291
0
فيلم الرعب : الدّرك الأسفل؟!
بقلم: الأسير الأديب : وليد الهودلى
هناك مخرج سينمائي قد وسّع خيال الجريمة عنده إلى أبعد نقطة قد يصل اليها خيال بشر، يريد فيلما يحقّق حياة الدرك الأسفل مما قد يصل إليه الانسان، أراد لفيلمه أن يحطّم خيال من قبله في أفلام الرعب، وأن يحقّق أرقاما قياسية لم يسبقه اليها أحد، وكان لا بدّ لتحقيق نجاح هذا الفيلم من ميزانية هائلة تقدّر بالمليارات، سيكون هناك أماكن تصوير مكلفة جدا وسيستخدم معدّات وآليات تحاكي الواقع وهذه مكلفة وتحتاج بعد توفيرها إلى من يقودها من الفنيين والمحترفين من ذوي الخبرات العالية، وكذلك لا بدّ من مجموعة كبيرة جدا من الممثلين الذين سيقومون بأدوار إدارية وقيادية، وهؤلاء يجب اختيارهم من عتاولة الفن السينمائي والمشهود لهم بإتقان الدور على أعلى درجات الاتقان، بالإضافة إلى جمهور هائل من "الكمبرس" وكذلك يحتاج إلى طواقم التصوير البارعة في التصوير السينمائي ذوي الخبرات الطويلة والإنجازات المشهود لها في الوسط الفنّي. وكان من أصعب المهام هو تحضير المكان بما يتلاءم بغايات الفيلم والتي تتلخّص بإحداث صدمة هائلة ونقلة نوعية مذهلة في عالم أفلام الرعب وأن يكون هناك مسافة شاسعة بين هذا الفيلم ومن سبقه وبما يتلاءم مع خيال مخرجنا العظيم وطموحات خيالاته التي لا يصل إليها أحد، فالمطلوب فيلم صرعة وصدمة وصرخة عظيمة في عالم انهارت فيه القيم الانسانيّة، فحتى يعود إلى رشده لا بدّ وأن نزلزل كيانه بفيلم رهيب يعيده الى صوابه وإصلاح أمره وإنقاذ القيم الانسانيّة من الضياع والدمار. المكان المطلوب لإخراج هذا الفيلم يجب أن يكون قطاعا سكّانيّا منكوبا في الأصل ويعيش حياة مأساوية، حالة من الضعف والهوان، غالبية سكانه من الأطفال، فيه شبه مدارس يتعلّم فيها أطفالهم، وفيها مشافي مستهلكة مستنزفة الموارد، ولا بدّ من مساجد كثيرة لأننا نريد أن نظهر المشهد الفاتك بالمسلمين الذين يتقنون فن الإرهاب، وبعض الكنائس حتى نظهر الاستهداف الكلّي لجنس الانسان، ولا بدّ من مساكن مكتظة تشبه مخيمات اللجوء والشتات للشعب الفلسطيني، ولا بدّ أيضا من اختيار الجغرافيا المناسبة حيث يكون هذا القطاع من السكّان محاصر من قبل الأعداء منذ فترة طويلة من الزمان. وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى يحمل لقب "النتن" بعد أن سمع بأنباء التحضير لهذا الفيلم من مستلزمات وأماكن تصوير تناسب الغايات، هذا الرجل زعيم عصابة وعنده الكثير من الميزانيات والاستعدادات والاهم من هذا أن خياله ينسجم مع خيال هذا المخرج، قال له: لم تتعب نفسك أيها المخرج الهمام تحضيرات المكان؟ لديّ مقترح لمكان جاهز فيه كل المواصفات التي تريد، مكتظ السكان وفيه ما يكفي من الأطفال والمدارس والمربّعات السكنية المتهالكة والمستشفيات، وهو كما تريد، محاصر ومنكوب وكلّ شيء فيه مضروب، لم تتعب نفسك في بناء أمكنة التصوير والتي ستستهلك ميزانية الفيلم وتستنزف كلّ الإمكانيات؟ ولديّ مجموعة كبيرة من الممثّلين الذين يتقنون الأدوار خير إتقان، ولديّ أيضا من المعدات والآليات ما يفي بالغرض الذي تريد، لديّ من الطائرات والدبّابات من كلّ الأشكال والأنواع، وبخصوص طواقم التصوير ستأتينا من كلّ صوب وحدب ومن كلّ الاشكال والألوان، وبإمكانك أن تستخدم الذخيرة الحيّة وأن تعتبر ما أقدّمه لك مختبر تجارب لكل أنواع السّلاح، بإمكانك أن تجرّب كلّ ما وصل اليه عالم الاجرام من سلاح وقوة تدمير وقتل هائلة على الأحياء والاموات، نعم أقصد ما أقول حتى أمواتهم ومقابرهم مستباحة كما هو حال الاحياء. أمورك كلّها جاهزة عندي أيها المخرج الهمّام. سرّ المخرج من هذا الفتح المبين والذي سيوفّر عليه كثيرا من الميزانيات، ولكنّه أعرب عن قلقه بخصوص الطبيعة البشرية للممثّلين، هل سيقبلون بممارسة أسوأ أنواع الجريمة التي يحتويها الفيلم، المشاهد على أسوأ مما يتخيّلون، طمأنه "النتن" وقال له إنهم نسخة بشرية على أسوأ مما وصل إليه خيالك، لا تقلق أبدا، قال له المخرج: ستكون هناك مشاهد فيها قتل أطفال ونساء ومدنيين من كل الأنواع، وسيكون هناك قصف مساجد وكنائس ومدارس مكتظة بالناس ومستشفيات تعجّ بالجرحى والمرضى وووو. طمأنه " النتن" وقال له: لديّ من يتلذّذ وهو يقوم بهذه الأدوار وستجد منهم ما يسرّك ويثلج صدرك، ولكنّي سأبادلك قلقك بقلق آخر: سنجد من يقاوم فكرة هذا الفيلم فيواجهون ممثلينا مواجهة شديدة وقاسية، المخرج من جانبه قال هذا جيّد لأننا بذلك نجد ما يبرّر جرائمنا ونضفي على الفيلم هالة من "الأكشن" والانفعال. وسأل:"النتن" وهل تستطيع تحمّل تبعات خسائرنا من الأرواح والمعدّات، ردّ المخرج: هذه مقدور عليها ولكن لا دخل لي بما يلحق ذاك القطاع من خسائر في الأرواح والممتلكات. وبدأ الفيلم بعد أن اختاروا له قطاع غزّة، لقد نجحوا في انتاج أسوأ مشاهد الجريمة التي قد يتخيّلها إنسان، نجحوا في انتاح مشاهد الدمار الشامل، دمّروا عشرات المشافي والمدارس والكنائس وارتكبوا مئات المجازر التي كانت جلّها من الأطفال والنساء، تفنّنوا في مشاهد مستشفى يهوي على رؤوس مرضاه ومسجد مع مئذنته يخرّ صريعا كلّ يوم، وانتجوا مشاهد كثيرة لا تعدّ ولا تحصى لأطفال يخرجون من تحت الركام أحياء واموات، وأنتجوا مشاهد كثيرة لعائلات يُقتل جميع أفرادها ويبقى منها طفل وحيد بقي على قيد الحياة، ألقوا من صواريخ الدمار ما يعادل ثلاث أو أربعة قنابل نووية، ضربوا ما يزيد عن ثلاثة الاف هدف أعتى المدمّرات لمنازل ومربعات سكنية بالجملة ومن غير حساب. وما لم يكن بحسبان المخرج أن هؤلاء الذين قاوموا العدوان نجحوا في إحداث تغيير جوهري على سيناريو الفيلم، حرفوا له البوصلة، مع النكبة والكارثة وحرب الإبادة أنتجوا مشاهد البطولة، لم تكن رغبات المخرج وأهدافه إلا أن يحقّق سبقا في عالم الجريمة والرعب والقتل، أمّا أن يحقّق الفيلم سبقا في عالم البطولة والفداء وأن يحقّق كل هذه الخسائر البشرية وتدمير المعدات لهذا المتبرّع الجبان، فهذا لم يكن بحسبان، وأنّى له تعويض ما هو أضعاف أضعاف تكلفة تهيئة المكان؟ وما تجرّه أيضا تداعيات هذا الفيلم على صعيد حضارة الانسان كثيرة ويضيق لها هذا المكان.
إنّها القدس....
بقلم: د. عادل فهد المشعل
يا لهذه المدينة الخالدة التي تضم بانوراما للحضارة الإنسانية فنحن نسميها «القدس»، وهي المدينة المقدسة والأرض الطيبة المباركة، وحين قال موسى، عليه السلام، لقومه بني اسرائيل «ادخلوا الأرضَ المقدّسةَ التي كتبَ اللهُ لكم» فردّوا عليه قائلين «إنّ فيها قوماً جبّارين»، أي أن الارض كانت مسكونة قبل دخول بني إسرائيل وهم بنو يبوس وهم قبيلة عربية وهم الذين قاموا ببناء القدس، وقد هاجر يبوس من الجزيرة العربية وهذا أبلغ رد على من يدعي أن اليهود سكنوا القدس قبل العرب. نعم، إنّ العرب واليهود من نسل إبراهيم، عليه السلام، إلا أن العرب هم الذين قاموا ببناء وتشييد القدس لتكون صالحة للعيش. نعم، إن فلسطين أرضٌ عربيةٌ وهي ليست موطناً لهم يوماً ما، إلا أن الغرب وضعف الأمة وفي غفلة من الزمن جاءت روايات تحاول تغيير الواقع، فكانت المعاناة لكل مواطن فلسطيني من مسلم ومسيحي. وبات الطفل الفلسطيني يواجه البطش والهيمنة الإسرائيلية للنيل من طفولته، لكنه كبر بسرعة متسلحاً بالوعي وبات مستعداً للتضحية مثله مثل والده وجده، وستستمر التضحيات إلى يوم تحرير فلسطين. إن فلسطين أرض زراعية ذُكرت في القرآن الكريم، حين قال الله تعالى:«والتينِ والزيتونِ» فكانت شجرة الزيتون مُباركة، والمُزارع الفلسطيني ينتمي إلى تلك الأرض وسيبقى متشبثاً بها حتى لو اقتلعت الأشجار فهو ماض في طريقه وباق ينتمي إلى الزيتون والموروث الشعبي وإلى القيم الفلسطينية. إنّ فلسطين بلد غني بثرواته وبتاريخه، وهو شعب متعلم تكاد تصل نسبة الأمية فيه إلى الصفر، كما أن فيه تراكماً حضارياً كبيراً وعميقاً، وهناك آلاف الدراسات الأكاديمية التي تناولت هذا الإرث الحضاري الإنساني، ولقد استفاد الكثير من الدول العربية في تفعيل التنمية عندما اضطر المواطن الفلسطيني للنزوح ومنها دولة الكويت فلا يمكن تجاهل الكفاءة الفلسطينية في البناء والتشييد.
وقد تكون القدس هي أقدم مدينة في العالم، إذ يعود تاريخها إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وعندما فتحها الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عمل على تأصيل الحماية لمن كان يعيش بها، خاصة في ما يتعلق بحرية العبادة والمحافظة على الأملاك الشخصية.
وتعاقبت الدول الإسلامية على تطويرها فقامت الدولة الأُموية ببناء قبة الصخرة والمسجد المرواني ثم تبعتها الدولة العباسية حيث سك العملات باسمها إلى أن تعرّضت إلى الاحتلال من قبل الصليبيين، فقاموا بارتكاب مجازر قتل فيها أكثر من سبعين ألف مسلم، وقد دفنوا في مقبرة تحمل اسم «مان الله» وتعني «أمان الله» وهي تشير إلى تلك المجزرة. وبعد فترة وجيزة، سطعَ نجمُ صلاح الدين الأيوبي، وذاع صيته بعد فتوحاته لبعض المدن في بلاد الشام، ولم يكن قد وصل إلى القدس بعد حتى وصلته رسالة من أهلها قالوا فيها:
جاءت إليك رسالة تسعى من البيت المقدس
كل المساجد حررت وأنا على شرفي أدنس
وما إن تسلّم تلك الرسالة حتى أمر صلاح الدين، بتجهيز المنبر قبل افتتاح القدس لأنه كان على ثقة عالية من انتصاره، فكان له ذلك ولكنه عند فتح القدس لم يقتل أحداً إلا من قاتلهم بل أمر أطباءه بعلاج المصابين مهما كانت ديانتهم من مسلمين أو نصارى، ونشر العدل بينهم عكس الصليبيين الذين كانوا يقومون بقتل المسلمين بجرائم ما زال يذكرها التاريخ. وبدأت قصة الدولة الصهيونية في اجتماع بسويسرا قبل خمسين عاماً من إقامة تلك الدولة بقيادة تيودور هرتزل، ثم بدعم من بريطانيا حيث وعد بلفور، وما زالت المأساة مستمرة. وعلينا ألا ننسى موقف الدولة العثمانية حين عرض اليهود على السلطان عبدالحميد، في بناء اليهود في القدس إلا أنه أصرّ على إسلامية القدس ولم يسمح لهم بالاستيطان في الأرض المقدسة، لكن المؤامرة كانت له بالمرصاد فسقطت الدولة العثمانية ومن يومها ونحن حالنا من سيئ إلى أسوأ. إنّ الإسلام ليس دولة القتل كما تصوره وسائل الإعلام، ومقاطع اليوتيوب وبعض الجماعات التي تدعي أنها تنتمي إلى الإسلام وهو بريء منها، وكم هو مؤلم أن نجد من بني جلدتنا وهم يوجهون مثل تلك التهم ضد القضية الفلسطينية المقدسة. لست ضد الرأي الآخر، بيد أن الكويت لديها ثوابت إسلامية وعربية ومنها القضية الفلسطينية ومن يرفض تلك الثوابت عليه ألا يسعى للانتماء إلى تلك الأرض الطيبة وشعبها الأصيل بأخلاقه. لقد أورثنا الله تلك الأرض المقدسة وهي أمانة في أعناقنا جيلاً بعد جيل، ورغم الضعف فما زال هناك جيل بطل مقاوم ولدينا المرابطون فيها وعلينا ألا نتساهل في تلك القضية رغم خلافاتنا التي لا داعي لذكرها، لأن المسجد الأقصى المبارك ربط بالمسجد الحرام، وعلينا أن نتذكر في معجزة الإسراء والمعراج أن الله كان قادراً على أخذ الرسول عليه الصلاة والسلام، من مكة إلى السماء مباشرة، فلماذا كان الإسراء إلى القدس أولاً ثم إلى السماوات العليا وهو أمر يعكس مكانة المسجد الأقصى المبارك بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي. نعم، إن المسجد الأقصى قضيتنا الأولى وعلينا أن نكون جميعاً مخلصين لها كل في مجاله من سياسيين وأكاديميين وفنانين وأدباء وإعلاميين، ورغم كل الظروف الصعبة المحيطة بنا إلا أنني على ثقة تامة من أن شعوبنا غير قادرة على تحرير الأقصى في الوقت الحالي مع عدم نسيان حلم التحرير مهما كانت المؤامرات من البعيد قبل القريب، وعلينا ألا نسمح للعجز والخنوع بالتسلل إلى قلوبنا فيتحول إلى هزيمة نفسية تدفع بالبعض منا بالتقليل من ثقافة المقاومة عبر منابر إعلامية مدفوعة الأجر وهي تمارس الخيانة بعلم أو دون علم.
"ثوري فتح": الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة القائد مروان البرغوثي بعد تعرضه لخطر حقيقي في الأسر
أكد المجلس الثوري لحركة "فتح"، "أن ما يتعرض له القائد المعتقل مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، من تهديد، وعزل، يضع حياته في خطر حقيقي، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسؤولية الكاملة عنه".وأضاف "ثوري فتح"، فيبيان، صدر عنه اليوم الإثنين، أن عزل القائد البرغوثي، والاعتداء عليه، وتهديده بالقتل، يأتي في سياق الحملة المسعورة للاحتلال وأدواته ضد الحركة الأسيرة برمّتها، من خلال التضييق على معتقلينا البواسل، وممارسة أبشع أنواع التنكيل والإهانة والحرمان والتجويع، ما أدى إلى استشهاد ستة من المناضلين في سجون الاحتلال، ناهيك عن اعتقال أكثر من أربعة آلاف وخمسمئة موطن منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".وأوضح أن قوات الاحتلال تواصل حرب الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي ضد شعبنا، من خلال ارتكاب أبشع الجرائم في قطاع غزة، والقدس، والضفة الغربية، وفي الوقت ذاته تمارس عصابات الاحتلال أبشع الجرائم ضد معتقلين ومعتقلات في كل سجون الاحتلال، ومراكز التوقيف".ودعا المجلس الثوري كل المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها إزاء معتقلينا البواسل، وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم، وتأمين زيارتهم وعلاج المرضى منهم، وكذلك الأمر تواصل المحامين معهم. كما دعا شعبنا الأبيّ إلى الالتفاف حول المعتقلين ونصرتهم، وحمل قضيتهم كأولوية قصوى في هذه المرحلة الحساسة، التي يمر بها مشروعنا الوطني. وأكد أن القائد البرغوثي والأبطال الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع"، وكل المناضلين المعتقلين يحتاجون إلى كل الدعم والمؤازرة، وزيادة وتيرة التحرك الوطني والإقليمي والدولي لمساندتهم وحمايتهم، والاستمرار في العمل الدؤوب من أجل إطلاق سراحهم.
الاحتلال اعتقل 46 صحفيا منذ السابع من تشرين الأول الماضي
قال نادي الأسير، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 46 صحفيا. وأضاف نادي الأسير في بيان صحفي، اليوم، أن قوات الاحتلال لا تزال تعتقل 32 صحفيا، من بينهم 19 جرى تحويلهم إلى الاعتقال الإداريّ بذريعة وجود "ملف سري"، فيما وجه الاحتلال لعدد آخر تهما تتعلق بما يسميه "التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي". ولفت إلى أن عددًا من الصحفيين تعرضوا للتحريض على صفحات تابعة للاحتلال، ومنهم من جرى اعتقاله لاحقًا، كما حصل مع الصحفية سمية جوابرة التي اعتقلت وهي حامل في شهرها السابع، وأفرج عنها بشروط قاسية تستهدف عملها الصحفيّ، وفرض عليها الحبس المنزليّ القائم حتّى اليوم. وقال نادي الأسير، إن المعتقل الصحفي الجريح معاذ عمارنة (36 عامًا) من بيت لحم، يواجه ظروفًا صحية صعبة في سجن "مجدو"، جرّاء الإجراءات الانتقامية الممنهجة، وعمليات التعذيب التي فرضها الاحتلال على الأسرى والمعتقلين بشكل مضاعف وغير مسبوق. وبين أنّ الصحفي عمارنة والمعتقل إداريا منذ تاريخ 16 تشرين الأول/ أكتوبر، تعرض لعمليات تنكيل وتعذيب كما كافة المعتقلين، ويعاني من صعوبة في الرؤية، وغباش في عينه اليمنى، وفي إطار الجرائم الطبيّة التي ينفذها الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين، فإنه يرفض حتّى اليوم السماح بإدخال عينه الزجاجية، ونظارته، بعد أن فقد إحدى عينيه عام 2019 جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار عليه خلال ممارسة عمله الصحفي. وأوضح نادي الأسير، أن عمارنة يعاني من مرض السكري المزمن، والذي تفاقم في ظل تنفيذ إدارة السّجون سياسة التجويع بحقّ الأسرى، كما ويعاني من نوبات ألم وصداع شديدة بسبب البرد القارس، ومنذ اعتقاله لم يتمكّن من استبدال ملابسه بعد أن استولوا على ملابسه، وما تبقى له ستره خفيفة لا تقيه من البرد القارس.
"هيئة الأسرى" ونادي الأسير يوجهان نداء للمؤسسات الدولية للكشف عن مصير معتقلي غزة ووقف جريمة "الإخفاء القسري" بحقهم
وجهت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، نداء عاجلا للعالم والمؤسسات الحقوقية الدولية، للضغط على الاحتلال للكشف عن مصير معتقلي غزة، ووقف جريمة "الإخفاء القسري" بحقهم. وأوضحت هيئة الأسرى، ونادي الأسير في بيان مشترك، صدر اليوم، أن هذا النداء جاء في ضوء تصاعد المعطيات حول جرائم مروعة تنفذ بحق معتقلي غزة، التي كان آخرها، معطيات نشرتها صحفية "هآرتس" العبرية، تفيد باستشهاد عدد من معتقلي غزة في معسكر "سديه تيمان" في "بئر السبع"، بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، دون معرفة عددهم بشكل دقيق، وظروف استشهادهم. وبينت الهيئة والنادي، أن سلطات الاحتلال تواصل بعد 73 يومًا على بداية العدوان، والإبادة الجماعية في غزة، تنفيذ جريمة "الإخفاء القسري" بحقهم، التي تشكل مخالفة صارخة للقانون الدولي، ويرفض الاحتلال الإفصاح عن أي معطيات بشأن مصيرهم، في حين حذرت مؤسسات الأسرى مرارًا من استمرار تكتم الاحتلال على مصيرهم، بهدف تنفيذ إعدامات بحقهم. وقال البيان، إن إصرار الاحتلال على عدم الإفصاح عن مصيرهم وإخفائهم قسرًا، يحمل تفسيرًا واحدًا، وهو أن هناك قرارًا بالاستفراد بهم، لتنفيذ مزيد من الجرائم في الخفاء، على الرغم من أن قوات الاحتلال قد أقدمت على نشر صور ومشاهد مروعة، حول عمليات اعتقال المئات من غزة وهم عراة، خلال الاجتياح البري، واحتجازهم في ظروف لا تمت للكرامة والإنسانية بصلة، وتكفي لأن تكون مؤشرًا على ما هو أخطر وأكبر على صعيد مستوى الجرائم التي تنفذ بحقهم. وتابع البيان، أنه بعد أكثر من 74 يومًا من العدوان، وعلى الرغم من كل المطالبات التي تقدمنا بها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وإلى عدة جهات حقوقية دولية للضغط على الاحتلال للإفصاح عن مصير معتقلي غزة، إلا أن هذه المطالبات لم تلقَ آذانا صاغية، وحّى اليوم فإن الاحتلال لم يفصح رسميًا عن هوية أحد شهداء غزة الذي ارتقى في معسكر "عناتوت" في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلى جانب الشهيد ماجد زقول الذي ارتقى في سجن "عوفر". وأشار إلى أن المعطيات المتوفرة لديهم حول معتقلي غزة، تتمثل في: احتجاز معتقلات من غزة في سجن "الدامون"، بينهن مسنات وطفلات، واحتجاز معتقلين في معتقلات "الجلمة، وبيتح تكفا، وعسقلان، وعوفر"، إلى جانب معسكرات مثل م"عناتوت"، و"سديه تيمان"، إضافة إلى ما أعلن عنه الوزير الفاشي "بن غفير"، بناءً على أمر تقدم به إلى مسؤولة إدارة السجون بنقل معتقلين من غزة إلى قسم "ركيفت" المقام تحت سجن "نيتسان – الرملة". وبحسب معطيات من إدارة سجون الاحتلال نشرتها في نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، فإن "260" من معتقلي غزة صُنفوا "كمقاتلين غير شرعيين"، وجرى اعتقالهم بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وحصل نادي الأسير والهيئة على عدة شهادات من معتقلين جرى الإفراج عنهم، تحديدًا من سجن "عوفر" وأشارت إلى نّ عمليات تعذيب مروعة ينفذها الاحتلال بحق معتقلي غزة، علمًا أن الاحتلال اعتقل قبل يومين مواطنة من سكان بلدة "حوارة" لمجرد أنها تحمل بطاقة تشير إلى أنها من غزة، وهي مريضة بالسرطان ومقيمة في الضفة، وجرى نقلها إلى معسكر "عناتوت". وتقوم حكومة الاحتلال منذ بداية العدوان بإجراء تعديلات على تعليمات التنفيذ لقانون المقاتل غير الشرعي، وكان آخرها في شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، إذ يتيح هذا التعديل احتجاز المعتقل فترة 42 يومًا قبل إصدار أمر الاعتقال، وتُجري عملية المراجعة القضائية للأمر بعد 45 يومًا من توقيعه، كما يُمنع المعتقل من لقاء محاميه حتى 80 يومًا. كما عمل الاحتلال على تعديل قانون الاعتقالات عام 1996، الذي يطبق على المعتقلين من قطاع غزة الذين يخضعون للتحقيق في مراكز التحقيق، حيث يتم تمديد توقيف المعتقل لمدة 45 يوما للتحقيق، وتمدد لفترة 45 يومًا إضافيا، ويُمنع من لقاء محاميه طوال هذه الفترة، دون أي رقابة فعلية من المحكمة على ظروف احتجازه. وأكد البيان أن استمرار تكتم الاحتلال على مصير معتقلي غزة هو بمثابة غطاء على الجرائم التي تنفذ بحقهم، مجددًا مطالبته للجنة الدولية للصليب الأحمر، ولهيئة الأمم المتحدة، وكل المؤسسات الدولية، بمراجعة دورها اللازم في ضوء كثافة الجرائم التي يصعد الاحتلال تنفيذها بحق المعتقلين، ومنهم معتقلو غزة، في سبيل الضغط على الاحتلال لوقف جرائمه المستمرة والمتصاعدة بحقهم.