في خطوة رائدة نحو رقمنة التعليم العالي في الجزائر، أشرف والي ولاية سعيدة، أمومن مرموري، صباح اليوم على تدشين قاعة محاكاة الواقع الافتراضي المخصصة لتدريس العلوم الطبية بكلية العلوم الطبيعية والحياة بجامعة سعيدة.

الحاج شريفي

ويأتي هذا الإنجاز باعتباره الأول من نوعه على المستوى الوطني والإفريقي، مما يعكس التوجه المتسارع نحو إدماج التكنولوجيا الحديثة في قطاع التعليم.

وشهدت مراسيم التدشين حضور شخصيات بارزة، من بينها نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، مدير جامعة سعيدة، المدير العام للتكوين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى ممثلين عن جامعات سيدي بلعباس، تلمسان، ووهران، إلى جانب مسؤولين محليين، مدراء تنفيذيين، وأساتذة جامعيين وطلبة الطب.

كما حضرت فعاليات التدشين كل من مؤسسة كوندور وشركتين ناشئتين، Digi Roots وAnatomis، اللتين ساهمتا في تطوير هذه التقنية الحديثة.

وتمثل طاولة التشريح الافتراضية قفزة نوعية في مجال تدريس العلوم الطبية، حيث تم تطويرها وتصنيعها من قبل فريق مشترك يضم خبرات من جامعة سعيدة، باحث جزائري بالخارج، مؤسسة كوندور، بالإضافة إلى المؤسستين الناشئتين Digi Roots وAnatomis.

وتتيح هذه الطاولة للطلاب وأساتذة الطب إمكانية استكشاف نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة للجسم البشري، مع القدرة على تحليل الأجهزة والأنسجة بالتفصيل، وإجراء عمليات تشريح افتراضية بطريقة آمنة ومتطورة. وتعزز هذه التقنية الحديثة الفهم النظري والتطبيقي للتشريح، مما يسهم في تحسين جودة التعليم الطبي، ورفع مستوى التكوين الأكاديمي لطلاب الطب، وفقا لأحدث المعايير العالمية.

ويأتي إطلاق هذه التكنولوجيا في إطار توجه الجزائر نحو تحديث مناهج التعليم العالي وإدماج الأدوات الرقمية المتطورة في التكوين الأكاديمي، مما يسهم في توفير بيئة تعليمية تفاعلية تسهل عملية استيعاب المفاهيم المعقدة في التشريح، دون الحاجة إلى اللجوء إلى الجثث الحقيقية.

ويؤكد هذا الإنجاز قدرة الكفاءات الجزائرية على ابتكار حلول تعليمية متقدمة، ويدفع الجامعات الجزائرية نحو منافسة المؤسسات الأكاديمية الرائدة عالميا في مجال الرقمنة والبحث العلمي.

ويمثل تدشين أول طاولة تشريح افتراضية في جامعة سعيدة خطوة محورية في مسار تطوير التعليم الطبي في الجزائر وإفريقيا، وينتظر أن يكون لهذا الابتكار تأثير إيجابي على تكوين الأطباء المستقبليين، مما يعزز مكانة الجامعة كمركز للتميز والابتكار في المجال الأكاديمي.