عشية احتفال قوات الاستعمار الفرنسي بمئوية دخولها إلى الجزائر، وتحديدا في ربيع عام 1930ولد الشهيد طالب عبد الرحمن في 03 مارس في حي القصبة بالجزائر العاصمة بشارع سيدي رمضان،من عائلة تنحدر من آزفون بمنطقة القبائل.
نزيهة سعودي
التحق بالمدرسة الابتدائية ثم التعليم المتوسط بالعاصمة، بعد توفقه بامتياز في دراسته، واصل مشواره الدراسي ونجح في الدخول إلى كلية العلوم لمتابعة دراسات عليا، اشتهر بلقب "كيميائي الثورة الجزائرية" لدراسته الكيمياء ولعمله على صناعة القنابل التي كان يستعملها الثوار في عملياتهم ضد قوات الاستعمار، كما تعلم اللغة الألمانية.
تفنن في صنع متفجرات تقليدية
تربى في أحضان عائلة متواضعة بسيطة كغيرها من العائلات الفقيرة التي ضحت من أجل جزائر حرة كريمة، التحق بجبهة التحرير الوطني سنة 1955 لينشط بمنطقة أزفون الولاية العسكرية الثالثة، ساعد في صنع متفجرات بوسائل تقليدية، ليقوم بعد ذلك بإنشاء مخبر لصناعة المتفجرات في منطقة الأبيار بمدينة الجزائر.
تشبع الشهيد بقيم الحركة الوطنية، مما جعله يقول "الهلاك من أجل وطني ومثلي وشعبي ما هو إلا تضحية سامية سأنالها، والجزائر ستكون حرة ".
الأحداث التي عاشها ساهمت في بلورة شخصيته المكافحة الرافضة لما يقوم به الاستعمار وما يرتكبه من جرائم بحق الشعب ، وخلال مجازر 8 ماي 1945، كان طالب عبد الرحمان لا يزال شاب لكنه كان يشعر بآلام الناس ويسمع روايات تلك الأحداث الأليمة التي اعتصر قلبه لبشاعتها.
إعدامه في سجن بربروس و عمره 28 سنة
في 19 ماي 1956 شارك في إضراب قام به جماعة الطلاب الجزائريين وفي الحادي عشر أكتوبر من نفس السنة اكتشفت القوات الفرنسية المخبر الكيميائي وأصدرت في شأنه أمرا بالقبض.
التحق بإخوانه المجاهدين ليواصل نضاله العسكري بالشريعة بالمنطقة الرابعة إلى غاية القبض عليه في منطقة البليدة من طرف القوات الفرنسية يوم 5 جوان 1957 تعرض لمخلف أشكال التعذيب والقهر أثناء استجوابه ولكنه لم يبح بأي معلومة للعدو.
أطلق عليه رفقاء الدرب اسم مستعار "محند أكلي" لكي لا يجذب الانتباه حيث كان اسمه الحقيقي معروفا من طرف القوات الاستعمارية و كان محل بحث حثيث،ولكن ألقي عليه القبض واستشهد بتاريخ 24 أبريل 1958 بعد إعدامه بالمقصلة في سجن بربروس بمدينة الجزائر وسنه لم يكن يتجاوز حينها 28 عاما، وأشارت جميلة بوحيرد إلى الذكاء الكبير الذي كان يتحلى به طالب عبد الرحمن بقولها "الشهيد الذي حير المستعمر بعبقريته في صنع القنابل".