادي إلى أنه قبل السابع من أكتوبر قبعت 27 أسيرة في السجون الاسرائيلية، اما اليوم فهناك 82 اسيرة وقال: "والوضع الأسوأ أنه ليس لدى هذه الأسيرات أي تواصل مع العالم الخارجي، سوى عن طريق محامي عن طريق استقبال اسيرة جديدة التي ستنقل لهن الاخبار الخارجية، وتم منع زيارات الأهالي للأسيرات والأسرى، والقلق الكبير يبقى لدى المعتقلات للمرة الاولى حيث ان غالبيتهن ليس لديهن أي أسبقيات".
اهمال طبي متعمد
وحول وضع الأسرى في سجني مجيدو ورامون قال عبّادي: "حال الأسرى الذكور في السجون الأسرائيلية أيضًا سيء، فعلى سبيل المثال في سجن مجيدو نرى أن الزنزانة التي تتسع لخمسين شخص يتم وضع 140 أسير فيها، غالبيتهم ينامون على الأرض. كما انه في قسم 6 هناك مرض جلدي منتشر بسبب قلة الملابس وعدم وجود المناشف والصابون اللازم بالحمامات. بالاضافة الى أن هناك أسرى ينامون بالجوع، هذا طبعًا عدا عن التفتيشات اليومية المستمرة ليل نهار، الحبس داخل الغرف، التعذيب التهديدات والشتائم التي لا تتوقف، بالإضافة إلى عدم التواصل مع الأقارب والأهالي او اي مؤسسة طبية، ونرى بذلك إهمال طبي متعمد".وأضاف عبّادي: "في سجن رامون الوضع مشابه لسجن مجيدو، حيث ان هناك عدة مرضى تُمنع عنهم الأدوية والعلاجات الدائمة، مثلا احد المرضى الذي يجب أن يأخذ 3 جرعات انسولين خلال اليوم يأخذ نصف جرعة، او مسن يبلغ من العمر سبعون عامًا لا يأخذ أدويته الدائمة، وطبعًا بالإضافة إلى منعهم من التدخين، وتفتيشهم مع كلاب بشكل يومي، وتقييدهم طوال اليوم معًا".وأنهى حديثه قائلًا: "الأسرى في خطر وعدم الاهتمام في قضاياهم يزيد من حدة الأمور، باتوا يشعرون بأنهم منسيون، ويأملون أن يتواصل معهم أحد من العالم الخارجي، كما أن المرضى أصبحوا مشروع موت جماعي".
الخارجية الفلسطينية : جميع الخطط والتصورات المطروحة بشأن مستقبل غزة يجب أن تمر عبر بوابة الشرعية الفلسطينية
تحذر وزارة الخارجية والمغتربين من أية خطط أو ترتيبات تآمرية يحيكها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفائه من اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف بشأن مستقبل قطاع غزة، خاصة من ناحية نتائجها من تكريس الفصل بين الضفة والقطاع لضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وتعتبر الوزارة مثل تلك الخطط المزعومة امتداداً للمحاولات الإسرائيلية المتواصلة لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا بالحرية والاستقلال، واستكمالاً لحرب الإبادة الجماعية على شعبنا ومحاولة انهائها بمجزرة سياسية تحول دون إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من ممارسة حقه بتقرير مصيره في أرض وطنه أو تأجيل تطبيقه والمماطلة والتسويف لإنجازه. تؤكد الوزارة من جديد أن أية خطط أو ترتيبات يجب أن تمر من بوابة الشرعية الفلسطينية من بدايتها إلى نهايتها وبمشاركة القيادة الفلسطينية بجميع تفاصيلها بما في ذلك الموافقة عليها، باعتبار ذلك شأناً فلسطينياً داخلياً لا سلطة لنتنياهو وائتلافه اليميني الحاكم عليه. كما تؤكد الوزارة أن أية خطط وترتيبات لا تضمن وحدة جغرافيا الدولة الفلسطينية وتجسيدها على الأرض لا يعدو كونها إبقاء متعمد على فتيل دورة الحرب مشتغلاً. في سياق ذو صلة، تحذر الوزارة من مغبة الانجرار خلف مراوغات نتنياهو المضللة لإخفاء نواياه الحقيقية في تحقيق طموحاته ومواقفه الاستعمارية العنصرية المعادية للسلام والرافضة للدولة الفلسطينية، أو الانجرار خلفه لتوظيف الحديث عن مستقبل غزة والانشغال الدولي به كغطاء لإطالة أمد الحرب وامتصاص الضغوط الدولية الراهنة لتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الأساسية، بشكل يعاكس إرادة السلام الدولية ويفشل الاجماع الدولي على ضرورة تطبيق مبدأ حل الدولتين وانهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع في هذه الظروف بالذات.