71
0
غزة تموت جوعاً ، فمن يٌغيثها ؟

بقلم: جلال نشوان
تلقيت دعوة من زملائي الصحفيين ، للمشاركة في وقفة احتجاج ضد تجويع غزة وضد الحصار وحرب الإبادة التي يشنها النازيون الصهاينة وأثناء الوقفة التقيت بفتى وكان شاحب الوجه، وقد رسمت على محياه آلام الجوع التي تنوء من حملها الجبال يا الله رحمتك بهذا الشعب الموجوع انها غزة، غزة المكلومة التي تحمل عذابات النزوح ، والتدمير والتجويع ، مشهد مؤلم في شوارع القطاع، حيث يسقط فلسطينيون أرضا ويفقدون وعيهم متأثرين بالجوع الشديد الناجم عن سياسة التجويع والحصار الصهيوني وإغلاق المعابر..
في غزة الجوع من لم يمت بالقصف مات جوعا وجع يسكن البيوت ويأكل من أعمار الناس، ويطحن كرامتهم تحت وطأة النسيان العالمي.
العالم الذي أغمض عينيه عن عذابات شعب يتوق إلى الحرية الآباء يخرجون منذ الصباح الباكر يبحثون عن لقمة تسند أرواح أبنائهم والخبز أصبح حلم يداعب الجوعى في أحد شوارع مدينة غزة جنوبي تجمع عدد من المارة حول طفل في العاشرة من عمره بعد أن سقط أرضا فجأة، ضحية الجوع الذي أنهك جسده وأجساد كافة الفئات العمرية من الأطفال مجموعة من النساء توجهن إلينا للمشاركة في وقفة الصحفيين سيدة بدأت تتمايل حتى سقطت أرضا، بعدما كانت تمشي بجسد نحيل وخطوات متعثرة المارة حاولوا إيقاظها برش القليل من المياه على وجهها، بعدما فقدت وعيها جراء الجوع الشديد الجميع يهيمون على وجوههم وهم يبحثون عن الطعام المفقود أصلا في محافظات غزة هذا المشهد بات مألوفا في محافظات غزة وشوارعها التي دخلت الشهر 22 من الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الإحتلال االارهابيةالنازية، بينما تتفاقم المجاعة منذ مارس/ آذار الماضي وفي الحقيقة: وصلت مؤشرات المجاعة إلى مستويات غير مسبوقة.
واليوم، لم يعد بمقدور الشعب الفلسطيني الفلسطينيين توفير الحد الأدنى من مقومات البقاء، حيث فقد غالبيته الدقيق اللازم لصناعة الخبز، بينما ترتفع أسعار الكميات القليلة المتوفرة منه في السوق السوداء، بشكل لا يمكن الفلسطينيين المجوّعين الحصول عليه.
الجرائم الإرهابية الصهيونية تستمر ضد الشعب الفلسطيني وسط صمت دولي لم يشهده العالم منذ إنشاء المنظمات الدولية القانونية والإنسانية ان جريمة تجويع شعبنا الفلسطيني عجز القلم عن وصفها حيث تستهدف حكومة الغدر الصهيونية الأبرياء من الأطفال الذين لا يستطيعون النوم ، مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الإرهاب الصهيوني يتغول في الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، والمجتمع الدولي عاجز عن التدخل لحماية المدنيين مع أن اتفاقيات جنيف المتعلقة بوضع المدنيين في الحروب تمنحهم حماية مطلقة، وتحتم على المجتمع الدولي التحرك من منطلق إنساني أخلاقي لوقف التجويع ووقف الإرهاب ضد شعبنا الفلسطيني والإرهاب الصهيوني، ليس حدثًا عابرًا عرضيًا وإنما هو أمر كامن في المشروع الصهيوني الاستيطاني في مسيرته التاريخية بأكملها، وفي الصيغة الصهيونية الأساسـية الشـاملة.
من ناحية أخرى وضعت الصهيونية يدها على الأفكار الدينية وقامت باستغلال الميثولوجيا اليهودية بشكل كامل، فأصبحت الصهيونية وكأنها امتداد للديانة اليهودية، وكل ذلك بعد أن ربطت بين التعاليم الدينية والفكرة القومية والمفاهيم السياسية الأخرى.
وبهذا أضفت الشرعية الدينية على أهدافها وغاياتها العدوانية، وأهمها احتلال أرض الآخرين والتوسع على حساب دول قائمة، وذلك على اساس الاساطير الدينية المزعومة.
وهي استعانت بكل شيء لتحقيق مآربها هذه ومنها التحالف مع الدول الإستعمارية الكبرى، وإنشاء المنظمات المسلحة المتخصصة في ممارسة الارهاب بابشع صوره.
في هذا السياق ألصق اليهود بكتبهم -مثل التلمود والتوراة- روايات مزيّفة أبرز ملامحها:
1- إدّعاء أنهم شعب الله المختار.
2- ان فلسطين هي أرض الميعاد.
لم يشهد التاريخ جرائم بشعة يندى لهم الجبين ، مثل ما يحدث في محافظات غزة شعبنا الفلسطيني لن يفت في عضده الإرهاب الصهيوني وسيبزغ فجر الحرية طال الزمن أم قصر.