364

0

في الذكرى الثانية لاستشهاد ديار العمري

كتب / رشاد عمرى

 قبل سنتين مثل اليوم في ساعات قبل المساء، بعد يوم وليلة من اللعب واللهو والسعادة مع الحفيدتين جيلان يارين، في بيتنا وبالطريق ما بين بيتنا والبقالة القريبة في الحارة، في حيفا، ، بدأت بتجهيز نفسي للمشاركة بوقفة في ساحة الاسير، دعت لهذه الوقفة الحركات الوطنية في حيفا، للمطالبة بتحرير القائد وليد دقة من السجن لتلقي العلاج، وانقاذ حياته، من الاهمال الطبي، بالسجن، قبل استشهاده في السجن، فجاء الاتصال بالخبر الصاعق لي وللعائلة في حيفا: "ديار انقتل".

ديار انقتل على مدخل مستوطنة،على مدخل مستوطنة "غان نير"

لم تكن سوى دقائق حتى بدأت الصفحات الاخبارية، بالحديث عن قتيل في صندلة، بحادث عنف، أي كأي حادث عنف وجريمة كالتي تفتك بمجتمعنا، بالداخل، فكان لا بد بعد انتشار الخبر المشوّه، التواصل مع المواقع الأكثر انتشارا، لتنقل الحقيقة، في مواجهة نشر ما صدر عن الشرطة الاسرائيلية، وهي حقيقة استشهاد ديار على خلفية قومية عنصرية وايس على خلفية جنائية،،  وديار شهيدا وليس قتيلا، فقد كنت على يقين بان اطلاق النار على ديار، لا يمكن ان يكون على خلفية، جنائية، فبلدة صندلة، معروفة بأهلها، الذين تمسّكوا بارضهم وبالقيم الوطنية والاخلاقية، واهل هذه البلدة التي فقدت 15 عشرة طفلا من اطفالها بقنبلة وُضِعت على جانب الطريق الذي يسلكونه مرّتين باليوم، من والى مدرستهم، لا يمكن ان لهم ان يتخيّلوا بان احد ابنائهم، ممكن ان يُقتل نتيجة العنف، فالقاتل لا يمكن ان يكون إلّا مستوطنًا عنصريّا ،  هذا ما كان ردّي لكل الزملاء الصحافيين الذين تواصلوا معي وانا في طريقي من حيفا الى صندلة:
"ديار استشهد" بعد ان طالته يد غدر مستوطن ارهابي، عنصري وفاشي، كان بامكان ديار وضعه تحت قدمه بأريحية، لكن هذا الارهابي ككل مستوطن ارهاب نذل، يستقوي بالسلاح الذي توزعه الدولة على مستوطنيها .
رغم ما سبق، من اتصالات وتواصل مع الاهل في قرية صندلة، ومع زملاء صحافيين، كان الشعور بانني أعيش في فيلم خيالي، أو الاصح تشعر بانك تعيش في تهيئات، حتى بعد قبل وصولك القرية، الى المفرق الذي يؤدي الى مستوطنة "غان نير"، الذي اغلقته الشرطة، بعد المواجهات العنيفة مع شباب البد، الذين وصلوا الى بوابة المستوطنة، للقصاص من الارهابي، الذي حمته الشرطة، وفي نفس الوقت اعتدت على شباب البلد.
لا يوجد حاجة لحضورك الى المستشفى حيث يرقد جثمان الشهيد ديار، وطلبوا مني الوصول الى بيت ابن العم احمد، والد الشهيد ديار، احمد الذي أعتدت، كلما التقينا، في بيته او في بيت والدته او في بيت والدتي، في صندلة، اعتدت على المزاح والضحك معه، فكيف سأقلب مشاعري 180 درجة عند مقابلته، لا اعرف، فوجدت نفسي وكانني اصطنع الحزن، مع الشخص الذي، صوت دماثة اخلاقه وفرحه ومزحه، هو اللامع في كل لقاء..فتكاد لا تصدّق ما يحصل، ويذكّرك بذلك عشرات وربما مئات المتصلين المصدومين هم ايضا من الخبر.
*****كيف صنعت بادة صندلة نموذجا للنضال في اصعب الاوقات*****
-المراسيم تفرض نفسها والمواقف التي تفرض نفسها ايضا!
بعد المواجهات على مدخل المستوطنة والتي امتدت الى مدخل القرية واغلاق الشارع  المؤدي الى جنين، تفرض عليك الوقائع، التحضير لمراسيم تشييع شهيد، من المتوقع ان يتقاطر الالاف للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد.
 رغم معرفتي بأهل قريتنا، لكن ما قام بها اهل البلد جميعهم رجالا ونساء شبّانا وشابات، من تحضيرات، لتشييع مهيب للشهيد، ولاستقبال الالاف الفلسطينيين من الداخل الذين سيشاركون بتشييع الجثمان، ولاحقا استقبال الالاف المعزين.
والحقيقة الى جانب وقوف اهالي البلد، لا بد من ذكِر مواقف الاغلبية الساحقة، ان لم يكن اجماع اهل البلد، برفض استقبال، في ساحات العزاء، اي اسرائيلي رسمي، من رئيس الدولة الى اصغر لجنة صف، وصدر بيانا واضحا، آنذاك، بعد وصول رسائل من بعض الرسميين، وعلى رأسهم رئيس الدولة، يطلبون فيها الحضور لتقديم التعازي، وفي البيان الذي صدر عن العائلة، اشترط للنظر بطلب تقديم رئيس الدولة، التعازي، تحرير الاسير وليد دقة، الذي كان يصارع المرض، آنذك، بعد قضائه مدة الحكم، قبل اضافة حكما بالسجن سنتين اضافيتين لاحقا.
اذكر ذلك، وذلك للإشارة، الى المواقف السياسية والوطنية، منذ المواجهة هلى مدخل مستوطنة "غان نير" وما تبع ذلك من تحدي للهجمة البربرية والاعتقالات العشوائية والترهيبية، مواقف وطنية، لقرية صغيرة، شبه معزولة، لكنها كانت بذلك نموذجا للنضال للتحدي والشموخ، في مرحلة طغى فيها بالداخل، الشعور بالعجز، وحملة البعض تخويف الناس، بالوزير بن غفير، لتبرير سقوطهم في مستنقع ما يسمى اليسار الصهيوني، في تغييب مع سلق الاصرار والترصد، لجرائم قتل هذا اليسار للفلسطينيين، في كل مكان، بمن في ذالك، بالداخل، تاريخ دموي امتد من منذ قبل العام 1948 الى أخر حكومة له برئاسة المستوطن الفاشي بينيت،  مرورا برابين وبيرس وغيرهم، من الملطخة اياديهم بدم الفلسطينيين والعرب.
سأكتب لاحقا، عن حملة الاعتقالات لشباب البلد، وعن محاولات الترهيب وعن الوقفات امام المحكمة بالتزامن مع محاكمة المستوطن الارهابي المجرم الخسيس، والمحاكمة التي في مراحلها الاخيرة.

لن يُهدر دمك يا ديار

المجد والخلود للشهيد ديار ولجميع الشهداء الابرار

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services